عيد كوهشي- عيد رأس السنة الجديدة لقومية ليسو

^{فتاة فومية ليسو}

خلال فترة عيد الربيع التقليدي المعروف برأس السنة الجديدة للتقويم القمري الصيني، يقوم الكثير من القوميات الصينية بأنشطة احتفالية. ولكن بالإضافة إلى عيد الربيع، تمتلك الكثير من الأقليات القومية عيد رأس السنة الجديدة الخاص بها. ويعد عيد كوهشي لقومية ليسو الذي أدرج إلى قائمة التراث الثقافي غير المادي الصيني العيد الخاص لهذه القومية للاحتفال بحلول رأس السنة الجديدة.

إن قومية ليسو إحدى الأقليات القومية في مقاطعة يوننان جنوب غربي الصين. ولقد عاشت هذه القومية في منطقة مجرى نهر جينشا على حدود مقاطعتي يوننان وسيتشوان. وانتقلت تدريجيا إلى منطقة وادي نهر نوجيانغ شمال غربي مقاطعة يوننان واستوطنت هناك. وتعد ولاية نوجيانغ التي تأسست في عام 1954 ويمر بها نهر نوجيانغ الولاية الذاتية الحكم الوحيدة لقومية ليسو في الصين. ولا تمتلك قومية ليسو لغتها الخاصة فحسب، بل قد استخدمت 3 أنواع من الحروف على التوالي. ولكن تكوينها الاجتماعي مميز. وقال السيد خه يونغ شيانغ وهو خبير لتقاليد وعادات قومية ليسو:

"إن قومية ليسو دخلت فترة المجتمع الاشتراكي الحالي مباشرة من أواخر فترة المجتمع البدائي. لذلك، ما زالت المظاهر الثقافية لهذه القومية في الحياة والإنتاج والمجال الأيديولوجي والأنشطة الاحتفالية تحافظ على ما كانت عليه في أواخر المجتمع البدائي. وشكلت الاختلافات بين ثقافتها وثقافة المجتمع الحديث ميزاتها الخاصة. وذلك أمر نادر."

وتتمتع ولاية نوجيانغ بالمناخ المجسم حيث يختلف الجو في مختلف مناطق الولاية بسبب اختلاف التضاريس والارتفاع . وهناك قول لقومية ليسو إن الجو مختلف تماما بين كل 10 كيلومترات. ووفقا لمميزات التضاريس والارتفاع عن سطح البحر، عرف أبناء قومية ليسو مواسم الإنتاج معرفة جيدة. كما وضعوا التقويم الطبيعي نظرا لتغيرات المظاهر الطبيعية مثل تفتح الأزهار ونزول الثلج وأصوات الطيور وغيرها. ووفقا لهذا التقويم، يصادف وقت تفتح أزهار الكرز عيد كوهشي أي أكبر عيد في السنة لقومية ليسو. وقال الخبير خه يونغ شيانغ:

"إن كلمة كوهشي كلمة خاصة في لغة قومية ليسو. وإن "كوه" يعني السنة الجديدة. و"شي" يعني مراسم الاحتفال. وتعني كلمة" كوهشي" الاحتفال بحلول السنة الجديدة."

يصادف ال20 من ديسمبر كل عام عيد كوهشي في ولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو. ولم يكتشف حتى الآن متى بدأ هذا العيد. وقال المسنون من قومية ليسو إن أبناء هذه القومية قد بدأوا الاحتفال بعيد كوشي قبل انتقالهم إلى ولاية نوجيانغ في القرن ال17.

^{مسابقة الرماية}

وبعد تحديد المسنين في القرية مدة عيد كوهشي لهذه السنة، كانت العائلات تقوم بإخطار أفرادها في الخارج للعودة إلى القرية للاحتفال بالعيد. ثم تبدأ الاستعدادات للأنشطة الاحتفالية.

وفي اليوم الأول من فترة العيد،تعمل كل عائلة على دق الأرز لصنع كعك الأرز وخمر الأرز. وبالإضافة إلى ذلك، تجتمع العائلة في هذا اليوم في البيت ولا تزور الأقرباء والأصدقاء لأنهم يعتقدون أن زيارة الآخرين ستطرد الحظ السعيد من البيت. وفي هذا اليوم، تقام المراسم التقليدية لتقديم القرابين للأسلاف. وقال الخبير خه يونغ شيانغ:

" لا يمكن ان يحتل الأحد حصاد السنة كلها. والأمر الأول للسنة الجديدة هو تقديم القرابين للأسلاف للتعبير عن الشكر لهم لحماية سلامة أفراد العائلة وسلامة المواشي ووفرة الحصاد."

وبعد انتهاء مراسم تقديم القرابين التي تستمر 3 أيام، يبدأ الناس في اليوم الرابع من فترة العيد زيارة الأقرباء والأصدقاء. وفي ذلك الوقت، ينتهز الشباب فرصة العيد للبحث عن شريك الحياة. وفي محافظة لوشوي بولاية نوجيانغ، يمتلك سكان قومية ليسو هنا عادة الحمام خلال فترة العيد. حيث يجتمع الناس بجانب الأنباع الحارة مع الأطمعة لإزالة التعب وتعزيز الصحة. وفي الوقت نفسه، تقام في القرى أنشطة ثقافية تقليدية مثل مباراة الأقواس ومسابقة أداء أغاني الخمر ومسابقة أداء الأغاني الشعبية وغيرها.

 ^{جبل السكاكين}

ومن بين الأنشطة الاحتفالية لعيد كوهشي تعد مراسم "تسلق جبل السكاكين وخوض بحر النيران" أكثر جذابية وروعة. إن جبل السكاكين عبارة عن سلم من الخشب على الأرض بارتفاع حوالي 10 أمتار، مربوط بالسكاكين التي توجه نصالها إلى الأعلى. وعن طريق السكاكين، يصعد العارض حافي القدم إلى القمة . أما خوض بحر النيران هو أن يسير العارض على فحم الحطب المشتعل حافي القدم بعد انتهائه من تسلق حبل السكاكين. وتعكس هذه المراسم عملية التنمية الصعبة لقومية ليسو وروح هذه القومية المتمثل في العزم على التغلب على كل الصعوبات. وقال السيد يانغ يوان جي الرئيس السابق لفرقة الرقص والغناء بولاية نوجيانغ الذاتية الحكم لقومية ليسو:

"جاءت هذه المراسم من قصة. وتقول القصة إنه كان هناك بطل اسمه وانغ جي لقومية ليسو واستشهد في عملية مقاومة الغزو الخارجي. وكان يتمتع بروح الجرأة على تسلق جبل السكاكين وخوض بحر النيران. ويعبر الناس من خلال هذه المراسم عن احترامهم لهذا البطل. لذلك، تقام المراسم كل سنة خلال فترة العيد."