CRI Online

الصين ومصر: العمل يدا بيد لصياغة أحلام المستقبل

cri       (GMT+08:00) 2015-04-30 16:01:58

بقلم سونغ آي قوه سفير الصين لدى جمهورية مصر العربية

كانت مصر أول دولة عربية وأفريقية أقامت العلاقات الدبلوماسية مع الصين قبل 59 سنة. لقد مضى الزمان بسرعة منذ ذلك الوقت، ولكنه شهد أيضا تجددا وحيوية في العلاقات بين البلدين. وخلال زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العام الماضي إلى الصين، ارتفعت العلاقات الصينية المصرية إلى مستوى علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وهي الآن تنمو باستمرار مع زيادة ملحوظة في التعاون الفعلي. ففي عام 2014 بلغ إجمالي قيمة التجارة بين الجانبين 11.6 مليار دولار أمريكي، مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا، وصارت الصين الشريك التجاري الأكبر لمصر.

لقد وفدتُ إلى مصر منذ أكثر من أربع سنوات وشهدتُ خلالها التغيرات السياسية التي جرت فيها خلال السنوات الأخيرة، ويسعدني الآن أن أرى العلاقات بين البلدين قد حافظت على زخمها ونموها رغم التغيرات الحاصلة على النطاق الداخلي وعلى النطاق الدولي، متبعة في ذلك احتياجات الواقع والحتمية التاريخية.

الصين ومصر بلدان عريقان في الحضارة. وما زلت أتذكر ما قاله لي وزير مصري عند وصولي إلى مصر لتولى منصبي: "إن حضارة الصين هي من حضارات العالم القليلة التي تباري حضارة مصر القديمة." لا شك أن كلا من الشعب الصيني والشعب المصري يفخر بحضارته الباهرة. يصادف الشهر الجاري ذكرى مرور 60 عاما على انعقاد مؤتمر باندونغ لدول عدم الانحياز، والذي شهد على هامشه اللقاء التاريخي بين رئيس مجلس الدولة الصيني تشو أنلاي والرئيس المصري جمال عبد الناصر، ذلك اللقاء الذي فتح صفحة جديدة في العلاقات الصينية المصرية. لقد حققت الصين منجزات هائلة بفضل تطبيق سياسة الإصلاح والانفتاح منذ أكثر من ثلاثين سنة، وخلال هذه الفترة كانت مصر تبحث عن طريق تنموي يتلاءم مع ظروفها الواقعية. لقد وجدتُ بين المصريين الذين تعرفت عليهم في شتى المجالات كثيرين ممن اهتموا بتجربة الصين الناجحة في التنمية، ولعل التنمية الذاتية في كل جانب، كما تثبت الوقائع، سوف توفر فرصا هامة للجانب الآخر، كما أن تشارك الخبرات في إدارة الدولة سوف يفيد التقدم المشترك لهما. لقد صار تعميق التعاون الفعلي رغبة جادة لدى الطرفين، وتحقيق المنفعة المتبادلة والنجاح المشترك هدفا نبذل من أجله جهدنا.

إن المبادرة الاستراتيجية التي طرحها الرئيس شي جين بينغ عام 2013 لبناء "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين"، توفر مجالات جديدة لتعميق التعاون والمنافع المتبادلة بين الصين ومصر. فمصر تقع في نقطة تماس بين "الحزام والطريق"، الأمر الذي يجعلها دولة هامة في تطبيق هذه الاستراتيجية. ومن ناحيتها، فإن مصر تسعى وراء جذب الاستثمارات الأجنبية من أجل تفعيل مشروعات ضخمة مثل مشروع ممر قناة السويس الجديدة، وهذا ما يتطابق مع خطط "الحزام والطريق"، الأمر الذي يدل على تطابق في استراتيجيتهما التنموية المتمثلة في تطبيق الانفتاح على الخارج. وهذا ما سيؤدي إلى تنشيط الطاقات الهائلة الكامنة، ودفع التعاون الفعلي بين البلدين في كافة المجالات وتعزيز التبادلات بينهما وترسيخ الصداقة بين الشعبين.

لن تحد المسافة بين البلدين من الصداقة الأصيلة بين الشعبين الصيني والمصري، والتبادل والتعاون الذي جرى بين البلدين خلال العصور القديمة سوف يستمر نحو المستقبل. لقد صمدت العلاقات الصينية المصرية أمام اختبارات وأحرزت إنجازات مثمرة، ومن المتوقع أن البلدين سيتشاركان في أحلام ويحرزان مزيدا من الإنجازات المثمرة في المستقبل. "يتفتح زهر اللوز بينما يطير السنونو. ها هو جمال الربيع ورونقه". ما أجمل ما قاله شاعر صيني قديم! لعل الربيع يبعث الآمال في النفوس، وأنا على يقين بأن مصر والصين سوف تستغلان هذه الفرصة، وتعملان يدا بيد من أجل صياغة أحلام المستقبل، واستقبال ربيع مشرق للتعاون الودي بين الجانبين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي