CRI Online

حديقة شي شي للأرض الرطبة في مدينة هانغتشو "فردوس على الأرض"

cri       (GMT+08:00) 2012-03-19 19:35:30

إن مدينة هانغتشو مدينة سياحية مشهورة في الصين، وتقع في قلبها البحيرة الغربية الجميلة التي تعتبر مزارا يتعين على السياح زيارته بعد وصولهم إلى المدينة، لذلك يتجول كل يوم حول البحيرة عدد كبير من الزوار. ولكن، لا يعرف معظم الناس أنه في مكان قريب لا تتجاوز مسافته عن مدينة هانغشو خمسة كيلومترات، توجد حديقة شي شي الجميلة على مستوى الدولة، حيث الأرض رطبة واسعة تحافظ على طبيعتها بشكل جيد رغم أنها قريبة من المدينة. نتوجه الآن إليها للزيارة .

ما إن دخلنا الحديقة حتى شعرنا بأن الهواء رطب ونقي، وتبدو أمام أنظارنا صورة جميلة مميزة بالمناظر الطبيعية الخاصة بجنوبي الصين، وتنمو فيها غابة البامبو الخضراء والأشجار الكثيفة والنباتات المختلفة، وبنيت بعض الجسور الحجرية الصغيرة من الطراز التقليدي وتنتشر هنا وهناك برك المياه المتعددة.

ويقال إن هذه الأرض الجميلة كانت مكانا منعزلا عن الخارج وغالبا ما زارها بعض الأدباء القدماء في عهد أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين الصينيتين قبل أكثر من ثلاثمائة سنة للإقامة وتعميق الدراسات الأدبية. لذا، وحتى اليوم، مازال في الحديقة بعض الآثار القديمة المحفوظة كمعبد شيو شيوي ومعبد بوآن وقصر مي جو وقاعة شي شي وغيرها من البنايات التاريخية التي كان يرتادها الأدباء والمثقفون القدماء للإجتماع وإقامة الندوات والجلسات الأدبية، مما ترك مجموعة كبيرة من المحاضرات والقصائد والمؤلفات. وذكر أن إمبراطور كانغ شي لأسرة تشينغ الملكية القديمة، كان قد وصل إلى هنا لزيارة وزيره المخلص قاو شي تشي خصيصا، حيث كتب قصيدة جميلة ميدانيا أثناء تجوله في الحديقة ممجدا مناظرها الطبيعية الرائعة.

ظلت هذه الأرض الرطبة محافظة على طبيعتها خلال السنين الماضية، ومن أجل حمايتها بشكل أفضل واستفادة المزيد منها، بدأت الحكومة تنفذ مشروع البناء الشامل لها على مراحل مختلفة منذ عام 2003 ، وأصبحت حاليا حديقة طبيعية واسعة، وتتجاوز مساحة هذه الأرض الرطبة عشرة كيلومترات مربعة، مما يوفر بيئة أحيائية رائعة. وبالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء وإعادة بناء بعض المواقع التاريخية والطبيعية والمزارات الخاصة لاستقبال السياح إليها .

هناك ممر طويل مغلق مبني بالزجاج ، طوله 137 مترا وعرضه 3 أمتار وعمقه تحت الأرض من متر إلى ثلاثة أمتار، وتنمو على جانبيه أنواع من النباتات المائية المختلفة ، يمكن للناس أن يتجولوا من داخل هذا الممر الطويل الزجاجي إلى تحت الأرض الرطبة للتمتع بجذور النباتات المائية وبعض الأحياء المائية التي تعيش فيها .

وتماشيا مع زيادة عدد السياح إلى الحديقة ، بدأت الإدارة المحلية تقلق إزاء تلوث البيئة، فبدأت تركز قوتها لتشديد المراقبة على ذلك. ومن أجل حماية هذه الأرض الطبيعية عملت الإدارة المحلية بجهد لزيادة أنواع النباتات من 220 نوعا إلى 262 نوعا لتحقيق تعددها والمحافظة عليها. والآن تصل أنواع الأسماك والأحياء المائية إلى خمسين نوعا إلى جانب 126 نوعا من الطيور التي تعيش في الغابة.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي