الصين وافريقيا تعززان التبادلات والتعاون في مجال المتحف

تمثال خشبي أفريقي معروض في متحف الصين الوطني

عقدت وزارة الثقافة الصينية مؤخرا "منتدى مديري المتاحف الصينية والافريقية" بمدينة بكين وكان موضوع المنتدى "تنمية المتاحف الصينية والافريقية وتعاونها"، حيث شارك فيه الكثير من الممثلين الصينيين والافريقيين المعنيين الذين تناقشوا حول السياسة والوضع الحالي واتجاه التنمية والتعاون والتبادلات للمتاحف الصينية والافريقية بشكل مشترك.

ألقى نائب رئيس مكتب الاتصالات الخارجية التابع لوزارة الثقافة الصينية السيد تشاو هايشنغ كلمة في المنتدى وأكد فيها بشكل كامل أهمية المزيد من تعزيز التبادلات والتعاون للثقافة الصينية والافريقية، حيث قال:

"تسجل المتاحف تاريخ الحضارة البشرية وتحمل ذاكرة الحضارة البشرية وتعمم إشراقة الحضارة البشرية. تملك كل من الصين وافريقيا تاريخا عريقا وحضارة مشرقة، وتتمتع التبادلات والتعاون بين المتاحف الصينية والافريقية بأهمية كبيرة لدفع تنمية قضية المتاحف الصينية والافريقية والحفاظ على تنوع الحضارة البشرية. نثق بأن التبادلات والتعاون بين المتاحف الصينية والافريقية ستحقق نتائج أكثر إثمارا من خلال عقد منتدى مديري المتاحف الصينية والافريقية هذه المرة."

وأكد تشاو هايشنغ أن التبادلات والتعاون المباشرة بين المتاحف الصينية والافريقية تتمتع بأهمية كبيرة لتعميق مفهوم التبادلات والتعاون للثقافة الصينية والافريقية، قد حققت الصين نتائج مثمرة في تعزيز التعاون بمجال المتاحف مع الدول الافريقية ، ووقعت الصين على الاتفاقيات المعنية مع كينيا ونيجيريا وموريشيوس والسنغال وغيرها من الدول الافريقية على التوالي، وقامت بالاستكشافات والتجارب المتنوعة للتعاون التفصيلي بين المتاحف الصينية والافريقية، مثلا، قام المتحف الوطني الصيني بالتعاون الفعال والطويل المدى مع المتحف الوطني الكيني في مجال استكشاف الآثار تحت الماء، وذهبت فرقة الخبراء لمتحف نانكين إلى لاغوس بنيجيريا للقيام بتدريب موظفي المتاحف النيجيريين حول كيفية الحفاظ على الآثار الثقافية وترميمها، كما جاء الخبراء الأثيوبيون في مجال المتاحف الثقافية إلى مقاطعة خنان بالصين للقيام بالتبادلات مع الهيئات الثقافية المحلية.

شارك مديرو المتاحف الوطنية ل14 دولة افريقية في هذا المنتدى، وأكد مدير المتحف الوطني الزيمبابوي جوسهوا تشيكوتشو فيه أن قضية المتاحف الزيمبابوية حصلت على دعم قوي من الصين، حيث قال:

"قدمت الصين مساعدة كبيرة لقضية المتاحف الزيمبابوية. وقعنا مؤخرا مع الحكومة الصينية على اتفاقية التعاون المعنية. إن تاريخ التعاون بين الصين وزيمبابوي طويل، وبدأ الكثير من التعاون بيننا منذ السبعينات من القرن الماضي. هناك آفاق تعاون واسعة بين الصين وزيمبابوي في مجال التراث الثقافي."

وقال السيد جوسهوا تشيكوتشو إن زيمبابوي تملك التراث التاريخي والثقافي الغني مثل الصين، وسميت هذه الدولة حسب اسم التراث التاريخي والثقافي المشهور لها "الزيمبابوي الكبير"، مضيفا أن الكثير من طرق الصين في تشغيل وإدارة المتاحف جديرة بالاقتداء، وتتطلع زيمبابوي بشكل كثير إلى تعزيز التبادلات والتعاون المعنية مع الصين.

وقال مدير المتحف الوطني الغاني زاقبا نارخ ويورتي إن تاريخ التبادلات الثقافية بين الصين والدول الافريقية طويل جدا، وإن تجارب الصين في إدارة المتاحف يمكنها توفير مرجع جيد للدول الافريقية، حيث قال:

"وقعت غانا والصين على الكثير من الاتفاقيات في مجال التبادلات الثقافية في الوقت الحالي، ونقوم بالتبادلات والتعاون في مجالات عديدة. هناك تبادلات واسعة بين الصين والدول الافريقية في التاريخ، وكان الخزف والعملات القديمة الصينية التي تحفظ في المتاحف الافريقية تدل على أن تبادلات الجانبين بدأت منذ زمن بعيد. تتمتع الصين بتاريخ طويل وتجارب وافرة في إدارة وحماية التحف التاريخية، فنأمل في الاستفادة من تجاربها. "

واعتقد مدير المتحف الوطني التنزاني ماواتسو رامادهاني أن المتاحف الافريقية تحتاج إلى تعزيز بناء قدراتها الذاتية، معبرا عن أمله في المزيد من التبادلات والتعاون مع الصين في هذا المجال، حيث قال:

"إن تاريخ التبادلات الثقافية الصينية والافريقية طويل. وبالنسبة إلى التبادلات بين المتاحف في الوقت الحالي، كانت المتاحف الافريقية تحتاج أولا إلى المزيد من تعزيز بناء قدرتها في بعض المجالات مثل تكنولوجيا إدارة الآثار وهذا مهم جدا لحماية المجموعات في متاحفنا، ومثل شرح المجموعات، تتمتع مجموعاتنا بالتاريخ الطويل وهناك أشياء كثيرة حولها ليست معروفة للجمهور، لذلك، إن الشرح مهم جدا، بالإضافة إلى ذلك، فإن تجارب الصين في إقامة المعارض الكبيرة مفيدة لنا كثيرا. نتطلع إلى تعزيز التبادلات والتعاون مع الصين."

لدى الصين والدول الافريقية تاريخ طويل وحضارة مشرقة. ولا شك في أن تعزيز التبادلات والتعاون بين المتاحف الصينية والافريقية سيدفع التبادلات والتعاون الثقافي بين الجانبين إلى مستوى جديد.