|
||
cri (GMT+08:00) 2013-07-04 09:51:52 |
اعتبر مجموعة من الخبراء والمحللين السياسيين في سوريا يوم الأربعاء ( 3 يوليو ) أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تأجيل انعقاد مؤتمر جنيف لأكثر من مرة، يهدف إلى إطالة أمد الأزمة السورية خدمة لمصالحها الإستراتيجية في المنطقة.
وأعتبر فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري في مقابلة مع صحيفة "إندبندنت" البريطانية الصادرة يوم الأربعاء، حول تأجيل مؤتمر جنيف 2 أن بلاده كانت دائما جاهزة ومستعدة للمشاركة في المؤتمر دون شروط مسبقة"، مشددا على أن الولايات المتحدة وحلفائها لا يمكنهم إجبار سوريا على تقديم مزيد من التنازلات من خلال توجهاتها لتقوية المتمردين في ساحة المعركة، معتبرا أن هذا الاعتقاد خاطئ تماما".
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الثلاثاء أن "جنيف 2" لن يعقد قبل شهر سبتمبر المقبل، وذلك بعد محادثات أجراها مع نظيره الروسي، في حين أشارت الخارجية الروسية إلى أن المؤتمر لن ينعقد قبل الخريف المقبل.
وأكد المحلل السياسي السوري شريف شحادة أن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية تأجيل انعقاد المؤتمر الدولي حول سوريا يهدف إلى إطالة أمد الأزمة ، مشيرا إلى أن أمريكا غير قادرة على توحيد صفوف المعارضة على موقف واحد.
وقال شحادة النائب في البرلمان السوري في تصريحات لوكالة أنباء (( شينخوا)) بدمشق إن "أمريكا لا تبحث عن حل سياسي جدي وحقيقي للأزمة السورية، وتريد من وراء ذلك إطالة أمد الأزمة وأنها غير قادرة على توحيد المعارضة الخارجية أوعقد مؤتمر يوحد رؤيتها حيال ما يجري في سوريا.
واعتبر شحادة أن الحديث عن تأجيل انعقاد المؤتمر لإعادة التوازن على الأرض بين طرفي الصراع ، "غير صحيح"، مؤكدا أنه من المستحيل أن تحقق المعارضة المسلحة أي تقدم على الأرض، مشيرا إلى أن الكفة لصالح الجيش السوري .
وكان الجيش السوري قد أعلن في 5 يونيو الماضي سيطرته على مدينة القصير بريف حمص (غربا ) بعد معارك عنيفة بين الجيشين السوري والحر.
ومن جانبه، أعتبر الباحث والكاتب السوري فايز الصايغ بأن التأجيل المتكرر لعقد المؤتمر الدولي يهدف إلى إطالة أمد الأزمة السورية، مبينا أن الغرب ومعه الولايات المتحدة الأمريكية لا يريد أن يكون لسوريا دور إقليمي مؤثر في المنطقة .
وقال الكاتب السوري الصايغ لـ((شينخوا)) بدمشق إن "أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لهما مصلحة كبيرة في إطالة أمد الأزمة السورية بهدف إضعاف الدور السوري الإقليمي واقتصاده، خدمة لإسرائيل لأنها لا تريد أن يكون لسوريا دور إقليمي مقاوم".
وبدوره أكد خلف المفتاح، معاون وزير الإعلام السوري، أن أمريكا لا تزال حتى الآن تمارس دورا مزدوجا فهي تقول شيئا خلال لقائها مع الروس، وتؤكد أنها تؤيد الحل السياسي، وتتحدث بشئ مختلف عندما تلتقي مع دول تساند المعارضة السورية في الخارج، وتؤكد أنها ستعمل على تسليح المعارضة بأسلحة نوعية .
وقال المفتاح في تصريحات لـ ((شينخوا)) بدمشق إن "المعارضة المرتبطة بأجندات خارجية، تريد من عقد المؤتمر الدولي أن يكون وسيلة للحصول على السلطة، وتضع شروطا مسبقة بغية عرقلة عقد المؤتمر"، مؤكدا أن أمريكا لا تريد حلا سياسيا في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن الوضع الميداني على الأرض يفرض حضوره على المؤتمر، وأمريكا تريد أن تحسن صورة المعارضة قبل عقد المؤتمر أولا .
وكانت كل من واشنطن وموسكو دعت في 7 مايو الماضي إلي عقد مؤتمر دولي حول سوريا بناءا على مقررات جنيف الأول والذي دعا لإيقاف العنف في البلاد والعمل على مرحلة انتقالية تجمع بين طرفي النزاع، حيث كان من المزمع أن يعقد خلال الشهر نفسه، إلا أنه استمر بتأجيله بسبب نقاط خلافية حول بعض نقاط التفاوض، وتحديد المشاركين فيه.
وفشلت كل محاولات إيقاف النار في البلاد، في حين تدور مجمل الجهود الدولية والدبلوماسية المعلنة حول مؤتمر جنيف 2 المنشود، والذي لم يحدد موعده بعد، كما لم يحدد المشاركين فيه، وسط خلاف دولي حول طريقة معالجة الأزمة في سوريا.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |