|
||
cri (GMT+08:00) 2013-03-11 13:10:55 |
تمثال بوذا المتكئ
معبد دافوه من أشهر المقاصد السياحية في تشانغيه. في سنة 1098 ميلادية بدأ بناء هذا المعبد الذي يحتضن أكبر تمثال داخلي متكئ لبوذا في آسيا، وهو تمثال نيرفانا لساكياموني. يبلغ ارتفاع التمثال 5ر34 مترا وعرضه 5ر7 أمتار، ويصل طول أذن التمثال إلى نحو أربعة أمتار وطول قدمه 2ر5 أمتار. يتسع وسط التمثال لاستلقاء شخص واحد، وتتسع أذنه لجلوس ثمانية أشخاص جنبا إلى جنب.
بني تمثال بوذا المتكئ من الداخل إلى الخارج، أي بني هيكل التمثال الخشبي أولا، ثم أضيفت الألواح الخشبية إلى الهيكل، وبعد ذلك دهنت الألواح الخشبية بالطين وتم الرسم عليها.
توجد في داخل المعبد بعض اللوحات الجدارية، ومنها لوحة تصور رواية "الحج إلى الغرب"، التي تضم قصصا مثيرة للكبار والصغار في كل العصور.
ويقال إن القائد المغولي قوبلاي خان (1215- 1294) ولد في معبد دافوه، كما أقام الرحالة الإيطالي المعروف ماركو بولو في تشانغيه لمدة سنة، زار خلالها معبد دافوه عدة مرات.
في مكتبة المعبد عدد كبير من الكتب البوذية المقدسة القديمة، التي مازالت محفوظة جيدا برغم ما مر عليها من حروب واضطرابات خلال أكثر من ستمائة سنة. في سنة 1937، عندما قذفت الطائرات اليابانية منطقة لانتشو بالقنابل، وكانت قوات الكومينتانغ الصينية تنوي أن ترابط في معبد دافوه، فقرر تشانغ شنغ وي، رئيس الجمعية البوذية في تشانغيه، نقل هذه الكتب المقدسة إلى أعماق جبال تشيليان تحسبا لأعمال تخريبية، ثم تم شحنها إلى المعبد سرا فيما بعد وحفظها في كوخ خلف المكتبة. هذا السر لا يعرفه إلا عدد قليل جدا من الرهبان البوذيين. في سنة 1975، شب حريق في المعبد، وأثناء عملية الإطفاء عُثر على هذه الكتب المقدسة محفوظة بشكل سليم.
ملامح "دانشيا"
تضاريس "دانشيا" من الأنماط الجغرافية الفريدة التي تشكلت نتيجة تآكل الصخور بفعل الرياح والمياه لسنوات طويلة في المناطق الجبلية بصحراء غوبي. تظهر هذه التضاريس في محافظتي لينتسه وسونان في تشانغيه.
"دانشيا" كلمة صينية تعني "السحب الحمراء". في مناطق جنوبي الصين مثل مقاطعة قوانغدونغ، كان القدماء يشاهدون في الوديان الخضراء قمما شاهقة وصخورا ضخمة لونها أحمر ناري مثل السحب الوردية، فأطلقوا على هذه الملامح الطوبوغرافية اسم "دانشيا". يوجد في الصين الآن أكثر من 650 موقعا لتضاريس "دانشيا"، من أكبرها مساحة تشانغيه التي تغطي أكثر من ثلاثمائة كيلومتر مربع.
وفي سنة 1928، أطلق عالم الطبوغرافيا الصيني فنغ جينغ لان اسم "طبقة دانشيا" على هذا النوع من التكوينات الجيولوجية. وفي سنة 1939، أطلق الجيولوجي الصيني تشن قوه دا، على هذه الملامح الأرضية اسم "تضاريس دانشيا". ومن هنا بدأت دراسة تضاريس "دانشيا" رسميا. وبعد بحوث طويلة قام بها العلماء الصينيون، تم تأسيس علم طبوغرافيا "دانشيا" باعتباره أحد فروع الجغرافيا.
من أبرز سمات تضاريس "دانشيا"، انتشار الصخور القارية الحمراء المفتتة على نطاق واسع بحيث شكلت جبالا متناثرة القمم وشديدة الانحدار، تبدو وكأنها جدران صخرية أو أعمدة صخرية بأشكال غريبة. تضاريس "دانشيا" في الصين وافرة المياه وغنية بالنباتات. تحيط بمعظم القمم الحمراء شبكات من الأنهار، كما هو الحال في المناطق الجبلية الواسعة في تخوم مقاطعات هونان وتشجيانغ وجيانغشي وفوجيان وقويتشو وقوانغدونغ بجنوبي الصين.
تضاريس "دانشيا" ليست في الصين وحدها، حيث يوجد أحد عشر موقعا على الأقل من مواقع التراث العالمي التي أقرتها لجنة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) تنتمي إلى تضاريس "دانشيا" كليا أو جزئيا، منها حديقة كانايما الوطنية التي يقع فيها أعلى مسقط مائي في العالم- شلالات آنجل في فنزويلا، وحديقة يولورو كاتا- تيوتا الوطنية التي تضم صخرة أيرس المشهورة بأنها أضخم صخرة في العالم في أستراليا، وحديقة جراند كانيون الوطنية في ولاية أريزونا على هضبة كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، فهي ملامح نموذجية لتضاريس "دانشيا". غير أن ملامح جراند كانيون تنتمي إلى الفترة الأخيرة من مراحل النشوء الجيولوجي، أما تضاريس "دانشيا" في تشانغيه فتنتمي إلى فترة ذروة النشوء الجيولوجي، وتختلف عن ملامح جراند كانيون تماما. تضاريس "دانشيا" في تشانغيه ومناطق الصين الأخرى هي أكبر مجموعة من طوبوغرافيا دانشيا في العالم مساحة، وأكثرها نموذجية في النشوء، وأكملها في الأنواع، وأوفرها في الأشكال. وأكد خبراء اليونسكو قيمتها تأكيدا تاما.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |