CRI Online

المسؤوليات الاجتماعية للصحفيين

cri       (GMT+08:00) 2015-04-27 09:46:04

 يصادف يوم الرابع والعشرين من إبريل كل سنة "يوم الصحفيين الآسيويين والإفريقيين". وتشهد وسائل الإعلام الصينية تغيرات كبيرة خلال السنوات الأخيرة، ومع التطور السريع لشبكة الانترنت وتكنولوجيا الاتصال الحديثة، أصبحت الوسائل الإعلامية الجديدة من أهم الطرق التي يتعرف الأبناء عبرها على ما يحدث كل يوم حولهم وفي الساحة العالمية ، حيث يستخدم المزيد من الناس الهواتف المحمولة الذكية لقراءة الأخبار بالإضافة إلى إصدار صور وتقارير على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك مثل ما يفعله مراسلون، الأمر الذي يشكل تهديدات وتحديات للوسائل الإعلامية التقليدية، بينما يجعل كل الصحفيين يمرون باختبار جدي في الأخلاق المهنية.

وحول هذا الموضوع، نتحدث أولا عن المسؤوليات الضرورية للصحفيين.

عمل ياقوت كمراسل في إذاعة الصين الدولية لمدة عشر سنوات، وكان يعمل في مكتب إذاعتنا بالقاهرة لثلاث سنوات، ويتحدث عن التغيرات التي شهدتها وسائل الإعلام وخاصة بعد التطور السريع للإنترنت في الصين.

ياقوت: خلال السنوات الأخيرة، شهدت التكنولوجيا الإلكترونية تقدما سريعا في الصين، حيث يتوسع استخدام الانترنت والهواتف المحمولة الذكية بين المواطنين الصينيين توسعا متواصلا، مما يسهل تبادل الآراء ونشر الأخبار والمعلومات على شبكة الانترنت، وخاصة بعد ظهور ويبوه الذي يشبه موقع تويتر أو موقع فيسبوك العالمي وكذلك وي تشات الذي يعمل في الهواتف الذكية، يستطيع المستخدمون الصينيون للانترنت أن ينشروا الأخبار والمعلومات على المواقع بصورة فورية، وأعتقد أن ذلك يسهم كثيرا في انتشار المزيد من المعلومات في المجتمع وبصورة أسرع. وفي بعض الأحيان، عندما تكون هناك أحداث مهمة أو مفاحئة، من الصعب أن يصل المراسلون إلى مواقع الأحداث فور وقوعها، لكن الأبناء الذين كانوا موجودين في المواقع يمكنهم أن ينشروا ما حدث حوله على مواقع التواصل الاجتماعي عبر الانترنت، مما ساعد المزيد من الناس للتعرف على آخر تطورات الأحداث.

لأن المراسل يجب عليه أن يتحمل المسؤولية الاجتماعية في عمله لنشر الأخبار والمعلومات، ويجب عليه أن يتأكد من دقة الأخبار التي ينشرها، لكن مستخدم شبكة الانترنت لا يعمل ذلك. لذا، فنقول إن كل مستخدم شبكة الانترنت هو مصدر لخبر، لكنه ليس مراسلا صحفيا حقيقيا.

طبعا، شكلت مواقع التواصل الاجتماعي تحديات وتهديدات كبيرة لوسائل الإعلام التقليدية، وبصفتي مراسلا إعلاميا، أعتقد أنه يجب علينا أن نبذل المزيد من الجهود لرفع قدراتنا المهنية في تغطية الأخبار والقيام بتغطيات إعلامية موضوعية لمواجهة هذه التحديات.

توجد مشاكل في المجال الإعلامي الصيني أيضا، تركز هذه المشاكل على نشر الأخبار المزيفة ونشر الأخبار المأجورة ونشر الإعلانات المزيفة لبعض المؤسسات والأجهزة التجارية بعد قبول الأموال منها. وتضر الأخبار المزيفة والإعلانات التجارية المزيفة بالحقوق والمصالح المشروعة للأبناء المعنيين بهذه الأخبار، وتؤثر على الثقة العامة لوسائل الإعلام، وفي بعض الأحيان، أثارت هذه الأعمال تأثيرا سلبيا خطيرا على النظام الطبيعي الاجتماعي والاقتصادي، وحتى الإضرار بملامح البلاد. وإذا استمرت هذه السلوكات بصورة متواصلة، فستؤثر على معرفة الجماهير بحقيقة ما يحدث في المجتمع، وتضر أيضا بتطور وسائل الإعلام المتواصل. نظرا لذلك، أصدرت الصين عام 2011 "نصوص قانونية حول منع الاخبار المزيفة" لحل هذه المشاكل.

أوضحت هذه النصوص بعض المسؤوليات التي يلتزم بها المراسلون والدوائر الإعلامية خلال ممارسة مهامها في التغطية الإعلامية. مثلا، يجب على المراسلين أن يملكوا الشهادة الرسمية التي أصدرتها المصلحة العامة الوطنية للنشر والإعلام، ومن الواجب أن يصل المراسل إلى موقع الحادث لممارسة التغطية الإعلامية. وخلال عمله، لا يستطيع أن ينشر الأخبار حسب شائعات وحكايات لم يؤكد صحتها، وعندما يعد المراسل مقالات انتقادية، يجب عليه أن يملك أكثر من مصدرين إعلاميين مختلفين، كما يؤكد صحة المصادر ويحافظ على الأدلة. ويسهم كل ذلك في ضمان صحة ودقة وموضوعية التغطية الإعلامية، ويساعد أيضا على التطور السلس والمتواصل لوسائل الإعلام.

يتعرف الأبناء على ما يحدث كل يوم في الساحة العالمية من خلال أعمال الصحفيين، الأمر الذي يزيد لهذه المهنة مجديا وفخرا. ووفقا للإحصاءات التي أصدرها تحالف المراسلين الدولي (IFJ) في العام الماضي، توفي 108 مراسلين في العالم خلال أداء عملهم في عام 2013، وبمن فيهم 15 مراسلا الذين لقوا مقتلهم في سوريا و13 الآخرين في العراق والسبعة في الصومال والستة في مصر. وتوضح هذه الإحصاءات أيضا بأن منطقة الشرق الأوسط تعتبر من المناطق الأكثر خطرا لأداء العمل الصحفي.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي