|
||
arabic.news.cn (GMT+08:00) 2012-09-04 14:27:28 |
مع اقتراب موعد افتتاح العام الدراسي الجديد منتصف الشهر الجاري في سوريا لم تخف ام احمد 56 عاما المهجرة من منطقة التضامن بدمشق (شرقا) ، قلقها العميق من اقتراب موعد افتتاح العام الدراسي الجديد منتصف الشهر الجاري ، لان مصيرها سيكون الشارع ، إذا لم تتمكن الحكومة السورية من تأمين سكن مناسب لها ولعائلتها ذات العشرة اشخاص خلال الايام القادمة لانها تقطن حاليا في مدرسة سمية المخزومية بالمزة جبل.
وقالت ام احمد - في تصريح لوكالة ((شينخوا)) بدمشق اليوم (السبت) " لا اعرف أي مصير سيلاقينا انا وعائلتي بعد ايام ، فمنزلنا تهدم في منطقة التضامن ، ولا يمكن العودة الى هناك بسبب التهديدات من قبل عناصر الجيش الحر بقتلنا، لاننا نؤيد النظام "،مشيرة إلى ان الحكومة ستؤمن لنا مسكن بديل بعد ايام ، معربة في الوقت ذاته عن قلقها وخوفها من القادم من الايام .
يشار إلى أن السلطات السورية فتحت المدارس في بعض المناطق في دمشق وريفها، لايواء عدد من المهجرين السوريين الفارين من الاشتباكات والقصف العنيف في معظم مناطق دمشق وريفها .
ولاحظ مراسل وكالة ((شينخوا)) بدمشق حجم المأساة التي يعاني منها هؤلاء المهجرين من بيوتهم ، والقاطنين في تلك المدارس ، حيث العشرات يقطنون في غرفة كبيرة ، هي بالاساس قاعة للتدريس تخلو من اية خدمات إنسانية ضرورية للسكان ، فالرجال ينامون في الممرات ، والاطفال والنساء ينامون في تلك الغرف الكبيرة ، وسط خروج صيحات من الاولاد في الليل من هنا وهناك.
ومن جانبه، قال ابو إبراهيم المهجر من منطقة القابون (شمال شرق دمشق )، والتي شهدت ولا تزال تشهد أعتى الاشتباكات بين الجيش الحر والجيش النظامي ، وقصف عنيف ، لمراسل ((شينخوا)) بدمشق " انا بالاساس من محافظة حمص وسط سوريا، وقد هربت مع عائلتي واقربائي من القابون "، مشيرا إلى ان الحكومة قامت " بإيوائنا في مدرسة سمية المخزومية بالمزة بدمشق، وقدمت لنا الطعام والشراب والدواء لاطفالنا " .
واعرب عن تخوفه الشديد من ان يعود الى الشارع ، في حال قررت الحكومة السورية إفراغ المدارس من المهجرين او اللاجئين من المحافظات والمناطق السورية ، مشيرا الى ان منطقة القابون ، ما زالت منطقة ملتهبة ، وتشهد المزيد من الاشتباكات واعمال العنف ، مؤكدا ان المجموعات المسلحة قامت بسرقة سيارته الصغيرة قبل ايام ، عندما حاول الذهاب الى القابون للاطمئنان على منزله .
واوضحت زوجته التي رفضت الكشف ن اسمها ، والتي تسكن مع خمسة عوائل اخرى مقربة لزوجها لوكالة ((شينخوا)) بدمشق ان " اكثر من 36 شخصا بين امرأة وطفل ، مشيرة الى ان ام زوجها وهي عجوز عمرها اكثر من 70 عاما مريضة وتعاني من عدة امراض تقضي الليل كله تأن من الالم .
واضافت إن " الجهات المعنية والجمعيات الخيرية والهلال الاحمر لم يبخل علينا بالطعام والدواء " ، مؤكدة ان المرء يأكل الخبز اليابس في بيته ، افضل من ان يكون في مكان لا يألفه ، فكيف اذا كانت مدرسة وتحتوي الى اكثر من 400 شخص .
الاطفال يلعبون في الممرات وفي باحة المدرسة ، رغم اشتداد اشعة الشمس ، الا ان هؤلاء الاطفال لديهم طاقة يريدون ان يفجرونها في اللعب ، إضافة إلى أن بعض الشابات السوريات المتطوعات تقمن بتعليم الاطفال بعض الالعاب ، بغية تنظيم اوقاتهم وملئها .
وبدوره أكد رجاء الناصر أمين سر هيئة التنسيق الوطنية المعارضة اليوم (السبت) ان السلطات السورية ستفتعل ازمة حقيقة عند افتتاح العام الدراسي ، بقيامها باخلاء النازحين من تلك المدارس ، داعيا السلطات السورية الى تأمين هؤلاء النازحين في مساكن لائقة .
وقال في تصريحات لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " النظام يتحمل مسؤولية تهجير هؤلاء السوريين من بيوتهم بسبب اعمال العنف التي يمارسها بحق المحتجين، وقيامه باطلاق النار عشوائيا على منازلهم "، مشيرا إلى انه من حق هؤلاء الشعور بالخوف من القلق مما سيلاقونه من اخطار محتملة مع بداية العام الدراسي الجديد .
اما المفاجئة الكبيرة كانت مع سيدة من منطقة داريا التابعة لريف دمشق (جنوبا)، التي شهدت مجزرة كبيرة راح ضحيتها العشرات من القتلى قبل ايام ، عندما قامت بنعت الرئيس السوري بشار الاسد وجيشه بـ " القتلى والمجرمين " ، ولدى سؤالنا عنها تبين ان عناصر الجيش قاموا بقتل زوجها واعتقال ابنها ذا الـ 16 ربيعا ، وإصابتها اصابة بالغة في ساقها .
البؤس، والظروف غير اللائقة كانت تظهر كلما دخلنا اية غرفة من غرف المدرسة ، فالغرف تخلو من المغاسل ومن الحمامات ، ولا تحتوي على برادات لوضع الاطعمة ، فهي مكشوفة يحلق فوقها الذباب ، وتفوح روائح كريهة من بعض الغرف .
احد القائمين على تقديم الخدمات والاطعمة وهو من كشاف دمشق قال لوكالة ((شينخوا)) نحن نقدم وجبات الافطار والغداء والعشاء ، ونقدم بعض الخدمات الطبية الاولوية ، للاسر المهجرة في المدرسة ، مشيرا الى ان اكثر من 400 شخص موجود في تلك المدرسة من مختلف المناطق الساخنة في دمشق وريفها .
يشار الى ان المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة، أعلنت أن تدفق اللاجئين السوريين الى الدول المجاورة مستمر ويزداد مع وصول 15 الف شخص اضافي خلال 3 ايام الماضية.
ودعت الامم المتحدة المجتمع الدولي الى المساهمة في دعم الامدادات الانسانية المقدمة الى اللاجئين السوريين، مشيرة الى انهم يعانون من شح في المواد الغذائية ويحتاجون الى مساعدات انسانية عاجلة، فيما اشارت الى ان الوضع في سوريا نتج عن تزويد اطراف النزاع في البلاد بالسلاح.
يشار إلى أن عدد اللاجئين إلى دول الجوار وصل نحو 220 الف لاجئ ، وذلك بسبب المواجهات العسكرية بين الجيش السوري والجيش الحر ، فضلا عن نزوح عشرات الالاف داخل البلاد ، كما يحتاج نحو 2.5 مليون سوري الى مساعدات انسانية.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |