|
||
cri (GMT+08:00) 2014-05-23 14:23:51 |
بحير هولون
المسافة من هايلار إلى مانتشولي 220 كيلومترا، ويوجد خط سكة حديد بينهما، ولكن السفر بالسيارة الخاصة من هايلار إلى مانتشولي تجربة ممتعة تُحفر في الذاكرة.
مروج هولونبير هي مهد القوميات البدوية مثل قومية منغوليا. السيرعلى الطريق العام في المروج، وهو اتجاهان، يُشعرك في هبوطه وصعوده بأنك تركب سفينة في البحر.
هنا، الشمس تظهر حينا وتتوارى حينا آخر بين السحب البيضاء، فتضيء المروج وتظلمها، وتنتشر فوق الخيام المنغولية المبعثرة، وعندما يسقط المطر يكون مشهد قطعان الغنم والبقر والخيل لوحة فنية رائعة. وبعد المطر يظهر قوس قزح في سماء المروج، وسعداء الحظ يستمتعون باثنين من قوس قزح يظهران في نفس الوقت، وهي ظاهرة يعتقد الناس هنا أنها فأل خير.
ومن سمات قطعان البقر في هولونبير أنها عندما تعبر الطريق في المروج تتبختر متهادية، حتى وإن أطلق قادة السيارات أبواق سياراتهم، وهو مشهد يسمونه هنا بشرطة الطريق العام، ويقول سائقو السيارات إن البقر والخيل والغنم هي سادة المروج.
في الطريق بالمروج إذا رأى المسافر "أوباو" على طريقه، عليه أن ينزل من السيارة وأن يهدي هادا (وشاح حريري) له، ويبحث عن أحجار حوله، ويضعها فوق أوباو، في طقس يعتبر صلاة تجلب الحظ السعيد. في هذه المنطقة يتناقل الناس حكايات وأساطير حول أوباو، فيقال إن أبناء قومية منغوليا كانوا يعيشون حياة البداوة والقنص في قديم الزمان، وكانوا إذا مات أحدهم يضعونه فوق عربة يجرها البقر في المروج على غير هدي حتى تسقط جثة الميت من العربة البقر. وكانوا يحملون معهم في هذه السفرة جملا صغيرا يطعنونه بسكين ليقع دم منه في مكان سقوط الجثة، وفي العام التالي يأخذون ذات الجمل إلى مكان الميت لتقديم القرابين. ويقال إن الجمل كان عندما يصل إلى مكان سقوط الميت من عربة البقر، يتوقف وينتحب بصوت حزين، فيكوم الأهل الأحجار لتقديم القرابين للمتوفى، وهكذا تشكل أوباو للقومية المنغولية وأصبح مكانا مقدسا لدى المغول. الأكثر أن أوباو صار مكانا يجلب البركة والحظ لدرجة أنهم يظنون أنه إذا التقى الفتى منهم حبيبته عنده يدوم حبهما وينالان البركة والسعادة الأبدية.
يمكن الوصول إلى مانتشولي بالسيارات عبر الطريق العام في المروج. ومدينة مانتشولي الحدودية التي تتاخم روسيا تعتبر منفذا تجاريا هاما بين الصين وروسيا يخرج ويدخل منه يوميا عدد كبير من الصينيين والروسيين. وتعتبر مانتشولي المحطة الأولى للسائحين الروس القادمين إلى منغوليا الداخلية، كما أنها بوابة السياحة إلى روسيا حيث يُتم بها السائح الصيني إجراءات السفر، وفي اليوم التالي يبدأ رحلته إلى روسيا.
المركز التجاري بمانتشولي
مانتشولي مدينة ذات نكهة روسية واضحة، فالروس القادمون بسياراتهم تراهم في كل مكان بها، والبنايات مشيدة على الطراز المعماري الروسي والمطاعم الروسية لا حصر لها، وفي الليل تعرف البارات الروسية من الموسيقى المنبعثة بها، وهي بارات تسهر حتى الصباح ومعظم روادها من الروس، ومساكن موقهلينغ الشعبية الروسية التي يرجع تاريخها إلى قرن من الزمن، مازالت موجودة في مانتشولي، ويستخدمها أبناء المدينة كفنادق ومطاعم. ويمكن الذهاب إلى روسيا من مانتشولي عن طريق السكة الحديد.
تقطع السيارة المسافة من مانتشولي إلى بحيرة هولون في نصف ساعة. هذه البحيرة واحدة من أكبر خمس بحيرات للمياه العذبة في الصين، وغنية بالأسماك والجمبري. الأطعمة فيها كلها تُطهى من السمك، الخالي من التلوث، بمائة وأربعين طريقة. يأتي الروس إلى بحيرة هولون لقضاء العطلات والاستمتاع بحمامات الشمس.
من أقوال المغول: "الخمر في سلطانية واللحم هُبر"، وهو تعبير يعكس شجاعة وكرم وصراحة المغول. وزائر المروج لا ينبغي أن تفوته وجبة لحم الغنم، فالغنم في مروج هولونبير لم يقترب من التلوث، ومعروف بلحمه الشهي داخل الصين وخارجها.
ومن أشهر ولائم الغنم في منغوليا الخروف المشوي، الذي يقدم عادة في الأعياد والمهرجانات الكبيرة مثل مهرجان نادام. يُحشى الخروف بالتوابل والبهارات ثم يشوى على النار حتى يصير لونه ذهبيا، ويقدم مع عصير التوابل في طبق خشبي كبير، ويربط عنقه بشريط من الحرير الأحمر، ليراه الضيوف، ثم يقطَّع في المطبخ ويعاد لتقديمه للأكل، ويُخص الضيف الرئيسي برأس الخروف، على طريقة الرأس للرئيس.
الطريقة الأخرى لطهي الغنم هي السلق، واللحم المسلوق الذي يؤكل باليد هو الطعام التقليدي لرعاة المروج منذ مئات السنين. لا يستخدم الرعاة الأعواد الخشبية في تناوله، وإنما يقطعون اللحم بالسكين قطعا مناسبة ثم يتناولونه باليد، ويُنصح بلحم الصدر، فيقال إنه الأشهى، والناس هنا يفضلون اللحم الناضج بنسبة بين 50% و70%، ويمكن، لمن يريد، أن يطلب اللحم الناضج تماما.
جدير بالذكر أن طبق شرائح الخروف المغطسة المشهور في بكين حاليا، ترجع أصوله إلى قومية منغوليا، ويقال إن طباخ قوبلاي هو الذي ابتكر هذا الطبق لاختصار الوقت خلال مسيرة إلى موقع معركة قبل سبعمائة عام، ولذلك يمكن للسائح أن يتناول شرائح الخروف المغطسة الأصلية هنا، وهي تسمى شوانقوهتسي في هايلار. وحسب الطب الصيني، يفيد لحم الخروف في تنشيط الطاقة الحيوية.
معبر مانتشولي- أكبر ميناء بري صيني
وأبناء قومية منغوليا يشربون الخمر كثيرا، للحفاظ على حرارة جسمهم وهم يرعون الغنم والبقر في المروج، وهم يُضيّفون ضيوفهم بالخمر. في سلطانيات وليس في أقداح، حيث تتقدم من الضيف فتاة منغولية في زي تقليدي ومزينة بالإكسسوارات المنغولية وتقدم له ثلاث سلطانيات من الخمر وتغني حتى ينتهي من الشرب. ولكن الضيف يستطيع أن يعتذر عن عدم شرب الخمر وأن يبدله بالشاي بالحليب، وهو المشروب الأكثر شيوعا في المروج، وله نكهة محلية فريدة. وقبل تناول الطعام يفضل تناول بعض المقبلات الخفيفة مثل الحليب الحامض والجبن وقطع اللبن الجافة الخ، وكلها أطعمة طبيعية خضراء تماما.
شمس الصيف في المروج شديدة، وعلى زائرها أن يأخذ معه نظارة شمسية وقبعة وماء كافيا ومستلزمات الوقاية من البعوض. وفرق درجة الحرارة بين الليل والنهار كبير، ولهذا يُنصح بحمل ملابس مناسبة. في الشتاء تسقط الثلوج في هايلار بغزارة، وهي أفضل مكان لعشاق الانزلاق على الجليد.
توجد فنادق على المستويات المختلفة في هايلار، ومعظم الفنادق الفاخرة والمتوسطة موجود في الشارع المركزي بوسط المدينة، وسعر الغرفة أقل من مائة دولار أمريكي في الليلة.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |