الأيام الماضية والحاضرة لشارع ليو لي جينغ الثقافي

(شادية ) مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم ! طابت أوقاتكم بكل خير! أنا شادية يوان تشينغ ، أرحب بكم وأدعوكم الى ي في الاستماع الى برنامجنا الأسبوعي: الثقافة والفنون ، ويسرني أن ألتقي معكم في هذا الموعد المحدد من كل الأسبوع.

(أسامة ) أعزائ المستمعين، السلام عليكم ! أحيكم أسامة مختار من إذاعة الصين الدولية ببكين . وفي حلقة اليوم من برنامج الثقافة والفنون ، نود أن نتحدث عن

الأيام الماضية والحاضرة لشارع ليو لي جينغ الثقافي ------الشارع الثقافي المشهور في مدينة بكين ، حيث نحدثكم عن تحوله من مصانع إنتاج زجاج ملون الى شارع ثقافي مشهور يبيع فيه الخطوط والرسومات الصينية التقليدية .

وبعد ذلك ، نحدثكم عن محل رونغ باو تشاي للرسوم—أشهر محل للخطوط والرسوم في هذا الشارع . أهلا ومرحبا !

(أسامة ) " بدأ هذا الشارع يمارس بيع الخطوط والرسومات والخزفيات الصينية منذ عهد اسرة تشينغ الملكية ، حيث توجد مكتبة وطنية ، فيسمى هذا الشارع شارع الثقافة نظرا الى أن أكبر ميزة لهذا الشارع هو المضامين الثقافية المتينة . إن هذا الشارع موجود هنا لأكثر من 80 عاما ، كان يمارس رئيسيا بيع المنحوتات الحجرية . "

(شادية ) نشأ شارع ليو لي تشانغ ابتداء من القرن 17 أي أسرة تشينغ الملكية ، وهو شارع ثقافي مشهور في بكين. اليوم، يوجد العديد من المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة التي تمارس تجارة الرسومات والخطوط التقليدية الصينية . إن السيد فون من أقدم الموظفين في محل " تسيو ون" .

(أسامة ) عندما نتحدث عن الزجاج الملون ، يخطر ببالنا فورا اللون الذهبي. وفي أسرة يوان الملكية أي من القرن ال13 ، كانت توجد العديد من افران ومصانع لانتاج الزجاج الملون، فالزجاج الذهبي الذي يغطي سقوف القصور الامبراطورية والذي نراه اليوم، معظمه تم إنتاجه في شارع ليو لي تشانغ . وحتى أسرة مينغ الملكية في القرن 14 ، إنه من أجل إعادة بناء مدينة بكين، يحتاج الى كمية كبيرة من الزجاج الملون ، فتوسعت أحجام أفران ومصانع إنتاج الزجاج الملون ، حيث كان الدخان الثقيل متصاعدا الى السماء حتى يمكن رؤيته من مكان بعيد .

وفي القرن 18، كان إلامبراطور تشيان لونغ من أسرة تشينغ الملكية يتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة ببكين ذات يوم ، حيث لاحظ أن الدخان الأسود يتصاعد من جهة شارع ليو لي تشانغ ، فأمر بنقل الأفران والمصانع الى مكان أخر . ومنذ ذلك الحين، لم يعد شارع ليو لي تشانغ ينتج الزجاج الملون، لكنه ما زال يحافظ على إسمه الأصلي.

(شادية ) ولكن لماذا أصبح شارع ليو لي تشانغ مكانا لبيع التحف وقلم الحبر؟ ويقال إنه في أسرة تشينغ الملكية ، كانت مكاتب تمثيلية لمختلف أنحاء البلاد أنشأت حول شارع ليو لي تشانغ ، وعلاوة على ذلك، اجتمع الطلاب الذين شاركوا في الامتحانات الامبراطورية في هذه المنطقة أيضا ، فأصبح شارع ليو لي تشانغ مكانا اشترى فيه الطلاب ريشة الحبر والأوراق ، ففتحت المحالات التجارية الخاصة لبيع الخطوط والرسومات التقليدية هنا ، بما فيها محل " ون تسوي "الذي يزوره الزبائن من مختلف الأوساط الاجتماعية . وفي هذا المحل ، التقينا مع السيد لي.

(أسامة ) " أتي الى هنا لأسأل عن أسعار الحبر ، أشتغل كطبيب ، لكني أساعد الآخرين في كتابة أشياء . كنت أستخدم ريشة الحبر في كتابة الملاحظات في المدارس الثانوية ، فوجدت أن استخدام الريشة أسرع من قلم الحبر حتى أسرع من الكمبيوتر! "

(شادية ) السيد لي هو مختص في الطب الصيني، وبلغ 81 عاما من العمر هذا العام ، وأخبرنا أن الخطوط الصينية شأنها شأن الطب الصيني التقليدي تعد خلاصة ثقافة ألأمة الصينية، وإن الأشياء الممتازة لن تنسحب من مسرح التاريخ .

اذا قلنا إن اللون الذهبي هو لون أصلي لشارع ليو لي تشانغ ، فبعد مرور الأيام وتغيرات التاريخ ، يتميز شارع ليو لي تشانغ اليوم باللونين الأبيض والأسود مثل لوحة كبيرة من الرسومات الصينية ، الأمر الذي جعل السياح الصينيين والاجانب

يتوافدون اليه .

جوو أتى الى بكين من الولايات المتحدة، وقد عمل هنا لسنوات عديدة. في نهاية كل أسبوع، يزور جو شارع ليو لي تشانغ . إنه يأتى هذه المرة خصيصا لاختيار هدية لزملائه بمناسبة العيد .

(أسامة ) "هذا الشارع ممتاز وتقليدي، وليس هناك الكثير من الشوارع في بكين مثل هذا الشارع . لان الأماكن الأخرى قد أصبحت مزدحمة بالبنايات الشاهقة، ولكن يمكنك أن تجد جميع الأشياء التقلدية التى تريدها مثل ورق شيوان والحبر والريشة الصينية وغيرها في شارع ليو لي تشانغ . وبالنسبة لي، فإن هذا الشارع ليس مجرد موقع سياحي، لأن الناس يمكن أن يجدوا ما يريدونه في هذا المكان. "

(شادية ) يمكن القول إن الثقافة الممتازة لا حدود لها ، وتعتبر روح أية أمة اذ أنها تمتزج بدمائها.

(أسامة ) " قد زرت هذا المكان كل من عام 2006 وعام 2007 و عام 2010 ،ووجدت أن هذا الشارع ما زال يحافظ على خصائصه المميزة ".

(شادية ) أتى شياو تشاي من تايوان ، ويتعلم حاليا اللغة الصينية فى جامعة تونغجى بشانغهاى. رغم أنه شاب ، إلا أنه يكن مشاعر مميزة ازاء الخطوط الصينية التقليدية التي تستخدم الريشة والحبر كأدوات كتابة .

(أسامة ) " كنا نتدرب على كتابة الخطوط الصينية التقليدية كل أسبوع في طفولتي ، ولكن للأسف الشديد ، قد تم ألغاء هذا النوع من الدروس، ولم نعد نكتب الخطوط الصينية في قسم اللغة الصينية في الجامعة باستثناء قسم الفنون الجميلة ، وأعتقد أن هذا الأمر مؤسف للغاية " .

(شادية ) في الصين، يحاول الصينيون تمديد ووراثة الثقافة الصينية بطريقتهم سواء كانوا كبارا أو صغارا، هذا هو السبب الذي جعل شارع ليو لي تشانغ يتطور باستمرار وقال شياو تشا إنه لا يحب الخطوط الصينية فحسب ، بل يكن مشاعر مميزة لكل زقاق حتى هذا الشارع كله . حيث قال :

(أسامة ) " هذا الشارع والشوارع المجاورة له تم حفظها بصورة كاملة ، إني ما زلت أتذكر أني كنت أتمشى من بوابة تشيان مون الى شارع ليو لي تشانغ في المرة الأولى التي زرت فيها هذه المنطقة . وخلال ساعتين أو ثلاث ساعات من الرحلة ، شاهدت كثيرا من الأشياء التي أثارت إعجابا شديدا ، إنه أمر لطيف".

(أسامة) ومن خيالنا أن العيش في هذا الشارع القديم التقليدي يكون أمرا لطيفا وممتعا . التقينا مع السيدة تشانغ التي كانت تتجول في شارع ليو لي تشانغ . وقالت لنا إن هذا الشارع مفعم بذكريات طفولتها.

(شادية ) "أشعر بأن هذا الشارع مفعم بالخصائص التقليدية ، والعلاقات بين الناس ودية ولطيفة ، وتباع التحف والرسومات والخطوط التقليدية في هذا الشارع بشكل رئيسي ، وفي ذهني ، كان الشارع ليس منبسطا الى هذا الحد ، ووضعه الحالي ممتاز للغاية . "

(أسامة ) وأضافت السيدة تشانغ أنه لا يمكن التحدث بصوت عال في هذا الشارع المفعم ب النكهة الثقافية". فلا داعي للعجب أن الكثير من أولياء الأمور يفضلون إحضار أولادهم الى هنا للتمتع بالجو الثقافي .

أتى زوجان Preci من فرنسا الى بكين للعمل قبل شهر. ابنتهما في السادس من عمرها والتحقت بالمدرسة الابتدائية ، أما إبنهما الصغير، فعمره أربع سنوات فقط ، فما زال موجودا في دور الحضانة. لكنهما بدآ في تعلم الخط الصيني في المدرسة! وعند عطلة نهاية الاسبوع، تأتى الأسرة الى شارع ليو لي تشانغ لشراء الحبر والريشة الصينية في حين يتسمتع بجو الثقافة العريقة .

مستمعينا الأعزاء ، لنستريح قليلا ونستمتع بأغنية صينية جميلة ، ثم نعود ونواصل حديثنا عن شارع ليو لي تشانغ الثقافي ونقدم لكم محل رونغ باو تشاي في مدينة بكين بصورة خاصة .

(شادية ) يقع محل رونغ باو تشاي للرسوم عند رقم 19 من شارع ليو لي تشانغ الغربي بحي شيوان وو في مدينة بكين، ويشتهر بفنونه الساحرة للطباعة المائية بالخشب المحفور. كانت فنون الطباعة الصينية القديمة مصدرا لفنون الطباعة المائية بالخشب المحفور لمحل رونغ باو تشاي.

وقبل الطباعة، يعد الحرفيون عدة لوحات خشبية لتقليد مختلف أجزاء الرسم الأصلي حسب أشكال وألوان الخط باستخدام الحفر الغائر والنافر، ثم يرتبون اللوحات المحفورة ويطبعون الرسم الأصلي باستخدام اللوحات المتراكمة حسب ظلال الألوان.

وإن الطباعة المائية بالخشب المحفور، فن يدوي يحتوي على خطوات قو ( تقسيم اللوحات )، كه ( حفر اللوحات )، ين ( الطباعة ) وغيرها من الخطوات الأساسية، إضافة إلى النحت والانتقاء والنفض والنسخ وغيرها من المهارات المميزة، ويستخدم القلم والسكين والفرشاة وأصباغ الرسم الصيني التقليدي والماء كأدوات أساسية، لطلب إسترداد اشكال الفن، القلم والحبر، الروعة من الرسم والخط التقليدي .

(أسامة ) حسب الوثائق التاريخية، ظهرت الطباعة المحفورة الصينية في عهد أسرة سوي الملكية. وفي عام 1896 ميلاديا، وظف محل رونغ باو تشاي العديد من الحرفيين البارعين في النحت والطباعة، ثم طبعت كمية كبيرة من أوراق القصائد والرسائل الجميلة الدقيقة. وفي فترة الجمهورية الصينية، أعاد المحل إصدار (( سجل أوراق شي تشو تشاي )) مما جعل فنون الطباعة الملونة المتراكمة تتطور كثيرا. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، أصبح محل رونغ باو تشاي الذي استطاع قبل ذلك الوقت طباعة الأوراق الصغيرة فقط، أصبح قادرا على طباعة (( رسم الحصان الراكض )) و(( رسم الخادمة الشابة )) و(( رسم الغناء )) وغيرها من الأعمال الفنية الكبيرة باستخدام فنون الطباعة المائية بالخشب المحفور، الأمر الذي يرمز إلى ذروة فنون الطباعة المحفورة.

ورثت فنون الطباعة المائية بالخشب المحفور لمحل رونغ باو تشاي جوهر فنون الطباعة المحفورة الصينية التقليدية، وتتصف بقيمة فنية عالية، لذا فمن اللازم أن تلقى حماية فعالية وتتوارث جيلا بعد جيل.

(شادية ) مستمعينا الأعزاء، الى هنا تنتهي حلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي: "الثقافة والفنون" من إعداد وتقديم شادية يوان تشنغ وأستاذ أسامة مختار. وشكرا على حسن متابعتكم ! وللمزيد من المعلومات ، تفضلوا بتصفح موقعنا على شبكة الانترنت بعنوان: www.arabic.com.cn. والى اللقاء في الأسبوع المقبل مع أطيب التمنيات من اذاعة الصين الدولية ! ومع السلامة !