CRI Online

مستقبل مشرق لمقاطعة سيتشوان

cri       (GMT+08:00) 2011-06-09 14:27:55

تقع مقاطعة سيتشوان في جنوب غربي الصين وتمتلك خلفية تاريخية وثقافية عميقة وأراضيها خصبة وجميلة ومواردها السياحية وافرة. لكن الزلزال الكبير الذي وقع في الـ12 من مايو عام 2008 ألحق خسائر كبيرة لأرواح وممتلكات المواطنين وبلغ عدد الضحايا 87 ألف شخص والخسائر المباشرة لقطاع السياحة 46 مليار يوان صيني. والآن، مضت ثلاث سنوات، أصبحت مقاطعة سيتشوان أجمل بعد أعمال إعادة البناء التي بذل فيها الشعب الصيني جهودا مشتركة.

في ال19 من إبريل العام الجاري، أفتتح مهرجان سيتشوان الدولي للثقافة والسياحة في بلدية شويمو بمحافظة ونتشوان والتي تعتبر نموذجا عالميا لإعادة البناء بعد الكوارث. واستمر المهرجان لمدة شهر واحد، حيث تم تعميم خبرات مقاطعة سيتشوان في إعادة البناء وتائجها في هذا المجال من خلال سلسلة من الأنشطة المتنوعة. وفي الوقت نفسه، قدمت الأوساط السياحية في مقاطعة سيتشوان خلال فترة المهرجان أكثر من 60 خطا سياحيا جديدا بعد الزلزال حيث أدرجت البلديات والقرى التي يعاد بناءها بعد الزلزال في هذه الخطوط السياحية. وقال السيد سلطان سوموكي الرئيس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية خلال مراسم افتتاح المهرجان:

"أصبحت مقاطعة سيتشوان موقعا سياحيا جاذبا لأنها تمتلك تراثا طبيعيا وثقافيا وافرا خاصة المواقع السياحية التي تم إدراجها على قائمة التراث الطبيعي العالمي والبلديات القديمة والآثار التاريخية المشهورة. ومن المؤكد أن هذه المواد السياحية تجذب زوارا من أنحاء العالم وتمنح للمقاطعة إمكانيات كبيرة لتطويرها إلى مقصد سياحي على المستوى العالمي."

كما عبر السيد سوموكي عن تهانيه نيابة عن منظمة السياحة العالمية للمنجزات الكبيرة التي حققتها مقاطعة سيتشوان في إعادة البناء، وقال:

"من أهداف مشاركتنا في هذا المهرجان تقديم دعمنا وتأييدنا لمقاطعة سيتشوان حكومة وشعبا والتي كانت تعاني من الخسائر الجاسمة خلال زلزال عام 2008، وفي الوقت نفسه، نأمل أيضا في التعبير عن تهانينا الخالصة للمنجزات العظيمة التي حققتها الصين في مكافحة هذا الزلزال وأعمال إعادة البناء. إن سيتشوان الآن أجمل مما كانت عليه."

إن بلدية شويمو التي أفتتح فيها المهرجان تقع بجانب نهر شوشي، كانت بلدية صناعية قديمة تعاني من مشلكة التلوث بشكل خطيرة. وتتحسن البيئة الأيكولوجية كثيرا بعد إعادة البناء، حيث يتصاعد قطاع السياحة بسرعة. تم بناء صفوف مرتبة جديدة من المساكن على الشوارع يعيش فيها مواطنون من قوميات التبت وتشيانغ والهان وتندمج ثقافات مختلف القوميات هنا بشكل تام. كما قال السيد شاو وي تشي رئيس المصلحة الوطنية الصينية للسياحة خلال مراسم افتتاح المهرجان:

"نختار بلدية شويمو لإقامة مراسم افتتاح مهرجان السياحة والثقافة بهدف عرض نتائج الشعب الصيني في إعادة البناء في مختلف الأوساط بما فيها قطاع السياحة، وذلك يرمز إلى النجاح الكامل لأعمال إعادة البناء في المناطق المنكوبة ونقطة تحول جديدة لقضية السياحة في مقاطعة سيتشوان. وخلال فترة إعادة البناء، اهتم قطاع السياحة في سيتشوان بتطوير الموارد السياحية المتفوقة مما يحقق نموا سريعا لهذا القطاع بعد الزلزال."

تعتبر محافظة آبا التي تنتمي إليها بلدية شويمو أكثر مناطق سيتشوان توفرا بالموارد السياحية، حيث تمتلك الكحافظة مواقع سياحية مشهورة عالميا بما فيها وادي جيو تشايقو ووادي هوانغلونغ وتقاليد شعبية مميزة لقومية تشيانغ. كانت محافظة آبا في مركز الزلزال الكبير ويعاني قطاع السياحة من خسائر ضخمة أيضا قبل ثلاث سنوات، حيث تدمرت المباني والمنشآت السياحية تماما في المواقع السياحية وانقطعت المواصلات، وانخفضت قدرة الاستقبال السياحي إلى الحد الأدنى. بفضل المساعدة من مختلف الأوساط بعد الزلزال، نجح قطاع السياحة في بناء المواقع السياحية وتطوير خطوط سياحية جديدة على المستوى الوطني."

ومن بين الخطوط السياحية الجديدة، أصبحت الرحلات الريفية نقطة ساخنة. حيث ظهرت مواقع سياحية عديدة ذات الخصائص الثقافية لوقمية تشيانغ في المناطق المنكوبة.

إن قرية بينغتو في محافظة آبا هي قرية قديمة لقومية تشيانغ. تقع مساكن المواطنين على سفح الجبال وبجانب النهر. يشكل الأسلوب المعماري الخاص لقومية تشيانغ والبيئة الطبيعية الجميلة جاذبية خاصة لهذه القرية الصغيرة تجذب عددا كبيرا من الزوار. وتقام في القرية دائما عروض فنية خاصة بالفنون الشعبية لقومية تشيانغ.

وخلال فترة إعادة البناء، بذلت الجهات المعنية جهودا ملحوظة في حماية التقاليد الشعبية لقومية تشيانغ وحاولت في إعادة تجسيد العناصر الثقافية في أعمال إعادة البناء، وقال السيد تشن تاي شي رئيس مصلحة السياحة في محافظة آبا:

"تعد قومية تشيانغ أقلية قومية قديمة في الصين. ولكن، كانت ثقافة قومية تشيانغ تعاني من مخاطر الانقراض في السنوات السابقة، حتى في المناطق المكتظة بأبناء قومية تشيانغ. رغم أن الحكومة الصينية بذلت جهودا كبيرة في حماية هذه الثقافة العريقة، إلا أن النتائج كانت غير مشجعة. وبعد الزلزال، ألفتت ثقافة قومية تشيانغ اهتمام مختلف الأوساط، حيث بذلت الحكومة جهودا أكبر في تطوير هذه الثقافة. حيث تم تطوير منتجات سياحية كثيرة لبعض الفنون الثقافية القومية التي لا توجد إلا في السجلات والكتب بهدف عرضها أمام الزوار ونقلها إلى الأجيال القادمة."

وقالت السيدة شن شيوبو التي تأتي من كوريا الجنوبية إن التقاليد القديمة في كثير من دول العام تعاني من نفس المخاطر مع نمو الحضارة الحديثة، وإنها معجبة جدا برؤية جهود الحكومة الصينية في حماية ثقافة قومية تشيانغ:

"تعد ثقافات الأقليات القومية الصينية تفوقا مميزا للصين، إنه أمر هام جدا لحماية هذه الثقافات المختلفة. بصفتي كوري جنوبي، أوافق تماما على جهود الحكومة الصينية في حماية التقاليد والثقافات القومية والشعبية."

يرجع الجمال إلى هذه الأراضي التي كانت تعاني من الخسائر الخطيرة مرة أخرى، وينتظر مواطنوها زيارة الأصدقاء من أنحاء العالم للتمتع بجمالها وروعتها.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي