مدينة تشنغدو- مدينة مناسبة للعيش
في قلب سهل سيتشوان الخصيب تتربع تشنغدو، عاصمة مقاطعة سيشوان بغربي الصين. على مدى ألفين وخمسمائة عام عاش أبناؤها يرفلون في نعيم الحياة، الذي تتبدى معالمه في العدد الكبير من المقاهي والمطاعم المنتشرة بالمدينة، والعروض الفنية التي يقبل عليها الناس في وقت فراغهم وممارسة لعبتهم المحببة، ماجيانغ. هذا النمط من الحياة يثير إعجاب، وربما حسد أبناء المدن اللاهثة لدرجة أن المخرج الصيني تشانغ يي مو قال عنها ذات مرة: "هذه مدينة نذهب إليها ولا نريد أن نغادرها".
يحرص أبناء تشنغدو على التمتع بمباهج الحياة إلى الحد الأقصى. على الرغم من توفر سيارات النقل العام وسيارات الأجرة في المدينة إلا أنهم يفضلون اقتناء السيارات، فعدد السيارات في تشنغدو يحتل المرتبة الرابعة في الصين، وهو يتجاوز العدد في مدينة قوانغتشو الحديثة. بعضهم يقتني السيارات لغرض القيام بالسياحة في أيام العطلات، إذ يخرجون إلى المواقع المميزة القريبة من المدينة للتمتع بالزهور الجميلة والاستحمام في عيون المياه الحارة، وزيارة الريف صارت موضة بينهم، وتبلغ تكلفة قضاء يوم كامل في أي قرية ريفية عشرين يوانا.
في تشنغدو، لا يجوز أن تستند إلى نمط حياة الناس لتحكم على المستوى الاقتصادي لهم، فالجميع يعيش حياة مرفهة مترفة، أيا كان دخلهم الشهري، أربعمائة أو أربعة آلاف يوان. أحيانا، تصادف صاحب سيارة وليس ثريا، وأحيانا ترى شخصا يأكل الأطعمة الرخيصة في الشارع وهو ليس فقيرا. مفاهيم الحياة للناس هنا، أغنياء وفقراء، متشابهة والكل يسعى للحياة المريحة المنعمة.
بالإضافة إلى الترفيه، يهتم أبناء المدينة بالأكل، فهم يقودون سياراتهم مئات الكيلومترات، لا لشيء إلا للتمتع بوجبة من طعام لذيذ. هذه الولع بالأكل جعل قطاع الأطعمة يحقق ازدهار كبيرا بالمدينة، وأغرى أبناء المدن الأخرى بتذوق أطباق تشنغدو، فصارت شائعة وتقدمها المطاعم في أنحاء الصين.
