CRI Online

"إذاعة الصين الدولية: "صوت الصداقة الذي لا يُمحى !

cri       (GMT+08:00) 2015-04-30 15:51:18

"هنا بكين"...ربما لا يزال بعض المصريين من كبار السن يتذكرون هذا الشعار الذي ظلت إذاعة الصين الدولية التي كانت تسمى "راديو بكين" تردده عبر الأثير في الخمسينات من القرن الماضي حتىثمانيناته، حيث تحول هذا الشعار إلى"إذاعة الصين الدولية". وبالرغم من أن أغلبية الناس في الوقت الحالي لم يعودوا يعتمدون على الإذاعات الموجهة لمعرفة الأخبار ومجريات الأحداث العالمية، فإن الكثيرمن المصريين تعرفوا على إذاعة الصين الدولية من خلال موقعي هذه الإذاعة على الإنترنت arabic.cri.cn وarabic.china.com، حيث استطاع صوت الصداقة الذي أطلقته إذاعة الصين الدولية أنيقترب أكثر من آذان المستمعين والمتصفحين المصريين .

وربما تعرف بعض المصريين على إذاعة الصين الدولية عبر برامج إذاعة "الشباب والرياضة" المصرية خلال فترة أولمبياد بكين الذي أقيم في عام2008، حيث كان القسم العربي التابع لإذاعة الصينالدولية قد زود إذاعة الشباب والرياضة الصديقة بالعديد من البرامج المتنوعة الخاصة بهذا الحدث الرياضي العالمي المبهر.

ويحتمل أن بعض الأصدقاء المصريين قد شاركوا في المسابقات المتنوعة التي تنظمها إذاعة الصين الدولية بالتعاون مع سفارة الصين بالقاهرة أو المؤسسات الإعلامية المصرية، إذ نال عدد غير قليلمن الأصدقاء المصريين جوائز مختلفة، بل فاز عشرة منهم خلال السنوات العشر المنصرمة بالجائزة الكبرى، وهي عبارة عن رحلة سياحية إلى الصين لمدة عشرة أيام.

ومن المرجح أن المزيد من المصريين تعرفوا على إذاعة الصين الدولية من خلال مشاهدة المسلسلين التلفزيونيين الصينيين"حياة سعيدة"،و"دودو" اللذين قامت بترجمتهما ودبلجتهما إذاعة الصين الدوليةبالتعاون معشركة VIBRATION للخدمات الفنية، وتم بثهما عبر القناة الثانية بالتليفزيون المصري في العام الماضي بفضل التعاون والدعم الكبيرين من قبل اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري، وعلىرأسه السيد عصام الأمير .

ولا شك أن مزيداً من الأصدقاء المصريين سيتعرفون اليوم ومن خلال جريدة "الجمهورية" المحببة على هذه الصديقة-- إذاعة الصين الدولية التي تحمل الرسالة السامية المتمثلة في تعزيز التعارفوالصداقة بين الشعب الصيني وشعوب العالم، وبذلت وتبذل جهوداً دؤوبا لأدائها .

إذاعة الصين الدولية هي إحدى شبكات الإذاعة والتليفزيون الثلاث الكبرى في الصين، وقد تأسست في الـ3 من ديسمبر عام1941 ، وهي تبث برامجها حاليا بـ65 لغة إلى أنحاء العالم. ويتمثل هدفالإذاعة في تعريف العالم بالصين، وتعريف الصينيين بالعالم، وتغطية مختلف الأحداث الدولية، بغية تعزيز التعارف والصداقة بين الشعب الصيني وشعوب العالم. وبعد أكثر من سبعين عاما من تطورهاالمستمر، تحولت الإذاعة الآن إلى مؤسسة شاملة تقدم الخدمة الإعلامية عبر الأثير الإذاعي والبث التلفزيوني ومواقعها على شبكة الإنترنت والصحفوالبث عبر الموبايل وما إلى غير ذلك. ولغاية مارسعام2015 ، أسست الإذاعة 103 إذاعات فرعية خارج الصين، و24 أستوديو لإنتاج البرامج في مختلف مدن العالم، ومنها أستوديو القاهرة، وكذلك 8 مكاتب إقليمية، منها المكتب الإقليمي في القاهرة و40مكتباً للمراسلين بما فيها مكتب القاهرة، وذلك بالإضافة إلى 6 قنوات أف أم وقناتين تلفزيونيتين داخل الصين. وبلغ إجمالي مدة البث أكثر من 3300 ساعة يومياً. وبذلك، أصبحت إذاعة الصين الدولية أكبرمؤسسة إعلامية في العالم من حيث عدد اللغات المستخدمة وعدد قنوات البث، وتحولت من مجرد مؤسسة إعلامية تقليدية إلى مؤسسة إعلامية شاملة وحديثة .

وفي بداية تأسيس الإذاعة، كانت تبث برامجها باللغة اليابانية فقط، وذلك من أجل المساهمة في مقاومة العدوان الياباني وتحقيق استقلال البلاد وتحريرها. أما الإذاعة الناطقة باللغة العربية التي تعد إحدىأهم اللغات المستخدمة في إذاعة الصين الدولية في الوقت الحالي، فبدأ بثها في عام1957، أي بعد سنة واحدة من تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر، حيث أصبحت أول مؤسسة إعلامية ناطقةبالعربية في الصين. ومن البديهي أن هدف هذه الإذاعة منذ انطلاقها كان يرمي إلى توثيق العلاقات الودية وتعزيز التعارف المتبادل بين الشعب الصيني والشعوب العربية وتأييد نضالها العادل.

وإذا قلنا إن مصر هي أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، وقد شهدت العلاقات الصينية المصرية تطوراً عظيماً ومتواصلاً بعد ذلك، وهي نموذج للتعاون بين مختلف الدولفي العالم، فيمكن القول إن الإذاعة العربية التابعة لإذاعة الصين الدولية شهدت كل خطوة من خطوات تقدم هذه العلاقات، حيث كان أول برنامج أسبوعي بثته هو بعنوان "نؤيدكم أيها الإخوة العرب"، بلأسست في القاهرة أول مكاتبها للمراسلين على نطاق الشرق الأوسط وقارة إفريقيا في ثمانينات القرن الماضي، وغطت وقدمت خلال أكثر من نصف قرن منصرم كل الأحداث المهمة في العلاقات الصينيةالعربية بصفة عامة، والعلاقات الصينية المصرية بصفة خاصة.

وإذا قلنا إن طريق الحرير قد ربط شعبي الصين ومصر منذ قديم الزمان، فيمكن القول إن الإذاعة العربية الصينية أقامت جسراً بين الشعبين الصديقين، حيث ظلت ولا تزال تساهم في تعرف الشعبينببعضهما البعض، بل أسست علاقات وثيقة مع عدد كبير من مستمعيها المصريين ونوادي المستمعين المصرية للإذاعة.ولا يفوتنا القول أيضاً بأن كل خطوة من تقدم الإذاعة لا غنى فيها عن تشجيعالمستمعين ودعمهم، وكذا جهود الزملاء الإعلاميين العرب والمصريين خاصة، ومن أبرزهم الإذاعي المصري الكبير العزيز أحمد أبو زيد الذي عمل في الإذاعة الصينية لمدة أكثر من 10 سنين، ودربالعديد من المحررين والمذيعين الصينيين الشباب.

وبطبيعة الحال أنه مع تقدم التقنيات الإعلامية، فإن الإذاعة استفادت من كل الوسائل الإعلامية الحديثة لخدمة الجمهور. وإذا بحثت عن criarabic عبر الإنترنت، فستجد فوراً موقع الإذاعة والراديوعلى النت وكذا صفحاتها على الفيسبوك أو تويتر أو وي شات أو غيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي عزز التفاعل بين الإذاعة ومحبيها المصريين.

والآن فلنعد إلى الحديث عن "حياة سعيدة" و"دودو"- المسلسلين الصينيين اللذين يحكيان حياة عامة الصينيين من مختلف الأجيال في عصرنا هذا، ولقيا إقبالاً كبيراً من المشاهدين المصريين، وقد عبرالكثيرون من المصريين بعد مشاهدة المسلسلين عن دهشتهم البالغة من تشابه الصين ومصر من حيث العادات والتقاليد ومفهوم القيم وحتى المشاكل العائلية التي يواجهها الشباب الآن، ويقولون إنه لولاالوجوه الصينية في المسلسلين، لاعتقدوا بأن هذه القصص هي حكايات مصرية صميمة. أما الإذاعة الصينية الناطقة بالعربية، فستقوم بدبلجة المزيد من المسلسلات الصينية آملة في عرضها للمشاهد المصري قريبا .

وجدير بالذكر أن الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الصين نهاية العام الماضي، وتوقيع البلدين اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة، والزيارة الحالية للرئيس الصيني شي جينبينج إلى مصر، كل هذا يظهر عزم البلدين على تعميق العلاقات بينهما والارتقاء بمستوى تعاونهما الشامل .ولا شك أن إذاعة الصين الدولية ستواصل بذل كل ما في وسعها لتعزيز الصداقة والتعاون بينالبلدين، وهي تراقب وتروي لمستمعيها المزيد من القصص الجميلة والمثيرة التي ستحدث في هذه المسيرة، وهي سوف تظل صوت الصداقة الذي لن يمحى، بل سيزدهر عبر حزام طريق الحريرالاقتصادي وفي أجواء قناة السويس الجديدة !

بقلم: فائزة تشانغ لي وجعفر وان تسه تشون

المكتب الإعلامي لإذاعة الصين الدوليةبالقاهرة

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي