فنغشيان: حي احترام الأفاضل

منطقة نانتشياو الجديدة

تعكف شانغهاي حاليا على تطوير ثلاث مناطق جديدة: منطقة نانتشياو ومنطقة تشينغبو ومنطقة جيادينغ، ومن المتوقع أن تصبح هذه المناطق مقاصد سكن جديدة لأبناء شانغهاي.

وتبلغ المساحة المخططة لمنطقة نانتشياو 84 كيلومترا مربعا، ومن المتوقع أن يتراوح عدد المقيمين بها بين 750 ألفا ومليون فرد، وستصبح مركزا سياسيا واقتصاديا وثقافيا في حي فنغشيان، ومنطقة مركزية لتقديم الخدمات الشاملة للضفة الشمالية لخليج هانغتشو بشانغهاي، ومحورا مهما ونافذة رئيسية لخدمة المنطقة الجنوبية بدلتا نهر اليانغتسي ومنطقة بودونغ الكبرى.

ومنطقة شانغهاي تشييوي، مركز منطقة نانتشياو الجديدة، تتكون من منطقة الغابات الإيكولوجية المركزية بمساحة 78ر4 كيلومترات مربعة، ومشروع شانغهايتشويوي (سمك شانغهاي) على مساحة 3ر2 كيلومتر مربع فوق المياه. ويبدو موقع هذا المشروع على شكل سمكة، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء: رأس السمكة وجسمها وذيلها.

وتبنى في منطقة شانغهاي تشييوي أحياء سكنية عالية الجودة ومناطق سياحية ذات خصائص مميزة وجزيرة إيكولوجية ومتحف للقوارب وشوارع تجارية ساحلية وفنادق خمس نجوم، وبعد الانتهاء من بنائها، ستتجاوز جزيرة النخيل بدبي، ثامن عجائب الدنيا الحديثة، من حيث فكرة البناء والمنشآت والمرافق.

أصدقائي، إذا أتيحت لكم فرصة زيارة فنغشيان، فستشعرون برغبة جارفة لزيارة حي احترام الأفاضل ليس لمرة واحدة، بل عدة مرات؛ كما إن مزاياها العديدة ستستحثكم لاختيارها مكانا للإقامة الدائمة. من تتاح له فرصة زيارة الصين، سيرى الكثير من المناطق الجديرة بالزيارة، ولكن فنغشيان الرائعة أجمل من غيرها. ونتمنى أن تستمتعوا بكل ما فيها، وننتظر منكم أن تكتبوا لنا عنها وعن كل الصين.

أيها الأصدقاء، لنسترح قليلا وندعوكم للاستماع إلى أغنية بوب تحمل عنوان: الإيمان، تقدمها لنا مطربة شابة من بلدية شانغهاي، اسمها شانغ ون جيه، توضح المطربة لنا أن الحب هو روح الإيمان. وبعد ذلك، نواصل تجوالنا في تلك البلدية الساحرة بالشرق الأقصى، والمحطة التالية هي معبد تشنغهوانغ القديم، فابقوا معنا!

الملامح المميزة لمعبد تشنغهوانغ بشانغهاي

في وسط مدينة شانغهاي مكان خاص توجد فيه حديقة نباتات هادئة وفيه أيضا شوارع تجارية مزدهرة وعدد من المقاهي التي تقدم الشاي بأنواعه ومحلات قديمة بعضها يعود تاريخه إلى ما يزيد على مائة سنة، والمكان الذي نحدثكم عنه اليوم هو "معبد تشنغهوانغ القديم" الذي أصبح علامة مميزة لشانغهاي.

معبد تشنغهوانغ هو المعبد الذي كان يقدم فيه الطاويون الأضاحي للإله الخاص بحماية المدينة، ولكن معبد تشنغهوانغ القديم الذي نتحدث عنه اليوم له معنى آخر. كان يوجد هنا فعلا معبد تشنغهوانغ الذي أنشيء في مطلع القرن الخامس عشر، وعلى مدى مئات السنين ، ظل المعبد والمناطق المجاورة مكتظين بالتجار وشكلوا حزاما تجاريا مزدهرا جدا. والآن عندما يذكر مواطنو شانغهاي هذا المعبد، فلا يقصدون المعبد نفسه فحسب، بل يقصدون أيضا الشوارع القديمة التي على مقربة منه، ويسميه مواطنو شانغهاي ب"معبد تشنغ هوانغ القديم".

وأكثر شيء لا يمكن أن ننساه في معبد تشنغهوانغ القديم هو مأكولات شانغهاي المتميزة. فيوجد على جانبي شارع يبلغ طوله عشرات الأمتار العديد من محلات الطعام التي تضم كافة مأكولات شانغهاي المتميزة تقريبا، ويعتبر هذا الشارع مملكة المأكولات المتميزة بالفعل. وأشهر المحلات هو "مطعم نان شيانغ للخبز المطهو على البخار"، والملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا زارته خلال جولتها في مدينة شانغهاي. ليس من الصعب إيجاد هذا المطعم حيث يمكن للزوار أن يشاهدوا طابورا طويلا من الناس مصطفين دائما أمام محل، ويدعى هذا المحل بمطعم نانشيانغ المتخصص في طهو الخبز على البخار.

وفي الحقيقة فإن الخبز المطبوخ في إناء التسخين المصنوع من الخيزران الذي يبيعه هذا المطعم هو نوع من العجين المكور المحشو باللحم، فمواطنو شانغهاي يسمون الأخير الخبز بالبخار وهذا يختلف عما يسميه مواطنو شمال الصين. عدد كثير من الناس يأتون إلى مطعم نانشيانغ للخبز لأكل هذا النوع من الخبز ، وليس من السهل عليهم أن يجدوا مكانا لهم ليجلسوا فيه لتناول الطعام، لذلك فإن معظم الزبائن يختارون أسلوب شراء الخبز من أمام شباك معين بعد الانتظار في صف طويل ثم يحملون الخبز ويأكلونه باستخدام علبة ورقية. إذا أردت الشراء، فلا بد من أن تنتظر على مدى 15 دقيقة على الأقل حتى تحصل على الخبز اللذيذ.

خبز نانشيانغ له تاريخ يمتد لمائة سنة وهو مشهور برقة قشره وكثرة محتوياته ولذة ذوقه. وحجمه صغير وشكله رقيق ، ولونه شبه شفاف. خذ واحدا والمس وجهه ستجد أن مرقه سيميل إلى الصحن وهذا مثير لشهية الناس.

والآن في شانغهاي لا يمكن للناس أن يأكلوا العديد من المأكولات التقليدية الخالصة إلا في معبد تشنغهوانغ القديم. وبالنسبة لمواطني شانغهاي، فإن كعكة رأس السنة والكعكة الصغيرة بالسمسم وكرات الرز اللزج وغيرها من المأكولات التقليدية المتميزة تجعل الناس يحسون بمتعة التذوق.

وبعد أكل الطعام التقليدي في هذا الشارع المليء بالمطاعم ، يمكنك أن تتجول في شارع قديم تقع على جانبيه العديد من المحلات والمتاجر. ويبلغ عرض هذا الشارع الممهد بالبلاط الصخري ثلاثة أمتار فقط، ومعظم المحلات الواقعة على جانبيه تتكون من طابقين وتعلق عليها مختلف اللوحات المكتوبة عليها كلمات مثل "ملك أمشاط الخشب" و"المراوح" و"الشاي" وغيرها، وإذا أَجَلْتَ نظرك عند المشي، فستجد أن هذه اللوحات واضحة جدا. ولهذه المحلات شبابيك مجوفة وأفاريز، وكل ذلك يجسد الذوق الصيني.

إن معبد شنغهوانغ القديم مكان مزدهر. وربما لا يمكنك أن تتصور أن يوجد في هذا المكان حديقة كلاسيكية أنيقة هادئة وهي حديقة يويوان المسماة ب"غابة المدينة". يرجع تاريخ هذه الحديقة إلى ما قبل أربعمائة سنة ويذكر أنها كانت بستانا وقد بناها مسؤول لوالده ليتمتع الأخير بشيخوخته.

تبلغ مساحة حديقة يويوان هكتارين وفيها أكثر من عشرين بناية مختلفة حيث تتلاصق المباني وتحفها الجبال والصخور و الأشجار والأعشاب الخضراء. وأشهر ما في الحديقة جبل صناعي مكون من آلاف الصخور الصفراء ويبلغ ارتفاعه أربعة عشر مترا وهو أقدم وأجمل وأكبر جبل صناعي موجود حاليا في جنوب الصين.

في هذه الحديقة القديمة، كل شجرة لها تاريخ خاص وكل بناية لها قصة معنية.

في حديقة يويوان، يمكنك أن تجد مكانا للجلوس في أي وقت وتشهد ظلال الخيزران المنعكسة على الجدران والسقوف المنقوشة بلوحات الكركي أو التنين والأشجار التي زرعها أصحاب الحديقة قبل مئات السنين والنحت الخشبي والنقش الطوبي الدقيق والجميل. وأجمل شيء يمكنك أن تفعله هنا هو إطعام الأسماك حيث تتنشق رائحة الوستاريا الصينية التي تتمتع بمائة سنة من التاريخ وترى تنافس أسماك الشبوط الحمراء أو المرقشة على الأطعمة وانسياب المياه الصافية من بعد، هنا ستشعر بالراحة والهدوء.