قالت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سوريا في تقرير لها إلى الاجتماع ال23 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بجنيف يوم الثلاثاء (4 يونيو) إن هناك أسبابا مقنعة للاعتقاد بأن كميات محدودة من منتجات كيماوية استخدمت من قبل النظام السوري والمعارضة.
وقام التقرير بالتحقيق والتقييم لحالة حقوق الإنسان داخل سورية خلال الفترة من ال15 من يناير وحتى ال15 من مايو، وأكّد التقرير أنّ الأسلحة الكيماوية موجودة لدى النظام السوري، في حين قد تكون أيضا موجودة لدى المعارضة السورية، وأن هناك أسبابا مقنعة للاعتقاد بأن الجانبين استخدما أسلحة كيماوية في أربع مناطق، وهي خان العسل قرب حلب في 19 مارس، والعتيبة قرب دمشق في التاريخ نفسه، وفي حي الشيخ مقصود في حلب في 13 أبريل، وفي مدينة سراقب في 29 من الشهر نفسه، لكن التحقيقات لم تسمح حتى الآن بتحديد طبيعة العناصر الكيماوية وأنظمة الأسلحة المستخدمة ولا الجهة التي استخدمتها.
وقال رئيس لجنة التحقيق في استخدام الكيماوي البرازيلي باولو بينيرو في كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان الدولي إنّ الصراعات المسلحة المستمرة لأكثر من عامين في سورية أسفرت عن كوارث إنسانية للمدنيين ولكن لا يمكن حل المشاكل من خلال استخدام الأسلحة وتعتبر المفاوضات والحوار طريقة وحيدة لوقف أعمال العنف حيث قال:
"هناك هلوسة وهي أنّ المزيد من الأسلحة يمكن أن تأتي بالتوازن بين طرفي النزاع ولكن لا أحد يستطيع الانتصار في هذه الحرب والمزيد من الأسلحة لا يمكن إلا أن تأتي بالمزيد من الضحايا والجرحى بين المدنيين. ويجب على طرفي النزاع الجلوس أمام طاولة المفاوضات وبنية صادقة لإيجاد حل للأزمة السورية من خلال الحوار باعتبار ذلك طريقة وحيدة لحل الأزمة."
على الصعيد ذاته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس يوم الثلاثاء إن فرنسا ليس لديها شك في أن النظام السوري استخدم السارين، غاز الأعصاب الفتاك، في الصراع مع المتمردين وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة لإنهاء الصراع في البلاد الذي مزقته الحرب بما فيها الاجراء العسكري.
وقال فابيوس انه ليس هناك شك في ان النظام وشركاءه، استخدموا اسلحة كيميائية حيث إنّ فرنسا على دراية بالسلسلة الكاملة حول متى وقع الهجوم ومتى قتل الاشخاص المستهدفون ومتى تم أخذ العينات.
من جهته، قال المتحدث باسم البيت الأبيض الأمريكي جاي كارني يوم الثلاثاء إنه لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من البراهين فيما يخص استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.
هذا وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد أكد عدة مرات إن استخدام أو فشل الحكومة السورية في تأمين الاسلحة الكيميائية "خط احمر" أو "تغيير لقواعد اللعبة" في تعامله مع الصراع في سورية . لكن اوباما أوضح أيضا الحاجة إلى المزيد من المعلومات المحددة بشان ما يحدث بالضبط هناك.
