فانوس السيسي ينير ليالي رمضان في القاهرة

مصدر: ميدل ايست أونلاين

القاهرة ـ حتى سوق الفوانيس لم يسلم من السياسة، واستغل التجار الشعبية الجارفة للرئيس عبدالفتاح السيسي وطرحوا فانوساً يحمل اسمه وحقق نجاحاً كاسحاً بالأسواق بين المصريين، وخلال أيام معدودة تضاعف سعره من خمسين إلى مائة جنيه لزيادة الطلب عليه، بينما جاء في المرتبة الثانية فانوس ضابط الجيش وسعره نحو ثمانين جنيهاً، أما السوق الشعبي فيتنافس عليه شخصية "الكبير قوي" والشخصية الكرتونية "سبونج بوب".

التغير لم يقتصر على شكل الفانوس بل امتد لأغاني رمضان فتتم عمل ريمكس شعبي لها لجذب سكان الأحياء الشعبية.

ويشير علاء عادل سكرتير شعبة تجار لعب الأطفال والأدوات المكتبية بالغرفة التجارية بالقاهرة ومستورد فوانيس، إلى أن فانوس السيسي يعتبر الأحدث والأغلى سعراً حيث طلب بعض المستوردين من المصانع الصينية تصنيع فانوس صيني عليه صورة السيسي لزيادة المبيعات على حساب شعبية الرئيس، وبالفعل حينما نزل الأسواق كان سعر الجملة 35 جنيهاً ليصل إلى المستهلك بسعر 50 جنيهاً، لكن نظراً لزيادة الطلب عليه قام المستوردون وكبار التجار برفع سعره حتى لا يسحب البساط من باقي الفوانيس وتظل لديهم للعام القادم وبالفعل وصل سعره إلى نحو مائة جنيه بالشوادر ومحلات وسط البلد.

ويضيف سلامة محمد بائع فوانيس، أن "الطلب على فانوس السيسي متزايد لكن حينما يفاجأ البعض بسعره والمقدر بنحو 85 جنيهاً يغيرون رأيهم خاصة أنني أبيع بمنطقة شعبية أما سكان المناطق الراقية وسط البلد فيتهافتون عليه بأسعار أعلى ولهذا الفانوس شكلان الأول ويظهر فيه الرئيس السيسي وهو مرتدياً بدلته العسكرية ويقف حاملاً كرة بيضاء مرسوماً عليها تمثال نهضة مصر والثاني جالساً داخل دبابة حربية، وهناك فانوس جديد لضابط الجيش بزيه الرسمي بسعر 80 جنيهاً".

الشخصيات السياسية لم تكن وحدها المسيطرة على فانوس رمضان بل الشخصيات الفنية لها نصيب فكما يقول محمد سعيد بائع فوانيس أن شخصيتي "جوني والكبير قوي" لنجم الكوميديا أحمد مكي، حققت شعبية قوية هذا الموسم، فسعر الفانوس 45 جنيهاً وهو ينافس بقوة "سبونج بوب" والذي يطلبه الأطفال كل عام بأشكاله المتنوعة.

ومن الأشكال المستحدثة أيضاً القطة المتحدثة أندرويد تقف على سكوتر أو طبق يدور وسعرها يتراوح بين 35 و 40 جنيهاً أيضاً سلاحف النينجا 40 جنيهاً، حتى أغاني رمضان تم عمل ريمكس شعبي لها.

من جانبها تؤكد صابرين عبد العزيز بائعة فوانيس، أن الفانوس المحلى له زبونه الخاص فأغلب المبيعات للأحجام الكبيرة التي توضع على مداخل العمارات وداخل البلاكونات وتزيين الشوارع، أيضاً المحلات والفنادق الكبرى لها أشكال ومسميات مختلفة فمنها "الشمامة" و "البطيخة" و"البرج" و"الجامع" وتتراوح أسعارها بين 25 و 230 جنيه لكن أغلب المبيعات تتجه نحو الحجم الوسط والتي تتراوح أسعارها بين 45 و 120 جنيه ويفضل البعض الفانوس المتحرك الذي يدور بالكهرباء وسعره 90 جنيهاً.

وتابعت "مازالت بعض الأسر في المناطق الشعبية تفضل شراء الفانوس أبو شمعة لأطفالها ويتراوح سعره بين 15 و 25 جنيهاً، وهناك مَن يفضل الفانوس الخشب لكنه أغلى فيبدأ من 5 جنيهات حتى 95 جنيهاً ليوضع داخل المنزل وهذه الفئة أغلبها من سكان المدن الجديدة والمناطق الراقية".

ويشير طارق مصطفى موظف، إلى أن أسعار الفوانيس هذا العام مرتفعة نسبياً، مقارنةً بأسعار العام الماضي، فرغم أن سوق الفوانيس لم يشتمل على أشكال جديدة باستثناء فانوس السيسي، إلا أن الزيادة ترهق ميزانية الأسرة، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع أسعار مستلزمات رمضان، من ياميش وبلح وغيره.

واتفق في الرأي سالم أبوشرابية موظف قائلاً "إن ارتفاع أسعار الفوانيس انعكاس لزيادة أسعار الياميش والمكسرات وجميع مستلزمات الشهر الفضيل، لكن الأسرة تكيف نفسها مع الوضع الجديد، وتلتزم بشراء الفانوس لأنه عادة رمضانية، ويؤكد أن الأطفال ليس ذنبهم أن فوانيس رمضان مرتفعة هذا العام، وفي النهاية هي سلعة ترفيهية وغير أساسية". (وكالة الصحافة العربية)