|
||
cri (GMT+08:00) 2012-11-08 15:25:15 |
صحيفة الديار مصدر: مروان سوداح 8 نوفمبر 2012
الاجتماع التحضيري للحزب الشيوعي الصيني الذي عقده الرئيس هو جين تاو، مساء أمس الأربعاء، في قاعة الشعب الكبري، وحضره "2280" مندوبا حزبيا من مختلف أنحاء الصين، من أصل "2325" مندوبا. وبحث الاجتماع قضايا المؤتمر الثامن عشر الذي سيفتتح اليوم الخميس، وجاء في جدول أعماله دراسة التقرير الذي رفعته اللجنة المركزية في المؤتمر السابع عشر للحزب، والبحث في تقرير حول عمل اللجنة المركزية لفحص الانضباط الحزبي، ودراسة وتبني تعديل دستور الحزب، وانتخاب أعضاء اللجنة المركزية ال18 للحزب وأعضاء لجنة فحص الانضباط.
لكن القضايا السياسية وليس الداخلية فحسب، ستكون مدار بحث هي الأخرى في المؤتمر الحالي ال18، الذي يمثل الصين وقواها السياسية قاطبة. فبحث القضية السورية علي سبيل المثال سيكون بحثا معمقا تبعا للموقف الصيني الثابت من الإرهاب وتغيير الأنظمة بالقوة المسلحة، وهو أسلوب عفا عليه الزمن ترفضه القيادة الصينية شكلا ومضمونا، ولكونه يهدد مصير العالم أجمع.
ومن المأمول أن يتم في المؤتمر بحث مقترحات الصين السلمية تجاه سورية، وتأييدها، سيما لكونها تعبر عن توجهات الصين المنهاجية والمتسقة وسياستها وكتبها البيضاء الصادرة عنها خلال السنوات الماضية. والصين في هذا المجال تتصل بجميع الأطراف والفرقاء لإيجاد تسوية للقضية السورية، ولبحث وانجاح مبادرتها الأخيرة المتكونة من أربع نقاط لحل الأزمة، وقد نالت المقترحات الصينية ترحيبا وتقديرا واسعا في العالم: فهي تطالب بوقف العنف وتطرح مسألة " الانتقال السياسي" وتصف مبادرتها بالبناءة، والقابلة للتطبيق، ولأنها تمثل مخرجا واقعيا للأزمة في الوضع الدولي والأوسطي الحالي. إضف إلي ذلك، تسعي المبادرة الصينية إلى جمع توافق من جانب أطراف المجتمع الدولي لدعم وساطة الأخضر الإبراهيمي، لدفع عملية الحل السياسي للأزمة السورية، ووقف إطلاق النار " بين الأطراف السورية"، في أقرب وقت ممكن، ولبدء عملية الانتقال السياسي التي يقودها الشعب السوري بنفسه دون تدخل من الخارج.
السياسة الصينية التي تشهد اليوم تقدما ملحوظا في " الشرق الأوسط"، تعمل على ديمومة منطق الوساطات، وفي الفترة الطويلة المقبلة، ولأن تتركز وتركز هذه الوساطات والسياسة الصينية على الالتزام بالمبادئ والسعي وراءها لإحراز آراء مشتركة وجامعة، وللحفاظ على "الصبر" لدفع تسوية القضية السورية " بشكل عادل وسلمي ومناسب"، وهو الذي يتفق بأجلى صورة مع المصالح المشتركة للأطراف المعنية بالعملية السلمية في سورية وحلولها.
الصين تدرك خطورة الوضع المعقد في العالم، والمواجهات التي تنتشر على مساحاته، لذا تري ضرورة تبريد الأزمات والنزاعات، تمهيدا لخلق أرضية سلام ووئام تبعث على تلبية مطامح الشعوب. وفي هذا السياق قال رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو إن الوضع الدولي يمر حاليا بتغيرات معقدة، حيث تبرز على السطح القضايا العالمية المتمثلة في أمن الطاقة والأمن الغذائي والوقاية من الكوارث وضرورة وضع حلول لها، زد عليها التغير المناخي، ناهيك عن المواجهات المسلحة، مما جلب تحديات كبيرة للدول الآسيوية والأوروبية.
سلام العالم مهم للصين ولتنميتها المستقرة اللاحقة، كما للشعوب، والعكس سيعمل علي عرقلة هذه التنمية، وهو أمر ليس في صالح العالم أجمع. وأمن الطاقة، مثلا، يرتدي أهمية استثنائية بالنسبة إلى الاقتصاد الوطني الصيني ومعيشة الشعب الصيني، ويرتدي مغزى كبير لجهة ضمان تعافي الاقتصاد العالمي بالذات، والتطور اللاحق والطويل والاستراتيجي للعالم كله، وهنا تعمل الصين على تعاون الدول المختلفة وبضمنها الأوروبية والآسيوية لبذل جهود مشتركة وإقرار مفهوم جديد حيال أمن الطاقة الجمعي وبالتالي العالمي، وتطوير الطاقة النظيفة والطاقات المتجددة، ودفع تحسين هياكل الطاقة، والحفاظ على أسعار الطاقة المستقرة، ونظام سوق الطاقة، إضافة إلى توفير الموارد ورفع كفاءة استغلالها الخ، وهو ما يتطلب سلاما واسعا في العالم يبتعد عن منطق القوة وحل الأزمات عسكريا وإرهابيا.
*رئيس الاتحاد الدولي الالكتروني للصحفيين والإعلاميين والكتاب العرب أصدقاء الصين
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |