|
||
cri (GMT+08:00) 2013-02-05 15:29:32 |
تقع بلدة جي شيو في مقاطعة آنهوي وسط الصين، حيث توجد مهارة فنية قديمة، قد ظلت محفوظة منذ ألف سنة لإنتاج الأدوات الفخارية الجميلة، وبعضها قد أصبحت محفوظة في معرض الفنون الجميلة الصيني والمتحف الوطني الصيني ومتحف فيكتوريا وألبيرت البريطاني وغيرها من المعارض والمتاحف، إذا ، ما هو سر هذه البراعة والمهارة الفنية القديمة ؟ نحدثكم اليوم عنها خصيصا لزيادة معارفنا عن هذا الفن القديم .
بلدة جي شيو بلدة قديمة معروفة بإنتاج الأدوات الفخارية منذ القدم، ويرجع تاريخها إلى أسرة تانغ الأمبراطورية الصينية قبل 1100 سنة، وتتمتع الأدوات الفخارية الملونة من إنتاج بلدة جي شيو بدقة الصنع والسطح الخارجي الأملس والناعم ، وعليها الرسومات المتنوعة المنقوشة بالأساليب المختلفة والملونة بالألوان الزاهية، ومن أشهرها الأدوات المرسومة عليها مشاهد المسرحيات التاريخية الصينية، ويسميها الناس رسومات " سكين قتالي وخيل وإنسان .
هنا مقطوعة من أحاديث المسرحية الشعبية الصينية، يؤديها الفنان المعمر لو شان يي، ويبلغ عمره حاليا 87 سنة، إنه أول مبدع لرسومات " سكين قتالي وخيل وإنسان" المنقوشة على الأدوات الفخارية الملونة المحلية بأسلوب جديد.
الفنان المعمر لو شان يي وأعماله
إن الأدوات الفخارية المنقوشة عليها رسومات " سكين قتالي وخيل وإنسان"، تبرز دائما أجمل وأكثر روعة ، وعندما تملأ هذه الأدوات بالماء وتوضع تحت أشعة الشمس، يبدو الإنسان والحيوان المرسوم عليها كما لو أنه حي . ويقال إن بعض الأدوات الفخارية الملونة من صنع الفنان لو شان يي، قد حفظت في متاحف بضع عشرة دولة أجنبية إلى جانب شرائها من بعض الأفراد كمقتنيات شخصية. عندما تحدث عن ذلك قال المسن بفخر كبير لمراسلنا إنّ كثيرا من الأصدقاء الأجانب يحبون هذه الأدوات الفخارية الملونة حبا جما، ويحجزون السلع دائما، ناهيك عن حب المواطنين الصينيين لها ، وهذا يشجعهم على صنع أفضل المنتجات.
ذكر أنه في التاريخ القديم ، كانت مجموعة كبيرة من الأدوات الفخارية الملونة من إنتاج بلدة جي شيو، نقلت إلى مختلف أماكن الصين عبر نهر دا يون خه الصناعية بقربها، وقدمت إلى كبار الموظفين والأغنياء ككماليات ومعروضات مترفة لهم. ومنذ القرن التاسع عشر ، بدأت ثلاث عشرة قرية محلية بمنطقة جي شيو تشارك في صناعة الأدوات الفخارية الملونة ، مما أوجد 13 فرنا مشهورا للفخار في كل البلاد لصناعة الأدوات الفخارية الملونة آنذاك، وبالرغم من زوال أطلالها القديمة، إلا أن فنونها الصناعية القديمة متوارثة حتى اليوم .
ومن خلال الزيارة، يمكن للسياح أن يشاركوا في صناعة الأدوات الفخارية الملونة بأيديهم، ويقومون أولا باعداد عجينة الطين ، ثم يعدونه جيدا ليكون لينا صالحا لتشكيل أشكال ، ثم تشكيله إلى ما يريدون من أدوات فخارية ، وبعد ذلك، يطلونها الأدوات بألوان وينقشون بعض الرسومات عليها، ويضعوها أخيرا في أفران الفخار للمرة الأولى ، ثم إخراجها وطلائها بالطلاء المزجج ووضعها في الأفران مرة ثانية ، وهكذا ، تكتمل كل العمليات ، ويمكن أن نرى أخيرا تلك المصنوعات الفخارية الجميلة من صنع أيدينا بعد تركها في الفرن لوقت كاف .
تتميز الأدوات الفخارية من صناعة جي شيو بالصفات الريفية المحلية الواضحة ، حيث اندمجت فيها الأساليب الفنية للأوراق المقصوصة الصينية والمنقوشات الريفية الخشبية، لذلك، فهي نادرة في العالم بجمالها الفريد، وتجذب أنظار الفنانين الصينيين والأجانب. وقالت السيدة يان يو مين النحاتة الصينية للتماثيل إنّ جي شيو تشتهر بصناعة الأدوات الفخارية الملونة المتميزة ، وتصدر منتجاتها إلى خارج البلاد وهي رائجة في أسواق بولندا والتشيك وسلوفاكيا والمجر وغيرها من دول أوروبا الشرقية التي تحب كثيرا ألوان وأشكال هذه الأدوات الفخارية.
الفنان المعمر لو شان يي وأعماله
وفى ديسمبر عام 2005 ، أدرج فن صنع الأدوات الفخارية الملونة لبلدة جي شيو في قائمة التراث الصيني غير المادي على مستوى الدولة ، ومنذ ذلك الوقت، بدأ هذا الفن القديم يلقى اهتماما واسعا من أوساط المجتمع ، ويجد المزيد من وارثيه . وأخبرت السيدة تشانغ شي ون زوجة إبن الفنان المسن لو شان يي مراسلنا أنها مستعدة مع بعض الفنانين الآخرين لابداع ورسم ونقش مشاهد الحكاية التاريخية الصينية المشهورة (( حكايات الممالك المتحاربة الثلاثة )) على سطح الأدوات الفخارية الملونة لتبرز محتوياتها الثقافية والفنية الصينية بشكل أجمل وأروع .
المعلومات السياحية عن بلدة جي شيو : يمكن للسياح أن يركبوا الباصات إلى جي شيو مباشرة إنطلاقا من مدينة خه في حاضرة مقاطعة آنهوي. وبالإضافة إلى الأدوات الفخارية الملونة ، تتميز بلدة جي شيو أيضا بالأوراق المقصوصة الجميلة من الفنون الصينية الشعبية ، ويمكن أن يأخذها السياح لتزيين الغرف أو لحفظها كأشياء تذكارية لطيفة. وجدير بالذكر أن الأوراق المقصوصة الجميلة لجي شيو، معروضة في اليابان وسنغافورة والولايات المتحدة وغيرها من الدول ومفضلة لدى الجميع بأشكالها وألوانها. وهناك طعام لذيذ ومشهور باسم " لحم ا لبقر المطبوخ بالتوابل العطرة المتنوعة" ، يرجع تاريخه إلى أكثر من ثمانين سنة، يطبخ ب16 نوعا من التوابل الطبيعية، وهو شهي ومغذ ومفيد للصحة ، ويعتبر طعاما محليا شائعا لا بد أن يتناوله كل من يصل إلى بلدة جي شو . ومرحبا بكم لزيارة هذا المكان الصيني القديم المشهور بإنتاج الأدوات الفخارية الملونة بالأسلوب العريق والتي تتفتح كباقة من زهور الثقافة الصينية.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |