CRI Online

افتتاح منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي ببكين

cri       (GMT+08:00) 2017-05-14 13:59:32

في ال14 من مايو الحالي ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في مراسم الافتتاح لقمة منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي كلمة بعنوان " يدا بيد لدفع بناء "الحزام والطريق" ". وأشار شي في كلمته إلى أنّ طريق الحرير القديم يمتد إلى عشرات آلآف ميل ويرجع إلى ما قبل ألف سنة ويتحلى بروح طريق الحرير المتمثل في السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والاستفادة والتعلم والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك. يعتبر هذا تراثا نفيسا لحضارة الإنسان وفي فترة عهد أسر تانغ وسونغ ويوان الملكية تطور طريق الحرير البري مع طريق الحرير البحري في نفس الوقت وترك الرحالة الصيني دوهوان و الإيطالي ماكبولو و المغربي إبن بطوطه آثارهم التاريخية في طريق الحرير البري وطريق الحرير البحري. وإنّ ما يملكونه لدفع قضيتهم ليست الأسلحة وإنما هو قوافل الإبل ونيتهم الطيبة وما يعتمدون عليه ليس بارجة حربية أومدافع وإنما هو سفينة الكنز والصداقة.

وأشار شي إلى أنّ المجتمع الإنساني يمر الآن بمرحلة التنمية والإصلاح والتعديل من زاوية تاريخية ومن زاوية واقعية فنحن نعيش في عالم مليئ بالتحديات، معتبرا أن النمو الاقتصادي العالمي يحتاج إلى قوة التحرك الجديدة والتنيمة تحتاج إلى المزيد من التوازن ويجب تقليص الفجوة بين الطبقة الغنية والطبقة الفقيرة. وهناك ما زالت قضايا ساخنة اقليمية وعدم الاستقرار الاقليمي وانتشار نزعة الإرهاب كما أن هناك تحديات مثل عدم التوازن للسلام والتنمية والحوكمة. وقد شاركت أكثر من 100 دولة ومنظمة دولية في العالم في بناء "الحزام والطريق" وقدمت دعمها للمباردة منذ طرحها قبل 4 أعوام، كما أدرجت الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وغيرهما مبادرة "الحزام والطريق" في مضمون قراراتها المهمة. وقد تحولت المبادرة تدريجيا من المفهوم إلى التحرك الفعلي ومن الأمنيات إلى أمر الواقع وقد حققت نتائج مثمرة.

وقال شي إنّ بناء "الحزام والطريق" لا يعني إعادة البناء ونفى النتائج الماضية بل يقصد إلى تحقيق الالتحام بين الاستراتيجيات وتكامل المزايا. وتعمل الصين على تنسيق سياساتها مع الدول المعنية مثل الرابطة الاقتصادية الآسيأوروبية التي طرحتها روسيا والخطة العامة للتواصل والترابط والتي طرحتها الآسيان و"طريق النور" الذي قدمته كازكستان و"ممارات الوسط" التي طرحتها تركيا و"طريق التنمية" الذي قدمته منغوليا و"المماران والدائرة" التي طرحتها فتنام و"المركز الاقتصادي الشمالي لانجلتر" الذي طرحته بريطانيا و"طريق الكهرمان" الذي طرحته بولندا وغيرها. وقد وقعت الصين اتفاقيات التعاون مع أكثر من 40 دولة ومنظمة دولية وقامت بالتعاون في الطاقة الإنتاجية مع أكثر من 30 دولة. وستوقع الصين خلال المنتدى سلسلة من اتفاقيات التعاون وخطط العمل وتطرح مبادرة التعاون لدفع التجارة في إطار الحزام والطريق مع أكثر من 60 دولة ومنظمة دولية.

وقال شي إنّ بناء الطريق أساس للإنتعاش. وتعمل الصين مع الدول المعنية على الإسراع في دفع بناء مشاريع السكك الحديدية والموانئ ، وتطبيق سلسلة من مشاريع التواصل والترابط والآن تتشكل شبكة البنية التحتية المتكاملة بقيادة الممارات الاقتصادية بين الصين وباكستان وبين الصين ومنغوليا والجسر الآسيوأوروبي الجديد وغيرها من الممارات الاقتصادية والمعتمدة على المشاريع الكبرى مثل بناء السكك الحديدة والمواني والشبكات والطريق السريع المعلوماتي والقنوات البرية والبحرية والجوية.

أشار شي إلى أنّ الصين تعمل مع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق" على دفع تسهيل التجارة والاستثمار بقوة وتحسين بيئتهما الاستثمارية باستمرار. وبفضل هذه الجهود المشتركة تقلصت مدة التوصيل للمنتجات الزراعية من كازكستان وغيرها من دول آسيا الوسطى إلى أسواق الصين ب90%. وخلال عامي 2014 و 2016 بلغ اجمالي حجم التجارة بين الصين والدول المطلة على الحزام والطريق 3 ترليونات دولار أمريكي. وتجاوز اجمالي الاستثمارات الصينية في الدول المطلة على الحزام والطريق 50 مليار دولار أمريكي. وأقامت المؤسسات الصينية 56 منطقة اقتصادية وتجارية للتعاون في أكثر من 20 دولة وخلقت 180 ألف وظيفة و1.1 مليار دولار أمريكي من الضرائب للدول المعنية.

قال شي جين بينغ ان المناطق المطلة على طريق الحرير القديم كان ينساب فيها اللبن والعسل"، غير ان الكثير من المناطق صارت الان معروفة بعدم الاستقرار والصراع والازمات. ويجب ان نجعل من "الحزام والطريق" طريقا للسلام ونبني العلاقات الدولية في جو من التعاون والفوز المشترك وخلق شراكة على اساس الحور وعدم الانحياز والمواجهة. كما يجب ان يتم تحويل "الحزام والطريق" الى طريق للازدهار، واطلاق الطاقة الكامنة لجميع الدول لتنفيذ التعاون الصناعي على نحو عميق وبناء مشاريع كبيرة، اضافة الى بناء نظام الضمان المالي المستقر والمستدام والقادر على السيطرة على المخاطر وتحسين شبكة الخدمات المالية. كما يتعين تعزيز المواصلات البرية والبحرية والجوية والشبكية والتركيز على القنوات الرئيسية والمدن المركزية والمشاريع الرئيسية والطرق العامة وربط شبكات السكك الحديدة والمواني البحرية وبناء شبكة الطاقة العالمية وتحسين بناء شبكة لوجستية عبر حدود الاقاليم.

أشار شي إلى أن بلاده ستقوم ببناء "الحزام والطريق" وتحوله إلى طريق الإنفتاح وخلق منصة التعاون المفتوحة وصيانة وتطوير الاقتصاد العالمي المتدفق والمشاركة في الحكم العالمي وتوريد السلع العامة والعمل معا لبناء مجتمع متعدد المصالح، وحماية النظام التجاري المتعدد الأطراف ودفع منطقة التجارة الحرة وتحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وكما أن الصين ستحول "الحزام والطريق" إلى طريق الابتكار وتعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي و تكنولوجيا النانو و الحاسوب الكمومي وغيرها ودفع البنايات الكبيرة و الحوسبة السحابية وبناء المدن الذكية وطريق الحرير الرقمي في القرن ال21 وفضاء التجارة للشباب في مختلف الدول في عصر الانترنت وتحقيق أحلام الشباب للأجيال المستقبلية، وستقوم الصين بتحويل "الحزام والطريق" إلى طريق الحضارة وبناء آليات التعاون الثقافي المتعدد المستويات و توسيع نطاق تبادل الطلاب للعب دور مركز أبحاث واستخدام التراث التاريخي والثقافي بشكل جيد وتعزيز التبادلات بين البرلمانات والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشعوب في مختلف الدول وتعزيز التعاون الدولي فى مكافحة الفساد ليصبح "الحزام والطريق" طريقا النزاهة.

وأضاف شي أن الصين مستعدة، على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، لتطوير التعاون الودي مع جميع الدول المشاركة في بناء "الحزام والطريق"، وتقاسم خبرات التنمية مع دول العالم كافة، إلا أنها لن تتدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ولن تصدر للخارج النظم الاجتماعية والأنماط التنموية أو تفرضها على الآخرين. كما أنها الصين لن تتبع منهج النزاعات الجيوسياسية القديم، ولن تشكل عصابات صغيرة تضر بالاستقرار، بل ستعمل على بناء أسرة كبيرة تتسم بالتناغم والتعايش. لقد توصلت الصين إلى اتفاقيات مع العديد من الدول للتعاون العملي في إطار "الحزام والطريق" تتعلق بمشروعات النقل والمواصلات والبنى التحتية والطاقة، وخدمات الاتصالات والجمارك والفحص والحجر الصحي، وأيضا تشمل مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعات والتجارة الإلكترونية والمجال البحري والاقتصاد الأخضر. وستوقع الصين مع الدول المعنية اتفاقيات لتعميق التعاون الخاص بالقطارات الصينية الأوروبية، ودفع هذه المشروعات لتنطلق وتحقق نتائج في أقرب وقت ممكن.

أشار شي جين بينغ إلى أن الصين ستزيد من الدعم المالي لبناء "حزام وطريق"، وستقدم مائة مليار يون صيني كمبلغ إضافي لصندوق طريق الحرير وتشجع المؤسسات المالية من أجل تحفيز أعمال الصناديق الخارجية ليصل حجمها حوالي ثلاثمائة مليار يوان صيني. وسيقدم بنك التنمية الوطني الصيني وبنك التصدير والاستيراد قروضا تقدر قيمتها ب250 مليار يوان صيني و130 مليار يوان صيني على التوالي لدعم التعاون في مجالات بناء البنية التحتية والطاقة الإنتاجية والأعمال المالية في إطار "حزام وطريق". وستعمل الصين على تطوير علاقة الشراكة الاقتصادية والتجارية على أساس المنفعة المتبادلة والفوز المشترك مع الدول المشاركة في بناء "حزام وطريق"، حيث سيتم التوقيع على اتفاقيات تعاون اقتصادي وتجاري مع أكثر من ثلاثين دولة والتشاور حول اتفاقيات تجارة حرة مع دول معنية أثناء فترة انعقاد المنتدى. وستقيم الصين معرض الصين الدولي للاستيراد.

وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن الصين ترغب في تعزيز التعاون في مجال الإبداع مع مختلف الدول، وتفعيل الخطة التنفيذية للحزام والطريق في مجال الإبداع التكنولوجي، وإجراء تبادلات إنسانية وثقافية وتكنولوجية، وإنشاء مختبر مشترك، وتعاون تكنولوجي وعلمي، ونقل النكنولوجيا. وأن الصين ستستقبل خلال السنوات الخمس المقبلة 2500 من العلماء الشباب لإجراء بحوث علمية، وتدريب 5000 متخصص في التكنولوجيا والإدارة، وتحريك 50 مختبرا مشتركا. كما أنها ستوفر مساعدات مالية بقيمة ستين مليار يوان صيني للدول النامية والمنظمات الدولية المشاركة في بناء الحزام والطريق خلال السنوات الثلاث المقبلة، وستقدم للدول النامية المطلة على الحزام والطريق مساعدات غذائية طارئة بقيمة ملياري يوان صيني، وستقدم مليار دولار أمريكي لصندوق التعاون الجنوبي الجنوبي، وستقوم بتنفيذ سلسلة من المشورعات وتأسيس 100 دار سعيدة، و100 مشروع لمساعدة الفقراء، و100 مشروع لشفاء المرضى للدول المطلة على الحزام والطريق، إضافة إلى توفير مليار دولار أمريكي للمنظمات الدولية المعنية لتنفيذ المشروعات التعاونية التي تفيد الدول المطلة على الحزام والطريق. وستبني الصين الآلية الاستمرارية بعد قمة المنتدى الدولي للحزام والطريق، ومركز بحوث التنمية المالية، ومركز تعزيز البناء، ومركز التمويل والتعاون المتعدد الأطراف مع البنوك المتعددة الأطراف، ومركز بناء القدرة مع صندوق النقد الدولي، وشبكة الانترنت مع المنظمات الشعبية مع الدول المطلة على الحزام والطريق. ان الحزام الطريق سيتم بناؤه عبر التشاور المشترك والجميع سيشارك في التمتع بثماره.

كما ألقى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي كلمة في الاجتماع الرفيع المستوى الكامل لقمة منتدى الحزام الطريق للتعاون الدولي.

وقال نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي في الاجتماع الرفيع المستوى الكامل لقمة منتدى الحزام الطريق للتعاون الدولي إنّ تنسيق السياسات وترابط المنشآت وتسهيل التجارة والاستثمار والتواصل بين قلوب الشعوب هو مفتاح بناء "الحزام والطريق" داعيا إلى التركيز على هذه المحاور وبلورة التوافقات ورفع مستوى التعاون بشكل شامل وبناء منصة التعاون الجديدة لتعود المنفعة على الدول المطلة على الحزام والطريق وشعوبها، ومن أجل ذلك طرح تشانغ 5 اقتراحات:

أولا:

- زيادة تعزيز تنسيق السياسات لتمتين الأساس السياسي لبناء"الحزام والطريق" باستمرار، وزيادة تعميق الثقة السياسية وتكثيف التبادلات الرفيعة المستوى وتحقيق الالتحام بين استراتيجيات التنمية وتكامل المزايا والمشاركة على قدم المساواة والسعى إلى التنمية المشتركة، بالإضافة إلى تحديد خارطة الطريق والجدول الزمني للتعاون.

ثانيا

- زيادة ترابط المنشآت وإكمال شبكات البنية التحتية لبناء الحزام والطريق، ودفع الترابط البري والبحري والجوي وعلى الشبكة وتعزيز تنسق السياسات والخطط والمعايير، وبناء نظام البنية التحتية الحديثة بشكل مشترك.

ثالثا

- زيادة تعزيز تسهيل التجارة وإعداد سوق مليئة بالحيوية لبناء الحزام والطريق. وقد بلغ حجم التجارة بين الصين والدول المطلة على الحزام والطريق في عام 2016 1.07 ترليون دولار أمريكي وبلغت الاستثمارات الصينية المباشرة لدى هذه الدول 14.5 مليار دولار أمريكي. ويجب زيادة دفع تسهيل التجارة والاستثمار وتوسيع الانفتاح المتبادل للأسواق وبناء شبكة الحزام والطريق للتجارة الحرة بشكل يسهم في النمو الاقتصادي الاقليمي والعالمي.

رابعا

- زيادة تسهيل تداول الأموال واكمال نظام تمويل واستثمار متعدد الأبعاد للحزام والطريق باستمرار، ومواصلة الإبداع في أنماط التمويل والاستثمار وبناء منصة مالية متعددة المستويات وتشجيع المؤسسات المالية التجارية على فتح فروعها والعمل لبناء نظام مالي مستقر ومستدام وقليل الخطر وطويل الأمد يخدم بناء الحزام والطريق.

خامسا

- تعزيز التواصل والتفاهم بين الشعوب وبناء جسر الصداقة بين الدول المطلة على الحزام والطريق باستمرار. ويجب نشر روح طريق الحرير القديم في القرن ال21، من خلال زيادة تعزيز التبادل الثقافي وإجراء التعاون في مجالات التعليم والتكنولوجيا والثقافة والإعلام والطب والصحة والتبادلات الشعبية وتعزيز التعلم المتبادل والاستفادة المتبادلة والتواصل بين الدول والشعوب وبناء منتجات سياحية تتميز بخصائص طريق الحرير، والدعوة إلى أنماط الحياة والانتاج الخضراء والمنخفضة الكربون والمستدامة والسعي لتحويل "الحزام والطريق" إلى طريق حرير أخضر.

وأكّد تشانغ أنّه من المتوقع أن تستورد الصين سلعا بقيمة 8 ترليونات دولار أمريكي من الخارج خلال السنوات الخمس المقبلة وتجذب 600 مليار دولار أمريكي من الاستثمارات الأجنبية وتضع استثمارات في الخارج بقيمة 750 مليار دولار أمريكي ويبلغ اجمالي عدد السياح الصينيين إلى الخارج 700 مليون سائح، معبرا عن ترحيب الصين بتقاسم دول العالم فرص تنمية الصين الكبيرة، حيث تتشارك جميع الدول في المشاورات والبناء لمشاريع الحزام والطريق وتقاسم ثمار البناء. وعبر عن أمله في أن يقدم الحاضرون المزيد من المساهمات والعقول لدفع بناء "الحزام والطريق" وبناء كيان يسوده المصير المشترك للبشرية.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي