CRI Online

السيدة وانغ ين شيان ----الفنانة العظيمة في إنتاج ابريق الشاي –ييشينغ زيشا وحياتها الاسطورية

cri       (GMT+08:00) 2013-12-06 09:50:59

إنها وارثة تمثيلية لفن انتاج ييشينغ زيشا الذي أدرج ضمن الدفعة الأولي من مشروعات الثقافة غير المادي على مستوى الوطن . إنها كانت تتعلم من الفنانين العظماء السبع على التوالي، بمن فيهم وو يون قنغ وجيانغ رونغ وفي شي مين وجو كه شين وغيرهم . إنها ماهرة في استيعاب ودمج تفوقات الفنانين الآخرين وتحويلها الى فن عظيم وطبيعي وكامل يجسد خصائص الجمال والثبات والمهابة والعظمة من خلال أسلوب الانتاج الدقيق. فهناك العديد من أعمالها الممتازة تم الحفاظ عليها في متحف القصر الامبراطوري وبرج زيقوانغ بجونغ نان هاي والمتحف البريطاني وغيرها من الهيئات الثقافية، ها هي وانغ ين شيان --الفنانة الصينية العظيمة المعاصرة لانتاج ييشينغ زيشا.

ولدت وانغ ين شيان في بلدة دينغ شيو بمدينة ييشينغ بمقاطعة جيانغسو شريقي الصين في اربعينات القرن الماضي . حيث تشتهر باسم "عاصمة الفخار الصيني"، ويرجع تاريخ إنتاج فخار ييشينغ الى ما قبل أكثر من 600 سنة ، فلقي اقبالا عظيما من هواة الشاي من داخل الصين وخارجها.

كانت عائلة وانغ ين شيان تعتمد على إنتاج ضروريات ييشينغ زيشا اليومية لكسب الزرق، فبدأت تعلم هذا الفن منذ صغرها . وفي عام 1956، اختارت وانغ ين شيان العمل في إنتاج فخار ييشينغ زيشا كوظيفة. وقالت إن تجربتها أثناء دراستها الابتدائية غرست بذورة في قلبها الذي يشتاق الى ممارسة إنتاج فخار ييشينغ زيشا في المستقبل.

" إني أتذكر أنه في فترة وجودي في الصف الخامس من المدرسة الابتدائية ، كانت حكومة بلدة دينغ شيو تقيم معرضا للمنتجات المميزة ببلدتي على ملعب مدرستنا. وفي ذلك الوقت ، لاحظت بعض الأشغال اليدوية الصغيرة المصنوعة من زيشا، مثل ابريق الشاي والفواكه وغير ذلك، ما أعجبني كثيرا ، رغم أن المستلزمات اليومية في عائلتي كانت مصنوعة من الفخار، إلا أني لم أفكر في أن فخار ييشينغ زيشا دقيقة الى هذا الحد . فعزمت أن أمارس إنتاج زيشا عندما أكبر. "

بعد دخول وانغ ين شيان مصنع فن إنتاج فخار ييشينغ زيشا بمدينة ييشينغ، بدأت تتعلم من فنان وو يون قنغ الذي اعتبر ممثلا بازرا معاصرا لنشر فن انتاج فخار ييشينغ زيشا . يتميز أسلوبه بالبساطة والثبات .وبعد متابعته لمدة أكثر من سنة ، أرست وانغ ين شيان أساسا متينا لفنها ونحجت في جميع الامتحانات الصارمة من كل المراحل ، الأمر الذي يمثل أفضل بداية لمشوارها الفني .

" في البداية ، كنت أعمل أعمالا أساسية. مثل إنتاج المواد الخام ، فيتعين علي النجاح في كل مراحل من الإنتاج . ووجدت أن إرشاد المعلم كان منظما وله ترتيبات كاملة خلال السنتين الاوليتين. "

بعد إرساء وانغ ين شيان أساس متين ، بدأت وانغ ين شيان التعلم من العديد من الفنانين المشهورين مثل جيانغ رونغ وبي شي مين وجو كه شين .ونظرا لتقدماتها السريعة ، ارتقت وانغ ين شيان الى منصب المعلم بصورة استثنائية خلال أقل من السنتين. ومع تعمق الدراسة ، أصبح مستوى فنها أكثر نضوجا حيث أتاحت تجربة قبيل التخرج فرصة سانحة لتحسين مستوى فنها بخطوة كبيرة .

(شادية ) "عام 1959، أرسلنا المصنع الى متحف نانجينغ للزيارة ، حيث لاحظنا تحفا من الدرجة الأولى على مستوى الوطن وهو كأس الخوخ الذي صنعه فنان شيانغ شينغ سي ،وشعرنا بإعجاب شديد. فاقترض مدير المصنع هذا الكأس من المتحف، واستدعي الفنان جو كه شي لتقليده. وفي ذلك الوقت، كنت أتعلم منه بجانبه. "

وخلال أربعة أشهر ، تأثرت وانغ ين شيان تأثيرا عميقا من معلمه جو كه شي الذي انخرط في العمل حتى نسي الطعام ولم يعرف الراحة . وبعد نحاجهما في إنتاج أول كأس خوخ مقلد، بدأت وانغ ين شيان مشوارها الفني رسميا.

عندما تتحدث وانغ ين شيان عن مشوارها الفني الذي امتد لأكثر من 50 عاما ، دائما ما تقول بكل تواضع إنها كانت تواجه العديد من الفرص الساحنة : في عام 1973، إرسلت وانغ ين شيان الى معهد بحوث إنتاج ييشينغ زيشا لممارسة التصميم ، وفي عام 1975، أرسلت الى الاكاديمية المركزية للفنون الجميلة للدراسة. حيث شهد مستواها الفني تقدمات كبيرة ، مما وسع آفاق النظرة في تصميم وإنتاج المنتجات الفخارية الجديدة .

 " كنت شاهدت شجرة صنوبر في المعبد السماوي ببكين، إنها شكلها يشبه تسعة تنين تتسلق على الشجرة ، وبعد العودة ، فكرت في إنتاج ابريق الشاي وفق هذا الشكل. "

تهتم الفنانة وانغ ين شيان بتفسير الجمال الطبيعي والحيوية المرتفعة من خلال إنتاج فخار ييشينغ زيشيا الناعمة بصورة بسيطة ودقيقة ، .وشاركت أعمالها الرائعة في مختلف المعارض الخاصة للفخار من داخل الصين وخارجها . وبعضها الآخر أهديت الى قادة الدول الأجنبية .

وترى الفنانة وانغ ين شيان أن فخار ييشينغ زيشا ذائع الصيت في العالم كان بسبب جهود مشتركة من المتخصصين مع إتاحة فرصة سانحة لتطوير هذه الصناعة . وقالت إن ظهور حمي ييشينغ زيشا بهونغ كونغ في ثمانيات القرن الماضيى جعل ييشينغ زيشا تزدهر من بر الصين الرئيسي الى هونج كونج والى تايوان والى العالم أيضا.

 " أقامت العديد من الشركات بهونغ كونغ بالمعرض على التوالي مع نشر مجلات متعلقة بفخار ييشيغ زيشا. وكنا نجري التبادلات الثقافية مع أبناء هونغ كونغ وتايوان وجها لوجه، فتوسعت تأثيرات ييشينغ زيشا تدريجيا. فيمكن القول إن صناعة انتاج فخار ييشيغ زيشا استفادت من سياسة الاصلاح والانفتاح على الخارج باعتبارها فرصة سانحة . "

كان للفنانة وانغ ين شيان العديد من التلاميذ حتى أن يمارس إبنها وابنتها أيضا في إنتاج الفخار ييشينغ زيشا. الآن ، غالبا ما تذهب الى المعهد المهني لارشاد الطلاب لأنها شغوفة بهذا الفن آملة في تحقيق هذا النوع من الفنون الوراثة

والتطور باستمرار.

إن فنون صناعة الفخار البنفسجي اليدوية لمدينة ييشينغ نوع من فنون صناعة الفخار الشعبية التقليدية التي تنتشر في بلدة دينغ شو التابعة لمدينة ييشينغ بمقاطعة جيانغسو. ويرجع تاريخ هذه الفنون إلى ما قبل أكثر من ستمائة سنة حيث نشأت في عهد أسرتي سونغ ويوان الملكيتين، ثم نضجت في عهد أسرة مينغ الملكية. وتستخدم نوعا مميزا من الصلصال الذي يتوفر في مدينة ييشينغ فقط كمادة خام. ويتمتع هذا الصلصال بهيكل ذري وطبقتين من فتحات التهوية، وينقسم إلى أنواع مختلفة مثل الصلصال البنفسجي والأحمر والأخضر. وعند صناعة الفخار البنفسجي، يستعمل الحرفيون أكثر من مائة أداة يصنعونها بأنفسهم ويقوم بدق لوحات الصلصال، وتشكيل الأواني الفخارية، وصقل السطح، ونحت الزخارف وغيرها من الخطوات.

إن إبريق الشاي نوع تمثيلي لأواني الفخار البنفسجي بييشينغ، وتنقسم إلى إبريق بدون زخرفة ( المستدير والمربع )، والإبريق ذي زخرفة الأضلاع، والإبريق ذي زخرفة الزهور وغيرها من الأنماط المختلفة. وعادة لا يطلي الحرفيون داخل وخارج الإبريق بالمينا لحفظ جماله الطبيعي. وبالإضافة إلى ذلك، كانت قدرته العالية على التهوية تجعل الناس يستمتعون بعطر الشاي الكامل، فيمكن القول إن إبريق الشاي المصنوع بالفخار البنفسجي جزء مهم من ثقافة الشاي الصينية التقليدية.

مع تطور ثقافة الشاي الصينية بعد أواخر عهد أسرة مينغ الملكية، أبدع حرفيو الفخار البنفسجي عدة فنون تزيين جديدة بما فيها النحت على الفخار، تحلية الفخار بالذهب والفضة واليشم والطين الملون والخشب الأحمر والزهور الخزفية، تصفيح الفخار بالقصدير والدهان، الرسم بالطين، طلي الفخار بالمينا الملون والطلاء الزجاجي، النحت النافر، النحت المجوف، ضفر الطين، الطباعة بلوحة النموذج. وكان النحت على الفخار فنا أكثر نموذجية لفنون تزيين أواني الفخار البنفسجي، حيث يجمع بين فنون القصائد والرسم والخط الصينية التقليدية وصناعة الفخار البنفسجي بصورة ساحرة، ويتفق مع تذوق الأمة الصينية التقليدي خاصة تذوق المثقفين. لذا فظلت أواني الفخار البنفسجي تتميز بقيمة عملية وفنية في آن واحد. وبعد التوارث لآلاف السنين، ما زالت تعيش في حالة جيدة.

لكن المادة الخام لصناعة الفخار البنفسجي مورد معدني نادر جدا، وتواجه مشكلة التنمية المفرطة، فإن كمية أواني الفخار البنفسجي الممتازة تنخفض باستمرار، الأمر الذي يشكل صدمة كبيرة لفنون صناعة الفخار البنفسجي التقليدية، وأصبح توارث هذه الفنون اليدوية الشعبية القيمة مشكلة في حاجة ملحة لحلها.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي