مقتل العلامة البوطي بتفجير "انتحاري" بدمشق والأسد يؤكد أن دماءه "لن تذهب سدى"

قتل العلامة السوري البارز محمد سعيد رمضان البوطي المقرب من النظام يوم الخميس(21 مارس) في تفجير "انتحاري" استهدف مسجدا في منطقة المزرعة شمال شرق دمشق فيما أكد الرئيس بشار الأسد أن دماءه "لن تذهب سدى".

ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر في وزارة الصحة قوله إن "حصيلة التفجير الارهابي في جامع الإيمان بدمشق بلغت 42 شهيدا و84 جريحا موزعين على عدد من المشافي في دمشق".

وقالت الوكالة الرسمية إن " إرهابيا انتحاريا فجر نفسه مساء الخميس خلال إعطاء العلامة الكبير الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي درسا لطلاب العلم في جامع الايمان(...) ما أدى الى استشهاد العلامة البوطي واستشهاد وجرح العشرات من طلاب العلم".

في حين قال تلفزيون ((الاخبارية السورية)) القريب من الحكومة إن من بين القتلى حفيد العلامة البوطي.

وعرض التلفزيون الرسمي السوري صورا أولية لمكان التفجير، أظهرت جثثا للقتلى وبقع دم منتشرة بكثافة، اضافة الى اشلاء بعض القتلى.

وقال شهود عيان لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق إن قوات الامن والجيش قامت بتطويق المكان واغلقت جميع المداخل الى منطقة المزرعة ومنعت التجوال تحسبا لوقوع اعمال عنف.

وأفاد الشهود ان سيارات الاسعاف هرعت الى المكان لانتشال القتلى واسعاف الجرحى، وسط حالة من الذعر انتشرت بين صفوف السكان.

وأعرب الرئيس بشار الاسد عن تعازيه في مقتل العلامة البوطي ، مؤكدا ان دماءه وكافة السوريين "لن تذهب سدى".

وقال الاسد في برقية تعزية بثتها وكالة الانباء السورية (سانا) "ببالغ الحزن الممزوج بالقوة والتماسك .. اعزي نفسي واعزي الشعب السوري باستشهاد العلامة الدكتور الاستاذ محمد سعيد رمضان البوطي تلك القامة الكبيرة من قامات سوريا والعالم الاسلامي قاطبة".

وتابع بعدما اشاد بالبوطي وعدد محاسنه، قائلا "قتلوك ظنا منهم ان يسكتوا صوت الاسلام نور الايمان من بلاد الشام (..) قتلوك يا شيخنا لانك رفعت الصوت في وجه فكرهم الظلامي التكفيري الهادف اصلا الى تدمير مفاهيم ديننا السمح".

ومضى الرئيس السوري قائلا "فوعدا من الشعب السوري وانا منه ان دماءك انت وحفيدك وكل شهداء اليوم وشهداء الوطن قاطبة لن تذهب سدى لاننا سنبقى على فكرك في القضاء على ظلاميتهم وتكفيرهم حتى نطهر بلادنا منهم".

وأعلنت سوريا الحداد يوم الجمعة والسبت على روح البوطي.

وجاء في نبأ عاجل بثته وكالة ((سانا)) الليلة " بتوجيه من الرئيس الأسد ، رئاسة الوزراء تعلن الحداد العام في سوريا يومي الجمعة والسبت على روح الشهيد العلامة البوطي وأرواح شهداء سوريا".

والعلامة البوطي من مواليد عام 1929، وهو عالم متخصص في العلوم الاسلامية ويعد من اهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الاسلامي.

والتحق البوطي في عام 1953 بجامعة الازهر وحصل على الشهادة العالمية في العام 1955، واسند اليه منصب رئيس تجمع علماء بلاد الشام.

ومن اقوال الرجل الذي كان يلقي خطبة الجمعة في الجامع الاموي الشهير بدمشق، إن سوريا تتعرض لمؤامرة كونية من قبل مجموعات ارهابية مسلحة.

والتفجير هو الثاني من نوعه في حي المزرعة في غضون شهر.

فقد قتل 53 شخصا، واصيب 235 اخرون في تفجير بالحي في فبراير الماضي قرب مقر حزب البعث الحاكم.

وتشهد دمشق على فترات متباعدة تفجيرات تستهدف غالبيتها مقار امنية في ظل احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش السوري والمسلحين المعارضين في مناطق مختلفة من سوريا المضطربة منذ اكثر من عامين.

ولم يصدر اي تعليق على التفجير من مصادر معارضة ، كما لم تتبن حتى اللحظة اي جهة حتى الان المسؤولية عنه.