بيتي في نينغشيا: قصة حياة عائلة عراقية في منطقة نينغشيا الصينية

أقيمت الدورة الثالثة لمنتدى الاقتصاد والتجارة بين الصين والدول العربية مؤخرا في منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة ومع نجاح إقامة هذا المنتدى لثلاثة أعوام متتالية جذبت نينغشيا أنظار المسلمين في أنحاء العالم. فكيف يرى المسلمون الأجانب منطقة نينغشيا ومنتدى الاقتصاد والتجارة بين الصين والدول العربية المنعقد في المنطقة؟ زار مراسل إذاعتنا زوجين عراقيين يعملان ويعيشان في معهد اللغات العالمية للمسلمين بنينغشيا الواقع في محافظة يونغنينغ بمدينة ينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا وأجرى مقابلة معهما للتعرف على قصتهما وأحوال حياة عائلتهما في نينغشيا.

الأستاذ منير مع تلاميذه

العراقي منير البالغ 48 عاما من العمر وزوجته شذى البالغة 40 من العمر كانا يعملان في إحدى الجامعات العراقية وانتقلا إلى سورية مع أبنائهما في عام 2006 بسبب سوء الأوضاع الأمنية في العراق حيث واصلت شذى العمل في مجال التدريس بينما عمل منير في التجارة. وفي يوليو عام 2009 زار منير محمد على مع زوجته لأول مرة في حياته منطقة نينغشيا المسلمة الصينية وشارك منير في المنتدى الاقتصادي والتجاري الأول بين الصين والدول العربية للبحث عن الفرص التجارية. وبعد رؤية المناظر الطبيعية الساحرة في المنطقة والتمتع بالبيئة الاجتماعية المستقرة والتعرف على العادات والتقاليد المحلية بها، قرر الزوجان الانتقال مع أطفالهما من سوريا إلى هذه المنطقة حيث قالت شذى:

" نجد التعامل الجيد أصحاب المحلات تعاملهم جيد وهم يرحبوننا ويساعدوننا ويساهلون لنا ما نريده وهذا الشيء نحترمه كثيرا كثيرا."

يعمل الزوجان في معهد اللغات العالمية للمسلمين بنينغشيا ليعلما اللغة العربية وقد تزوجت ابنتاهما من شابين مسلمين في المنطقة ودخل الوالدان إلى المدرسة المحلية لمواصلة دراستهما والآن تعيش العائلة حياة مستقرة وسعيدة وقالت شذى:

" عندما قررنا أن نأتي إلى هنا، هناك من قال لنا : لا تذهبوا لا تذهبوا أولادكم سيضيعون مستقبلهم ولا توجد هناك دراسة في الصين. ونحن نقول إنّ الصين وصلت إلى المقر وكيف لا توجد الدراسة في الصين وسنبحث عن الدراسة وسنجد الدراسة في الصين. عندما وصلنا إلى هنا أول شيء فكرنا فيه هو أن نبجث عن الدراسة لأمين ووضعته في المدرسة والمديرة رحبت به وساعدته مساعدة كبيرة وأصبح أمين الآن متميزة في الدراسة."

حول المنتدى الاقتصادي والتجاري الصيني العربي يرى منير أنّ إقامة هذا المنتدى يمثل فرصة سانحة لتعلم الدول العربية من الصين ومنبرا للتبادل والتكامل بين الصين والدول العربية في كافة المجالات ويجب على الدول العربية أن تشارك في المنتدى بقدر الإمكان حيث قال:

"المنتدى جميل جدا وشاركنا فيه وإذا كنا نريد أن نطور دولنا العربية علينا أن نشارك في هذا المنتدى."

جاذبية نينغشيا بالنسبة إلى عائلة منير لا تنقصر على موقف المحليين الودي من الأجانب وجمال المباني المحلية وانتظام حركة المرور والمواصلات بل تتمثل أيضا في انفتاح نينغشيا على جميع الأديان وموقفها المتسامح تجاه مختلف الأديان. وعن الخطة المستقبلية للعائلة فقال منير إنّهم يريدون الحصول على الجنسية الصينية. وأعرب أفراد العائلة عن أمالهم ورغبتهم باللغة الصينية حيث قالوا

" بيتي في نينغشيا وأحبك يا الصين."

عائلة منير

أتى أفراد عائلة منير إلى نينغشيا للتمتع بنتائج جهود شعب نينغشيا لبناء منطقتهم الجميلة في الوقت الذي يعتبر أفراد العائلة هذه المنطقة بلدهم ويأملون في بذل جهودهم يدا بيد مع شعب منطقة نينغشيا لخلق مستقبل أفضل.