شانغهاي تستعد لاستقبال معرض شانغهاي العالمي عام 2010

^{حديقة معرض شانغهاي العالمي}

بدأ في اليوم الموافق ال21 من الشهر الحالي العد التنازلي ل100 يوم من افتتاح معرض شانغهاي العالمي عام 2010 ، وقد أقيمت في مدينة شانغهاي حفلة جماهيرية ضخمة حضرها أكثر من ستة آلاف شخص، ومن بينهم كبار المسؤولين وأعضاء اللجنة المنظمة للمعرض والمتطوعون وأفراد الأمن والشركات العارضة وغيرهم . إنها تعتبر مراسم أداء اليمين لمدينة شانغهاي تعبيرا عن تطلع الصين حكومة وشعبا إلى إفتتاح هذا المعرض العالمى الصخم في موعده بسلاسة، وسيجتهد الجميع للمساهمة في إستضافة المعرض وتقديم أفضل خدمات له .

ومنذ أن حصلت مدينة شانغهاي الصينية على حق استضافة معرض اكسبو العالمي عام 2010 بنجاح قبل سبعة أعوام ، بذلت الصين جهودا كبيرة من أجل إستعداده . والآن تجري كافة الإستعدادات الدقيقة المتعلقة بالمعرض على نحو منتظم وبدأت أعمال تشييد القاعات والأجنحة لمختلف البلدان في حديقة معرض شانغهاي العالمي تدخل مرحلتها الأخيرة. وقد أكد المسؤولون والعاملون أنهم سيركزون القوة باستمرار في التشييد والبناء خلال مائة يوم مقبل من إفتتاح المعرض لإكمال جميع المشروعات وكافة الأعمال التحضيرية قبل الموعد وإستقبال إفتتاحه بأكمل وجه .

كما نعرف أن معرض شانغهاي العالمي هو دورة جديدة وضخمة من دورات معرض اكسبو العالمي. ولكن هل تعرفون تاريخه؟ إن الدورة الأولى منه أقيمت بلندن عام 1851، وحتى الآن قد تمت إقامة 40 دورة في 23 مدينة على فترات منتظمة ، وكل دورة عرضت وسجلت إنجازات جديدة وتطورات حديثة في ذلك العصر وحققتها الدول المشاركة في المعرض وهي تمثل تقدم المجتمع من حيث العلوم والتكنولوجيا والثقافة والفنون والإنشاء المعماري وحياة الناس وغيرها من المجالات المختلفة ، مما دفع جولة جديدة من تبادل الدراسات والمنافسات لمواصلة التقدم . إنه نافذة لعرض ثمار التنمية البشرية .

وبشرف كبير ستقام الدورة ال41 من معرض اكسبو العالمي في مدينة شاينغهاي في السنة الجارية ، وشعاره الرئيسي " المدن تجعل الحياة أفضل ". ماذا سنرى في هذه الدورة من المعرض العالمي. هيا نذهب الآن إلى حديقة معرض شانغهاي العالمي للزيارة الواقعية.

تقع حديقة معرض شانغهاي العالمي في جنوب قلب المدينة ، بوسط جسرين رئيسيين مبنيين على نهر هوانغبو المشهور، أي تمتد الحديقة على ضفتي النهر شرقا وغربا، ويبلغ إجمالي مساحتها 5.28 كيلومترا مربعا، منها 3.28 كيلومترا مربعا مخصصة لأجنحة وقاعات البلدان المشاركة في المعرض، أما بقية المساحات فإنها مخصصة للمباني المهمة والمرافق العامة والمنشآت الأساسية الأخرى، بما فيها قرية خاصة لمعرض شانغهاي العالمي. عرفتنا مسؤولة من إدارة المعرض بالأحوال قائلة :

"تنقسم أحياء الأجنحة والقاعات للدول المشاركة بالحديقة إلى خمسة أحياء حسب حروف A B C D E ، فإن الحي A هو يشير إلى حي أجنحة الدول الآسيوية، والحي B يضم بعض البنايات الرئيسية الدائمة الوجود في الحديقة كقاعة الصين ومركز العروض الفنية ومركز معرض شانغهاي العالمي وغيرها، وذلك بالإضافة إلى عدة أجنحة بلدان أوقيانوسيا والمنظمات الدولية ، أما الحي C فهو يشتمل بصورة رئيسية على قاعات الدول الأوروبية والأفريقية والأمريكية واللاتينية . وكل هذه الأحياء الثلاثة المذكورة موجودة في شرقي نهر بودونغ. وبجانبه الغربي ، فيقع الحي D الذي كان موقعا قديما لمصنع جيانغ نان لإنتاج السفن بمدينة شانغهاي، وأصبح الآن حيا خاصا لقاعات المؤسسات والشركات المحلية والدولية التي تشارك في هذا المعرض العالمي. جدير بالذكر أن الحي حرف E يعتبر أجمل حي تطبيقي لأنه سيعرض أمام الناس أبرز نماذج مشروعات البناء التي تم اختيارها من مختلف مدن العالم ، إنه نقطة لامعة وموضوع إبداعي خاص لهذا المعرض، وهو يجسد بصورة واضحة شعارا رئيسيا لهذا المعرض وهو " المدن تجعل الحياة أفضل " .

كما ذكرنا سابقا أن بعض البنايات الرئيسية في حديقة معرض شانغهاي العالمي ستبقى للأبد . ومنها قاعة المعرض الصيني ، إنها مبنى حديث من الطراز التقليدي من مظهره ، شكله يشبه شكل " دو"، وهو نوع من الأوعية الصينية القديمة، مما يبرز الثقافة الصينية والأسلوب المعماري الصيني، وأطلق الناس عليها إسما رائعا " تاج الشرق" ، إنه في لون أحمر نفس لون أحمر لقصر الامبراطور ببكين . أكد مسؤول عن هذا المشروع قائلا :

"أية دولة عندما تستضيف إقامة معرض اكسبو العالمي، تفكر أولا في كيفية تصميم وبناء جناحها الخاص بالمعرض باعتباره أهم شيء يجسد روح وثقافة هذه الدولة المضيفة وللتعبير عن فهمها وموضوعها الخاص لإقامة تلك الدورة من دورات المعرض العالمي . لذلك، يمكن القول إن قاعة الصين تعرض شعار هذا المعرض بضبط من نظرة الصينيين وهو " المدن تجعل الحياة أفضل ".

وبالإضافة إلى ذلك، أخبرنا السيد جي لو ده رئيس قسم العروض التابع لإدارة معرض شانغهاي العالمي أنهم سيقدمون فيلما وثائقيا وتجربة خاصة وينظمون بعض العروض الفنية المميزة والأنشطة المتسلسلة المتنوعة في قاعة الصين خلال فترة إقامة المعرض العالمي لتنوير المعرض. حيث قال:

" سنعرض فيلما وثائقيا خاصا عن كيفية مواجهة تحديات جديدة بعد تحقيق المدننة ، وكيف تفعل الصين في الوقت الراهن أمام هذه التحديات، وما حققته وأحرزته الصين من الانجازات في هذا الصدد؟ وكيف تحقق المدن الصينية في تقدمها وتحديثها خلال 30 عاما ماضية . هناك توجد ساحة ثقافية واسعة تقع في مكان خلفي قاعة الصين لتسهيل الأمور على الزوار في الاستراحة ، وبجانبها بعض محلات الأعمال الفنية والمنتجات التذكارية . وتجدر الإشارة إلى أن زينات الديكور هذه الساحة رائعة ستجعل الناس فيها ليفكرون بحرية . "

في وسط حديقة معرض شانغهاي العالمي شارع تجاري مفتوح تتركز فيه مختلف الخدمات ، وهو يتشكل من أربعة طوابق ، نصفها فوق سطح الأرض ونصفها الآخر تحتها. عرفنا مسؤول بالإدارة المحلية بالأحوال قائلا :

"إستخدمنا فنيا جديدا في بناء هذا الشارع التجاري المحوري، نسميه يانغ قوانغ قو، معناه وادي أشعة الشمس ، لأن شكله يشبه شكل زهرة نجد الصباح: واسعة من فوقها وضيقة من أسفلها، وهكذا ليصل ضوء الشمس إلى تحت الأرض مباشرة وبأكثر، حتى لا نشعر بأننا نتجول في الكهف ."

أمامنا الآن مركز العروض الفنية في حديقة معرض شانغهاي العالمي ، والذي يسميه الناس " جمع صدف من بحر الفنون" . قالت الدليلة :

" إن شكل مركز العروض الفنية يشبه صدفة كبيرة، وتلمع لمعانا باهرا كلما يحل الليل. إنه من أجمل المباني الحديثة في الحديقة . وخاصة أن عدد مقاعد المتفرجين فيه يمكن تقليله أو زيادته حسب الحاجة ، وأكثر مقاعدها تبلغ ل 18000 مشاهد ."

ويذكر أن معرض شانغهاي العالمي سيجذب 70 مليون شخص إلى الصين لزيارته والمشاركة فيه. لذلك، كيف تحل مشكلة المرور هو موضوع مهم . شرحت ذلك مسؤولة قائلة :

" تم إنشاء خمسة خطوط للنقل والمواصلات على جوانب الحديقة ، منها خط خاص للمعرض لا يستخدم إلا أثناء فترة إقامة المعرض . وبالإضافة إلى ذلك ، توجد أيضا في الحديقة ثلاثة موانئ مؤقتة على ضفة نهر هوانغبو لتسهيل الأمور على الناس للمشاركة والزيارات في المعرض من جانبي النهر."

وخلال المراسم الخاصة للعد التنازلي لمائة يوم من إفتتاح معرض شانغهاي العالمي ، قال رئيس المجلس الوطنى للمؤتمر الاستشارى السياسى للشعب الصينى جيا تشينغ لين: بهذه المناسبة المهمة، نجتمع هنا لتعبئة الجماهير من مختلف الأوساط ، لنواصل جهودنا في إكمال أعمالنا التحضيرية، وبقلب واحد وعقل واحد لإرساء قاعدة أساسية لإفتتاح معرض شانغهاي العالمي في موعده بسلاسة ونجاح.

وباختصار القول فإن مدينة شانغهاي تستعد بكل قوتها لاستقبال معرض شانغهاي العالمي ، نتمنى للمعرض توفيقا ونجاحا ويسجل صفحة جديدة في سجلات تاريخ معرض اكسبو العالمي.*