CRI Online

قضاء عيد الربيع في منطقتي منغوليا الداخلية وشينجيانغ بشمال الصين وجزيرة هاينان في جنوب البلاد

cri       (GMT+08:00) 2013-02-19 09:06:03

تعد قومية ألونتشون واحدة من الأقليات القومية الأقل عددا في الصين، ويبلغ عدد أبنائها حاليا أكثر من عشرة آلاف فرد يعيشون في منطقة سلسلتي جبال شينغآن الكبيرة والصغيرة في المنطقة المحصورة بين مقاطعة هيلونغجيانغ ومنطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم. ومعنى كلمة ألونتشون هو "القوم الذين يسكنون الجبال". وكان أبناؤها صيادين ويجيدون الرماية وركوب الخيول إضافة إلى الغناء والرقص.

وفي قرية مأهولة بأبناء ألونتشون في منطقة منغوليا الذاتية الحكم، التقينا مع مسن كان قناصا وسيد الصيادين، ويعيش الآن مع أفراد أسرته البالغ عددها أكثر من عشرة أفراد. واستعرض نشاطات الاحتفال بعيد الربيع لأهل القرية قبل عشرات السنوات قائلا "كنا مجموعة من نفس القبيلة نحتشد حول نار المخيم، ونأكل اللحوم ونشرب الخمر ونغني ونرقص. وكانت كلمات الأغاني حينذاك تعكس أعمالنا اليومية، وتشمل صيد الأسماك وجمع الخضروات البرية مثل الفطر."

وبعد عام ألفين، بدأت الحكومة المحلية تنفيذ سياسة حظر الصيد من أجل حماية البيئة الأحيائية. ولمساعدة أبناء ألونتشون على تحويل ممارستهم الصيد إلى ممارسة الزراعة، وقدمت الحكومة لهم إعانات معيشية. وفي هذا الصدد، قال المسن إن حياة أبناء ألونتشون شهدت تغيرا كبيرا منذ ذلك الوقت، إذ قال "في البداية، لم نعرف الزراعة، فأجرنا أراضينا الزراعية للآخرين. لكن بعد عدة سنوات، وجدنا أنهم كسبوا أموالا كثيرة بممارسة الزراعة، فهرعنا إلى سحب الأراضي منهم وبدأنا ممارسة الزراعة بأنفسنا. وبذلك، شهد مستوى معيشتنا تحسنا كبيرا، واشترينا الدراجات النارية وغيرها من مركبات النقل."

ويتمتع أبناء ألونتشون الآخرون مثل المسن بحياة سعيدة بعد ترك بنادق الصيد. وقال السيد أيومينغ ابن أفونغجون إنه تماشيا مع تحسن مستوى المعيشة، طرأت تغيرات كبيرة على أساليب الاحتفال بعيد الربيع في الوقت الحالي مقارنة بما كان عليه في طفولته. وأضاف قائلا "تذكرت أن ظروفنا المعيشية كانت متواضعة في طفولتي، حيث كنا نقيم في مبان صغيرة ومنخفضة، وفي أيام عيد الربيع، لم يكن لدينا إلا الكباب. أما الآن فأصبحت لدينا خضروات ومأكولات بحرية طازجة وغيرها من الأطعمة اللذيذة المتنوعة. وعلاوة على ذلك، يشعر الأطفال حاليا بمزيد من الفرح والسعادة، لأن الوالدين يشترون لهم ملابس جديدة، ويقدم الأجداد لهم أموالا عيدية كثيرة."

ويعتبر عشاء عشية عيد الربيع أهم وجبة طوال السنة بالنسبة للصينيين، ومن عادة أبناء ألونتشون بهذه المناسبة إعداد وجبة دسمة لإظهار حياتهم المزدهرة. وفي عشية عيد الربيع، يجتمع أفراد الأسرة من قومية ألونتشون في منزلهم ويتناولون الأطعمة اللذيذة ويشربون إحدى المشروبات الكحولية التي تدعى بالكميس، ويتجاذبون أطراف الحديث ويغنون، الأمر الذي يشكل مشهدا سعيدا.

وأخيرا، عبر المسن مع أسرته عن أطيب تمنياته لجميع مستمعنيا بلغة قومية ألونتشون قائلا "أتمنى لكم الصحة والازدهار، وكل عام وأنتم بخير!"

التمتع بمتعة السياحة الشتوية في منطقة شينجيانغ

تبلغ مساحة منطقة شينجيانغ مليونا وستمائة وستين ألف كيلومتر مربع، حيث تنتشر الجبال الشواهق والمروج المنبسطة والصحارى الشاسعة والواحات النادرة والبحيرات العميقة والأنهار الفياضة والجليد العجيب والمعابر الحدودية، وهنا تجد الكثير من الأشياء الأكثر إثارة للدهشة في العالم أو في الصين.

وإضافة إلى كل ذلك، تحتضن منطقة شينجيانغ مشاهد إنسانية نابضة بالحياة والجاذبية. فعلى خط طريق الحرير القديم الذي يمتد لنحو خمسة آلاف كيلومتر داخل شينجيانغ تجد مئات المواقع للمدن البائدة وأبراج الإنذار والمغارات البوذية والمباني الأثرية ومقار الاستصلاح الزراعي علما بأن هذه المناطق الممتدة على خط طريق الحرير القديم تستحق لقب "متحف المدن البائدة في العالم" نظرا لكمية المدن الأثرية الموجودة فيها وحالة حفظها الممتازة.

وتتعايش في شينجيانغ قوميات عديدة ترسي سويا أسسا راسخة للثقافات القومية. وتكتسب سياحة شينجيانغ جمالا إضافيا من الطراز المعماري والأزياء والغناء والرقص والعادات والأطعمة المتنوعة لمختلف القوميات، وتحمل ألقابا مثل "موطن الفواكه" و"موطن الخيول" و"بلد الأحجار الكريمة" و"مملكة البساط والحرير". وجملة القول إن شينجيانغ مقصد سياحي مثالي لقضاء الإجازة ومناجاة الأشياء القديمة أو اكتشاف الأشياء الجديدة.

تعتبر شينجيانغ من أفضل المناطق للتمتع بالسياحة الشتوية في البلاد، حيث يمكن ألا تروا فيها ملامح الصحراء الفريدة في الشتاء القارس فحسب، بل تستطيعون مشاهدة المناظر الثلجية الرائعة والقيام بالتزحلق على الجليد والثلج الطبيعي في الخارج.

أصدقائي، إذا جئتم خلال أيام الشتاء إلى منطقة شينجيانغ، فستجدون فرصة للمشاركة في المهرجان الثلجي والجليدي المقام على طريق الحرير القديم سنويا، إنه كمسرح طبيعي خاص لهواة الألعاب الرياضية الخارجية في الشتاء. كانت التماثيل الجليدية والمنحوتات الثلجية من أبرز المشاهد في هذا المهرجان الفني، حيث توجد في المدخل الرئيسي لإقامة مراسم افتتاح المهرجان مجموعة كبيرة من التماثيل الجليدية الرائعة التي تجسد تلاحم وانسجام أبناء الشعب من مختلف الأقليات القومية في حركات الرقص والغناء، منها بعض الفتيان والفتيات من قومية الويغور يعزفون الآلات القومية ويرقصون رقصة ويغورية بحماسة كبيرة ترحيبا بالضيوف والزوار القادمين من خارج منطقة شينجيانغ . وبمحاذاة الطريق المتجه إلى الميدان الخاص للتزحلق على الثلج ينتشر كثير من الحيوانات الجليدية المنحوتة تجذب أنظار الزوار، منها الطاووس والقرد والبجع والتنين والكلاب والغزال وغيرها إضافة إلى بعض المنحوتات الجليدية الأخرى التي تحمل الخصائص القومية أو لأبطال الحكايات القديمة والحديثة والألعاب الرياضية المختلفة وغيرها . وعندما يسدل ستار الليل، تفتح المصابيح الملونة المجهزة على هذه المنحوتات الجليدية وتضيف لها ألوانا باهرة متباينة كأنها قصر بلوري ساحر يعجب السياح إعجابا كبيرا .

ونعرف أن منطقة شينجيانغ تشهد حقا أربعة فصول واضحة وجميلة، منها الشتاء البارد والصيف الرائع، ويمكن أن يتمتع فيها الزوار بمختلف المناظر الطبيعية المتغيرة.

ويسمي المحليون المهرجان الشتوي مهرجان الجليد والثلج والعواصف، حيث الرياح شديدة حقا . وإذا جاء زائر إلى شينجيانغ في الشتاء، فلا بد أن يتزحلق على الثلج وهي رياضة جميلة ومنشطة تدفع الناس في مواجهة التحديات. ويعتبر التزحلق على الثلج رياضة مفيدة لتقوية الجسم، ولكن بالنسبة إلى أولئك الذين لا يجيدونه في بداية الأمر، فمن الأفضل أن يتزحلقوا باستخدام حلقة مستديرة لتوفير السلامة والأمن.

ومنذ عام ألفين وثلاثة ، ومن أجل دفع تطور السياحة المحلية ، طرحت منطقة شينجيانغ برنامجا سياحيا خاصا يتضمن زيارات على طريق الحرير القديم والتزحلق على الثلج والجليد المشاركة في الأنشطة القومية المحلية ، ثم أضافت إدارة السياحة المحلية أنواعا جديدة من البرامج السياحية لجذب المزيد من الزوار مثل الهبوط بالمظلات من النصب العالية وركوب مزلجة الثلج التي تجرها الكلاب وغيرها .

إن منطقة شينجيانغ أرض واسعة ، وإذا أردتم التجوال فيها في الشتاء، فيمكن اختيار ركوب مزلجة الثلج التي تجرها الخيول إلى بحيرة كاناس ، حيث تبدو منطقة البحيرة في الشتاء عالما ثلجيا أبيض، وكل الكائنات فيه كأنها مغطاة بلحاف أبيض سميك، وتصبح نقية ومقدسة. وعندما تتزحلق المزلجة على الثلج الواسع وفي عمق الغابات الخالية والهادئة ، لا بد أن تشعر أنك تتجول في عالم أسطوري جميل .

هناك بحيرة وولون الواقعة في منطقة آلاتاي بشمال منطقة شينجيانغ ، إنها أكبر قاعدة طبيعية لتربية الأسماك في المنطقة ، وبمناسبة الشتاء ، طرحت إدارة السياحة المحلية برنامجا سياحيا ممتعا يسمى " ركوب مزلجة الثلج لصيد السمك " . وبسبب الجو القارس في الشتاء ، تتجلد مياه البحيرة بشدة حتى يبلغ سمك الجليد على سطحها نصف المتر إلى جانب ثلاثين سنتيمترا من الثلوج المغطاة عليه. وفي ظل هذا الوضع، هل يتم صيد السمك ؟ الجواب أكيد وهناك طريقة، وإذا أردت معرفة ذلك بدقة، فمن الأحسن أن تزور هذه البحيرة شخصيا.

أيها الأصدقاء، إن السياحة الشتوية في منطقة شينجيانغ ممتعة حقا ولا تضم المضامين المذكورة سابقا فقط ، بل تحتوى المزيد من البرامج السياحية مثل تناول الأطعمة الإسلامية الخالصة والاستحمام في الينابيع الساخنة تحت أسفل جبل تيان شان وغيرها . مرحبا بقدوم الزوار والسياح إلي هذه الأرض الجميلة الشاسعة في أي فصل من الفصول الأربعة للتمتع بالمناظر الطبيعية المتباينة والمشاركة في البرامج السياحية المختلفة.

جزيرة هاينان-- موقع رائع لقضاء العطلات الشتوية

وفي هذه الجزيرة الاستوائية لن يجد الزوار أثرا للبرد أبدا، بل تظل طول السنة مفعمة بالنشاط والحيوية. وتعتبر الفترة ما بين شهر نوفمبر وشهر ابريل أجمل فترة في جزيرة هاينان، حيث لا توجد حرارة فصل الصيف الجافة، ويكون الهواء منعشا ونقيا، ورياح البحر لطيفة وهادئة.

نأخذ مدينة بوه آو كمثال، تقع هذه المدينة على بعد 19 كيلومترا جنوبي شرق مدينة تشيونغهاى، وتتمتع بمناظر جميلة وساحرة جدا، ومياه البحر في هذه المنطقة صافية جدا، وفضلا عن ذلك هناك غابات النارجيل والشواطئ الرملية والاحجار العجيبة الاشكال والمزارع. وعندما صعدنا النقطة العليا للشاطئ الرملي، ادهشتنا المناظر الرائعة امامنا: بحر الصين الجنوبي يمتد على مدى البصر، وتظهر امواج البحر الهادرة كالخيول الجامحة، وتجرى وتزأر وتصفع الصخور، مما يذكرنا القصائد الجميلة.

ويتلألأ موقع منتدى بوه آو الاسيوي تحت اشعة الشمس، ويحيط نهر وانتشيوان الصافي كشريط يشمي بجزيرة صغيرة، وفي عرض البحر، تلوح وتختفي عدة مراكب صغيرة بين الامواج، وتحلق الطيور البحرية فوق الصخور الضخمة في وسط البحر بحرية متجاهلة الامواج الشديدة.

ونتحول الى مدينة سانيا، مدينة ساحلية في اقصى جنوب الصين، تتمتع هذه المدينة بمناخ رطب ودافئ مثل الربيع ومناظر ساحرة، وتحتل جودة الهواء فيها المرتبة الثانية في العالم، مما يجذب عددا كبيرا من الزوار من كافة انحاء العالم.

ولا يمكننا ان نتجاهل خليج يالونغ حيث يحتضن الشاطئ على شكل هلال البحر الازرق، الشواطئ البيضاء، غابات النارجيل، المظلات الشراعية الملونة، والامواج المتطايرة، كل هذه تجعل الزوار يشعرون بالارتياح التام، وتتأثر قلوبهم بهذه المناظر الجذابة.

كما يمكن للزوار الغطس في جزيرة وو تشي تشو للتمتع بعالم الكائنات تحت البحر، حيث يعيش فيه المحار والخيار البحري والمرجان الملون والأسماك الجميلة والأعشاب البحرية المختلفة.

أحبائي، فيما يلي أقدم لكم بعض التنبيهات بشأن السياحة في جزيرة هاينان:

أولا، أصبحت جزيرة هاينان موقعا رائعا للسباحة الشتوية وتجنب البرودة والحرارة في المناطق الصينية الأخرى بموقعها الجغرافي المتميز، ويظل المناخ فيها معتدلا، والهواء منعشا في كافة الفصول الاربعة، لكن افضل وقت هو من ديسمبر إلى يناير.

ثانيا، تعتبر الاطعمة البحرية الحية ميزة كبيرة في جزيرة هاينان، ومنها الخيار وإذن البحر والاخينوس وغيرها، وكل الاطعمة في هذه الجزيرة طازجة جدا.

ثالثا: تتمتع المنتجات الفنية والتذكارية في جزيرة هاينان بالميزات البحرية والقومية الرائعة وتعتمد على الموارد المحلية، وهناك اكثر من مائة نوع ضمن عشرة اصناف من المنتجات الفنية والتذكارية، مثل منقوشات النارجيل والاصداف ومنتجات الكريستال ومنتجات اللؤلؤ والاشغال الفنية، كما تجذب الاطعمة البحرية المجففة اهتمام الزوار جدا.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي