الصين تستورد 80% من النفط الخام في عام 2035

تجاوزت واردات الصين من النفط الخام للمرة الأولى نظيرتها في الولايات المتحدة خلال شهر ابريل الماضي، ما يجعل من الصين أكبر مستورد للنفط في العالم. فيما توقع خبير اقتصادي صيني أن تبلغ نسبة استيراد الصين من النفط الخام 80 بالمائة من إجمالي حجم استهلاك بحلول عام 2035.

وأظهرت معطيات صادرة عن الهيئة العامة الصينية للجمارك مؤخرا أن الصين استوردت 30.29 مليون طن من النفط الخام خلال ابريل الماضي، ما يساوي نحو 7.37 مليون برميل يوميا، بينما أفاد تقرير نُشر على صحيفة "فايننشال تايمز" أن الولايات المتحدة استوردت حوالي 7.2 مليون برميل من النفط يوميا.

وقال لين بوه تشيانغ، مدير مركز بحوث اقتصاد الطاقة الصيني التابع لجامعة شيامن، إحدى أشهر الجامعات في الصين، إن تجاوز واردات الصين من النفط الخام نظيرتها في الولايات المتحدة خلال شهر ابريل يرجع بشكل رئيسي إلى زيادة استيراده بسبب تراجع أسعار النفط العالمية، مشيرا إلى أن اعتماد الصين على النفط الخارجي يزداد في الوقت الذي ينخفض فيه اعتماد الولايات المتحدة عليه، وتوقع أن تتجاوز نسبة واردات الصين من النفط الخام على اجمالي حجم استهلاك بنسبة 60 بالمائة خلال العام الجاري، بينما قد تصل هذه النسبة الى 80 بالمائة بحلول عام 2035.

ونقل موقع الكتروني صيني يقدم خدمات الأخبار والمعلومات المالية عن لي لي، المحلل في مجال الطاقة من شركة اي سي اي اس، وهي شركة تقوم ببحوث السوق، قوله إن واردات الصين من النفط الخام ازدادت بنسبة 30 بالمائة خلال السنوات الخمس الماضية، بينما تراجعت واردات النفط الخام في الولايات المتحدة بنسبة 30 بالمائة.

من جانبه قال سانغ شياو، وهو محلل في موقع الكتروني يقدم معلومات السوق، إن تدفق واردات النفط الخام كان نتيجة رئيسية لمخزونات النفط بسبب انخفاض أسعار النفط العالمية.

وفي هذا السياق ذكر تقرير صحيفة "فايننشال تايمز" أن تراجع واردات النفط الخام في الولايات المتحدة يرجع بشكل جزئي لثورة النفط الصخري فيها، والتي تسببت بتعزيز الإنتاج المحلي للنفط الخام.

وعلى الرغم من ذلك، قال لي إن من غير المتوقع أن تصبح الصين أكبر مستورد للنفط على المدى الطويل، حيث ستتجاوز وارداتها من النفط نظيرتها في الولايات المتحدة لعدة أشهر فقط.

وقال سانغ إن الولايات المتحدة ستبقى أكبر مستهلك ومستورد للطاقة في العالم، مضيفا أنها ستزيد الواردات مرة أخرى عندما يقل مخزونها من النفط.

وضمن جهودها لضمان أمن الطاقة، قال سانغ إن الحكومة الصينية ستسيطر على حجم واردات النفط في حدود معقولة وتعمل على زيادة الدعم في مجال البحث وتطوير موارد الطاقة الجديدة.

وطلبت الحكومة الصينية في خطتها الخمسية الثانية عشرة بشأن تنمية الطاقة والتي نشرت شهر مارس الماضي بقاء الاعتماد على النفط الخارجي في حدود 61 بالمائة أو أقل من إجمالي الاستهلاك .

وفي هذا الصدد، أظهرت معطيات صادرة عن معهد البحوث من شركة بتروتشاينا أن الرقم اقترب من 60 بالمائة في العام الماضي.

وأظهرت إحصاءات أصدرتها وزارة التجارة أن الصين استخدمت 510 ملايين طن من النفط الخام في عام 2013، مسجلة 12.1 بالمائة من إجمالي الاستهلاك العالمي، لتحتل بذلك المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة.

وذكرت أحدث الإحصاءات الصادرة عن الهيئة العامة للجمارك أن الصين استوردت 80.34 مليون طن من النفط الخام خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، بزيادة 7.5 بالمائة عن العام الأسبق، حيث بلغ متوسط سعر استيراد النفط الخام 2565.17 يوان للطن الواحد، بانخفاض 46.8 بالمائة من 4822.78 يوان للطن الواحد، والذي سُجل خلال الربع الأول من العام الماضي.