|
||
cri (GMT+08:00) 2012-07-03 15:18:08 |
عندما نذكر بحيرة الخيزوران، قد يخطر في بالكم أحد مشاهد فيلم "النمر الجاثم والتنين المختبئ" حيث يتقاتل رجل ومرأة يرتديان زيا أبيض وماهران في لعبة الوو شو الصينية في بحيرة خيزرانية خضراء واسعة. وفي حلقة اليوم نعرفكم ببحيرة خيزرانية في مقاطعة قويتشو جنوب غربي الصين لنتمتع سوية بحياة هادئة ومريحة هناك.
توجد في المنطقة الجبلية بمحافظة بان بمقاطعة قويتشو غابة من الخيزران تبلغ مساحتها نحو ألفي هكتار وتسمى ب "بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية". وينمو الخيزران هنا في جبال ترتفع نحو 1700 متر عن سطح البحر وله تاريخ يمتد لأكثر من 300 سنة. رغم أن فيلم "النمر الجاثم والتنين المختبيء" لم يختر هذا المكان للتصوير، إلا أن هذه البحيرة بيئتها نظيفة هادئة ومناخها معتدل مثل بحيرة الخيزران التي ظهرت في الفليم. الخيزران المنتشر في كل أرجاء الجبال مزدهر ومخضر. وعندما تتجول داخل هذه الغابة، ستشعر ببرودة في كل جسمك عند هبوب النسيم، ستتنشق رائحة الخيزران المنعشة.
عندما تمشي في طريق صغير بين جانبي الخيزران، يمكنك أن تجد في أي مكان الخيزران القديم الداكن الخضرة والخيزران الجديد الأخضر النقي وبراعم الخيزران الفاتحة الخضرة. واذا أمطرت السماء وأصغيت بانتباه في غابة الخيزران، فيمكنك أن تستمع إلى صوت نمو الخيزران. وتجري الجداول من المنحدرات وبين الصخور والجبال لتتكون "مياه جذور الخيزران" بعد تصفيتها من خلال طبقات التربة وجذور الخيزران والتي توجد خصيصا في بحيرة الخيزران.
تعتبر مياه جذور الخيزران ثمينة جدا في بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية، لأن هذه المياه الممتازة الجودة والتي تحتوى على نسبة منخفضة من المعادن لها فاعلية في الوقاية من السرطان وعلاجه وكذلك في التجميل. ويقول المحليون إنه اذا استخدمت هذه المياه في صنع الشاى، فإن هذا الأخير سيصبح لذيذا، واذا استخدمت في صنع الخمر، فإن طعم الخمور سيصبح خالصا ورائحتها فواحة، واذا استخدمت في طبخ الطعام ، فإن مذاقه سيصبح لذيذا وشهيا، واذا استخدمت في صنع فول الصويا، فإن لون الأخير سيصبح أبيض مثل الحجر الكريم ونوعيته ناعمة طرية مثل الدهن ويمتاز بالصلابة. لذلك، فإن كل من يزور بحيرة الخيزران، لا بد أن يحمل معه مياه جذور الخيزران ليتذوق طعمها العذب ثم يغسل وجوههم بهذه المياه الباردة.
وخلال التجول في غابة الخيزران، وقد يحالفك الحظ وتعثر على تشو سون وهو نوع نادر من الفطر الصالح للأكل. ينمو تشو سون بين جذور الخيزران الذابلة، ولثمار تشو سون الطازجة مظلة فطر خضراء قاتمة وساق أبيض. وبسبب جمال شكله وندرته، يطلق الناس عليه أيضا اسم "زهرة الفطر" وملكة الفطر". وطعم تشو سون لذيذ جدا وملمسه ناعم ورائحته زكية، ويستخدم في تخفيف الوزن والتجميل. وبسبب الموقع الجغرافي والظروف الطبيعية، فإن نوعية تشو سون في بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية ممتازة جدا وله ذوق لذيذ فريد اذا استخدم في طبخ الحساء.
لا يمكننا أن نجد ثمار تشو سون اللذيذة في بحيرة الخيزران فحسب، بل يمكننا أن نرى الفأر الخيزراني المحبوب، وهو نوع من الحيوانات التي تعيش بين أشجار الخيزران ولها عينان كبيران وتأكل جذور وبراعم الخيزران عندما تشعر بالجوع وتشرب مياه الجداول عندما تشعر بالعطش. وعندما يسير الزوار في الطريق، فإن الفأر الخيزراني الشقي قد يجرؤ على الخروج من حفرته لتحية الناس.
وتنتشر في غابات بحيرة لاو تشانغ الخيزرانية بعض الورشات القديمة لتصنيع الأوراق. وكان اسم "لاو تشانغ" الأصلي هو مصنع الورق القديم وجاء هذا الاسم بسبب هذه الورشات. أوراق ألياف الخيزران التي تصنعها هذه الورشات باستخدام عجينة الخيزران وبالفن اليدوي الحرفي التقليدي كانت تصدر إلى جنوب شرقي آسيا كأوراق تستخدم في الحفلات التذكارية. والآن انتخفضت كمية انتاج أوراق ألياف الخيزران اليدوية هذه، ولكن ورشاتها القديمة وفنون ومنشآت صناعتها ما زالت قائمة بشكل جيد.
والأوراق التي تصنع من الخيزران كمادة خام وبأسلوب الفن اليدوي التقليدي، يكون بيضاء ومتينة وذات رائحة منعشة. واذا زرت ورشات صناعة الورق هنا، يمكنك أيضا المشاركة بنفسك في كافة عمليات التصنيع تحت اشراف العامل لتتمتع بالجاذبية الخاصة التي تتميز بها الثقافة الصينية القديمة الخاصة بصناعة الورق.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |