|
||
cri (GMT+08:00) 2013-11-15 14:45:05 |
تتطلب أوبرا بكين المزيد من الاهتمام بهدف نهوضها
منذ دخول فرقة أوبرا آنهوى مدينة بكين عام 1790، يمتد تاريخ أوبرا بكين أكثر من 200 سنة ، حيث شهدت أوبرا بكين تطورات سريعة ، وشكلت أسلوب تمثيل مميزا لها ، وأصبحت ناضجة بصورة تدريجية حتى الوصول الى ذروتها في القرن العشرين باعتبارها خلاصة الفن الصينى التقليدي. ولكن في يومنا هذا ، يواجه هذا الفن التقليدي العريق مثل الفنون التقليدية الأخرى تحديات من النسيان والاهمال والتجاهل في آن واحد . فتتطلب أوبرا بكين المزيد من الاهتمام بهدف نهوضها .
تعتبر أوبرا بكين جوهرا ثقافيا للأمة الصينية يجسد الموسيقى والأدب والتاريخ والجمال التقليدي كلها على حد سواء . كيف نطور أوبرا بكين في عصرنا الحديث وجعلها تعيد إظهار براعتها ورونقها في الأيام الماضية ؟
وكان الفنان العظيم لأوبرا بكين مى لان فانغ أكد أن كل شيء يتقدم ويتطور مع تغييره وإصلاحه . " وخلال السنوات الأخيرة ، قامت الهيئات الوطنية ذات الصلة وشخصيات أوساط أوبرا بكين بالعديد من تجارب الابداع والاصلاح المتمثلة في تعميم أوبرا بكين في المدارس الابتدائية والاعدادية وتحديث أوبرا بكين وتحويل أسلوب أداء أوبرا بكين على نمط أداء الدراما المسرحية وغير ذلك. الأمر الذي صب دما جديدا الى أوبرا بكين . وقال تشانغ ياو مدير قسم أوبرا بكين التابع لأكاديمية الصينية للاوبرات :
" قامت الحكومة الصينية و الهيئات الوطنية بتعميم أوبرا بكين بين الشباب الصينيين خاصة داخل المدارس الاعدادية والابتدائية، وهذه الاجراءات لم تهدف الى تأهيل هواة أوبرا بكين ، بل الى تعريفهم على أوبرا بكين والاوبرات الصينية الأخرى ،وعلى سبيل المثال إن الكاتب التايواني باي شيان يونغ قام بترويج أوبرا كونتشو الى جامعة بكين، ولقي أوبرا كونتشو اقبالا عظيما من قبل الطلاب الجامعيين ،هذا الأمر يدل على أن الطلاب الصينيين لم يرفضوا الثقافة التقليدية الصينية ، فينبغي علينا إرشادهم بطريق صحيح. "
أشرف الكاتب التايواني باي شيان يونغ على إعادة تأليف أوبرا كونتشو " مقصورة الوردة " حيث أجرى تعديلا واصلاحا شجاعا من حيث السيناريو والموسيقي والألحان والملابس والتصميم المسرحي وغيرها ودمج موسيقي الابرات المحلية الصينية التقليدية مع موسيقي الاوبرا الغربية .
ابتداء من شهر إبريل عام 2004، بدأت أوبرا كونتشو " مقصورة الوردة " الجديدة الطبعة عروضا تجوالية في العالم ، الأمر الذي حصل على تقدير عال على نطاق واسع وردود أفعال قوية من قبل المشاهدين وخاصة الشباب . هناك تقارير تفيد بأن نسخة مميزة للشباب من أوبرا كونتشو " مقصورة الوردة " خفضت معدل أعمار المشاهدين ب30 عاما، مما حسن الذوق الفني للشباب .
تعزيز الوعي بحماية التقاليد في حين إجراء الاصلاح والابداع هو آراء مشتركة توصلت اليها خبراء الأوبرات المحلية الصينية والفنانون . وبالنسبة الى قضية إدخال عناصر حديثة الى أوبرا بكين ، أكدت لي وي كانغ فنانة أوبرا بكين المشهورة :
" أوبرا بكين هي فن تخطيطي حر أفسح مجالا واسعا للتصور والخيال . وفي عصرنا ، شهد الفن تطورا كبيرا، فلن أعارض استخدام الأساليب الحديثة في الإضاءة وتصميم المسرح من أجل تلبية احتياجات المشاهدين، لكن أصر على إبقاء الخصائص المميزة لأوبرا بكين باعتبارها فنا تخطيطيا حرا .
وفي هذا الصدد ، قال ياى شياو لان فنان أوبرا بكين المشهور:
" يعين على تحديث أوبرا بكين أن يلائم احتياجات التطور الذاتي في الوقت الذي يحاول امتصاص واستيعاب الخصائص المميزة من الفنون الأخرى . على سبيل المثال، بط بكين المقلي يحافظ على طعمه الأصلي، واذا وضعت توابل أخرى، سيتغير طعمه تماما. وأوبرا بكين هي شأنها شأن بط بكين . "
وفي الواقع، فإن المشاكل التي تواجهها أوبرا بكين هي قلق مشرك بالنسبة الى معظم الفنون التقليدية الصينية ، طالما تحافظ أوبرا بكين على وراثة الخصائص التقليدية في حين تتغير وتتحسن مع تقدم العصر ، فإن حيويتها وجاذبتيها ستبقى الى الأبد .
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |