|
||
cri (GMT+08:00) 2012-10-16 19:36:40 |
أتاح التباطؤ التدريجي الذي شهدته الصين في الأشهر الأخيرة للبلاد مزيدا من الوقت كي تعمل على إعادة توازنها الاقتصادي الذي يصب أيضا في صميم مصلحة العالم، حسبما ذكر بيتر بوتلير أستاذ الدراسات الصينية في كلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكينز بواشنطن.
وتنبأ بوتلير، الذي عمل رئيسا للبعثة المقيمة للبنك الدولي في بكين خلال تسعينيات القرن الماضي، بأن يتحسن الوضع الاقتصادي في الصين بحلول نهاية العام الجاري بفضل "الكثير من الأمور الإيجابية "الجاري تنفيذها حاليا.
فقد شهد النمو الاقتصادي للصين تباطؤا ليصل إلى 7.6 في المائة فيالربع الثاني، ليصبح أبطأ نمو منذ ما يزيد على ثلاث سنوات. وأثار هذاالتباطؤ المخاوف من أن يتوقف محرك النمو وألا تحقق الحكومة الصينية هدف النمو ونسبته 7.5 في المائة لهذا العام.
وقال بوتلير إنه ليس متشائما. ويظن أن النمو بمعدل أبطأ إلى حد ما يأتى في صالح الصين، موضحا أن التركيز الأكبر الآن ينبغى أن ينصبعلى إجراء تعديل اقتصادي وليس على تسجيل معدل نمو كبير يحتل عناوين الصحف .
وأشاد بكبار القادة في بكين لاتخاذهم منظور طويل المدى بشأن إعادة التوازن الاقتصادي .
وبالرغم من أن هناك مجالا ماليا لتحفيز الاقتصاد، إلا أن صانعى السياسات الصينيين تراجعوا عن سياسة التحفيز حيث يسعون لكبح جماح فقاعة سوق العقارات والتضخم، وهو جهد يعد من وجهة نظر بوتلير تقدما حقيقيا. وقد يظل نمو اقتصاد الصين مستقرا عند ما يتراوح بين 7 و 8 في المائة خلال السنوات القليلة المقبلة.
وأكد "أننا نشهد وقتا عصيبا الآن والكثير من أوجه عدم اليقين والكثير من الغموض ولا سيما في قطاع التصنيع. ولكن التعديل لابد أن يتم".
وذكر أنه إذا أرادت الصين الحفاظ على نمو اقتصادي جيد في مواجهة رياح معاكسة على الصعيد العالمي بما فيها الأهوال المالية في منطقة اليورو والنمو الضعيف في الولايات المتحدة، فلا يمكنها ان تعتمد كثيرا على الطلب الخارجي وإنما عليها الاعتماد أكثر على طلب الاستهلاك الداخلي الذي ينبغى أن يصبح قوى محركة أقوى للاقتصاد. وأضاف قائلا إنه يعتقد أن هذا يحدث الآن".
واستشهد ببرامج الإصلاح المالي في ونتشو وكذا قرار البنك المركزي الصيني بتوسيع نطاق تداول سعر الصرف اليومي للرنمينبي باعتبارها تطورات تمضي في الاتجاه الصحيح .
وقال بوتلير "لقد حان الوقت لدفع إصلاحات القطاع المالي التي تأخرت لفترة طويلة".
ويرى بوتلير ان تدعيم نظام الضمان الاجتماعى بقدر الإمكان سيصب أيضا كثيرا في صالح إطلاق العنان للطلب المحلي ومنح الناس احساسا أكبر بالأمن.
وذكر أن الكثير من المبادرات الجديدة أظهرت أن الحكومة الصينية تسير في الاتجاه الصحيح، "ولكنى أودّ رؤيتها تمضى بخطى أسرع قليلا ".
وقال إن العالم يستفيد كثيرا من نمو الصين، مضيفا أن سعي الصين لتحقيق الأهداف الاقتصادية الصحيحة ليس مهما للصين فحسب، وإنما للعالم بأسره.
وذكر بوتلير أن الصين قدمت إسهامات هائلة" في انتشال العالم من الأزمة المالية عام 2008. وأوضح أنه "بدون الصين، لن يتمكن العالم منالتعافي سريعا".
وفي نظره إلى المستقبل، قال بوتلير إن وضعا تجاريا أكثر توازنا ودورا أكبر للاستهلاك المحلي في النمو الاقتصادي سوف يكونا في صالح الصين وكذا العالم بأكمله.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |