انتشار ثقافة شرب الشاى في الولايات المتحدة

^{في متجر للشاي بسان فرانسيسكو، صاحب المتجر بقدم الشاي للمستهلكين}

إن شرب الشاى من التقاليد الراسخة في الصين وغيرها من الدول الآسيوية، أما الأشخاص الأمريكيون، فيحبون شرب القهوة العبقة المذاق، إلا أن هذه الظاهرة أصبحت تتغير في السنوات الأخيرة، حيث بدأت الثقافة الآسيوية المتعلقة بشرب الشاى تنتشر في الولايات المتحدة بشكل سريع، وليس الشيوخ هم من يشرب الشاى فحسب، بل ينضم إليهم أيضا الشباب

في الوقت الحالي، لم يعد مقهى الشاى مكانا ترفيهيا خاصا للصين واليابان والهند وغيرها من الدول الآسيوية فحسب، بل أصبح الكثير من الأمريكيين مولعين بشرب الشاى في مختلف الولايات بما فيها كاليفورنيا، وبدأ المزيد من الأمريكيين ينسجمون مع ثقافة شرب الشاى.

وأكدت جمعية الشاى الأمريكية أن دور الشاى في الحفاظ على صحة الجسم هو سبب رئيسي لاختيار المزيد من الأمريكيين شرب الشاى، لكون المواد المضادة للأكسدة البوليفينول ومركبات الفلافونويد موجودة في الشاى وتستطيع خفض مخاطر الإصابة بمرض السكر والسكتة الدماغية، بالإضافة إلى ذلك، فإنه مفيد للحفاظ على الرشاقة، لذلك، فإن الأمريكيين الذين يشربون الشاى ليسوا فقط المسنين الذين تتجاوز أعمارهم 50 سنة، فقد بدأ الشباب في العشرين من عمرهم يعزفون عن شرب القهوة من أجل شرب الشاى بمن فيهم LADY GAGA وغيرها من النجوم المشهورة، وهم يفضلون ذلك للحفاظ على صحتهم.

"أفضل شرب المزيد من الشاى لسبب واحد هو أن ثقافة الشاى وافرة جدا. إن أنواع الشاى المنتجة في مختلف الدول متنوعة وطريقة شربه مختلفة أيضا. يمكنك إضافة الحليب إلى الشاى. ومهما كانت الطريقة المتبعة في شرب الشاى، سواء أ كانت طريقة صينية أم طريقة يابانية، في كل الأحوال، فإن ثقافة الشاى جديرة بالاستكشاف."

^{في متجر للشاي بسان فرانسيسكو، صاحب المتجر بقدم الشاي للمستهلكين}

ومارس ديفيد إدارة مقهى الشاى في فيلا بيفرلي الجبلية لسنوات عديدة، وقد عايش تجربة تحول الشاى من مشروب خاص بالمسنين في البداية إلى مشروب يتناوله الجميع في الوقت الحالي، حيث قال:

"هناك الكثير من الشباب يقومون بزيارة هذا المكان لشرب الشاى. وفي الماضى، فإن الزبائن هم أشخاص من مواليد الخمسينات والستينات من القرن الماضي وهم من عشاق الشاى التقليديين. أما في الوقت الحالي، فإن لدينا الكثير من الزبائن الشباب مثل طلاب الجامعات والمدارس الثانوية. إن الشباب يرغبون أكثر في إجراء مزيد من البحوث عن ثقافة الأغذية واستكشاف أصلها، مثلا، يهتمون بشكل كبير بكيفية نمو الشاى وأنواع الشاى وغيرهما من المسائل، ويمكن لهذه المسائل أن تساعدهم على التعرف على ثقافة بعض الدول على نحو أفضل مثل بيئة النمو لشاى دارجيلنغ في الهند وكيفية نمو الشاى في الغابات العذراء بالصين. يعرف الشباب الجغرافيا والتجارة وثقافة الأغذية جيدا، وذلك هو ما يمين الشباب عن عشاق الشاى التقليديين."

يتناول الأمريكيون الشاى لاستعادة حيويتهم ونشاطهم، كما أن تناولهم للقهوة فهو لنفس الهدف، وتحتوي 240 مليليترا من القهوة المقطرة العادية على الكافيين البالغ وزنه 95 إلى 200 ميليغرام، أما في الشاى فهناك نفس الحجم، تحتوي على الكافيين بحوالي 14 إلى 61 ميليغرام، رغم أنه أقل مما في القهوة، لكن الشاى يتمتع بتأثير كبير في استعادة النشاط، بالإضافة إلى دوره في المحافظة على الصحة، فقد ازداد بشكل تدريجي عدد الأشخاص الأمريكيين الذين يفضلون شرب الشاى على القهوة، ونيك أحدهم، يعرف الثقافة الشرقية من خلال الشاى ويحب شرب الشاى بشكل كبير، وقال:

"أعتقد أن شرب الشاى مختلف عن شرب القهوة، إن شرب الشاى يجعلني هادئا وسريع التفكير، أعتقد أنه جاء مع الثقافة الشرقية. يمكن لشرب الشاى أن يجعلنا نركز انتباهنا، أما القهوة، فتجعلني شديد التأثر ومفعم بالحيوية. فأنا أفضل شرب الشاى أكثر."

لقد بدأ الأمريكيون شرب الشاى منذ زمن بعيد، لكنهم يستخدمون أكياس الشاى عادة. أما الآن، فإنهم يفضلون استخدام أوراق الشاى لإعداد الشاى كما أنهم لا يضيفون إليه الحليب والسكر ليتذوقوا نكهته الأصلية بسبب تأثرهم للثقافة الشرقية.