|
||
cri (GMT+08:00) 2014-12-09 14:17:01 |
20141209lvyou
|
إن محمية ليبو الطبيعية بمقاطعة قويتشو تمثل أكبر منطقة كارستية في العالم ومتحفا عالميا للتكوينات الكارستية، كما هي أحد المواقع الكارستية الثلاثة بجنوب الصين التي تم إدراجها في قائمة التراث الطبيعي العالمي خلال اجتماع لجنة التراث العالمي المنعقد في مدينة كريست شيرش بنيوزلندا في يونيو الماضي .
يقول خبراء الكارست دائما إن مقاطعة قويتشو من أفضل مناطق الكارست بالصين، والمحمية ليبو مولان الطبيعية بجنوب غربى المقاطعة ، هي أفضل نماذج في هذا المجال، وعرفت "بأجمل مكان في الصين" أو يشبهها الناس بأنها "حجر كريم أخضر يتربع على ظهر الكرة الأرضية" ، حيث توجد كثير من الصخور المخروطية الشكل وأكبر مساحة الغابات الكارستية العذراء التي تحتفظ حتى اليوم والكهوف الساحرة تحت الأرض
تأسست المحمية على مستوى الدولة عام 1984، وتعتبر أفضل غابات الكارست فى الصين . لأنه فى معظم المناطق الكارستية، تكون الجبال غالبا جرداء، ومغطاة بالنباتات المتنوعة نادرة ، غير أن الحال يختلف فى المحمية ليبو ماولان الشبه الاستوائية ، فالأشجار هناك تنمو فى كل مكان وحتى على الصخور وفي الماء. ويعيش فى هذه المنطقة 2000 نوع من الحيوانات وأكثر من 6000 نوع من النباتات المتباينة. وبسبب جمالها في كل مكان ، فإنها فردوس عشاق التصوير .
تتشابك في المحمية الصخور الكارستية المخروطية الشكل، وتغطيها النباتات الخضراء الكثيفة ، وتسير في عمق الغابات مياه البحيرات والشلالات ويكمن فيها نوع نادر من الآراضي الرطبة والينابيع العذبة والجداول الرقيقة، وكلها تحافظ على ملامحها الأصلية وتبدو أنها حقا جنة على الأرض .
المحمية ليبو مولان منطقة مأهولة بالأقليات القومية ، يعيش فيها أبناء من قوميات بويي وشوى وياو أفضل عيشة متناغمة مع الطبيعة . هناك حروف قديمة تشبه الحروف المنقوشة على العظام تدعى كتابات شوي، وهي تمثل لغة قديمة جدا لأقلية قومية شوى، وسجلت تاريخ تطور هذه القومية العريقة منذ القدم، وبسبب قدمها فقد أدرجت في قائمة التراث الصيني عام 2002. وبالإضافة إلى ذلك، مازالت طريقة صنع الأوراق القديمة لقومية بويي وطريقة نسج الأقمشة اليدوية بالآلات الخشبية القديمة وغيرها من الأعمال التقليدية بالوسائل القديمة محفوظة حتى اليوم بين السكان المحليين .
إن إدراج موقع في قائمة التراث العالمي ليس مسألة سهلة، وتم تسجيل المحمية ليبو الطبيعية في هذه القائمة بنجاح بفضل الجهود المشتركة من الإداريين والعاملين جميعا. وخاصة أن مقاطعة قويتشو مسؤولة عن كل أعمال إعداد وتقديم الطلب .
ومن أجل حماية البيئة الطبيعية والجيولوجية بصورة أحسن، قامت الإدارة بترتيب البيئية المحلية من جديد ، حيث نقلت المنشآت الصناعية من أحياء الحماية بما فيها محطات توليد الطاقة الكهرومائية والفنادق وغيرها. ومن حسن الحظ أن أبناء تلك الأقليات القومية يعتبرون حماية هذا المكان الرائع أساسيا وضروريا لمعيشتهم المتناغمة مع الطبيعة .
أيها الأصدقاء ، نتوجه الآن إلى موقع آخر من بين المواقع الكارستية الثلاثة بجنوب الصين والتي أدرجت في قائمة التراث العالمي، أي محمية وولونغ الكارستية، إنها تقع في المجرى السفلي لنهر وو جيانغ ، وهو فرع من نهر اليانغتسي بمحافظة وولونغ التي تبعد عن مدينة تشونغتشينغ حاضرة مقاطعة سيتشوان ب 170 كيلومترا إلى الجنوب الغربي ، وتشتهر بالجسور الصخرية الطبيعية والشقوق الأرضية العميقة والحفر العملاقة في الأرض والكهوف الكارستية تحت الأرض التي تكونت قبل عشرات ملايين السنين، إنها بلا شك مكان ذو جمال استثنائي. نذهب الآن إليها للتعرف عليها عن كثب .
جاءت كلمة الكارست من إسم أرض على هضبة شمال غربي يوغسلافيا السابقة ، وأصبحت اليوم كلمة تخصصية تشير إلى تلك الظواهر الطبوغرافية الكارستية على مستوى العالم ، أي تلك التكوينات الجيرية الكلسية المحفورة في الصخور بفعل المياه والتي تثير إعجاب كل شخص بأشكالها الطبيعية الخاصة .
وتوجد في مناطق جنوب الصين أكثر الظواهر الطبوغرافية الكارستية تنوعا على سطح الأرض وتحتها، ولم تجذبنا بجمالها الرائع فحسب ، بل تساعدنا في فهم نشوء الكون وتطور الكرة الأرضية والمخلوقات على كولبها.
أكتشف كهف فورونغ عام 1993 وطول ممر الكهف الرئيسي 2700 متر، هناك قاعة كبيرة بالكهف تبلغ مساحتها أكثر من عشرة آلاف متر مربع، وينتصب داخلها عمود عال ارتفاعه أكثر من 70 مترا ، كما تشمل زهورا صخرية وشلالات كلسية ونوازل نادرة معلقة بالجدران وعددا هائلا من الصواعد والأعمدة والستائر المتكونة كلها من الصخور الكلسية . ويمكن أن يرى الزوار بسهولة في الكهف 30 منظرا بديعا منها عشرة لا مثيل لها في العالم . إن كهف فورونغ هو الأكثر قيمة جمالية وعلمية في الصين .
أما الثلاثة جسور الطبيعية هيلونغ وتشينغلونغ وتيانلونغ، فإنها تعتبر أعجب جسور صخرية طبيعية في العالم . والجدير بالذكر أن حفرة تيانكنغ التي تعتبر مدخلا للأرض ، يبلغ عمقها أكثر من ستمائة متر في جوف الأرض، ويمكن أن يزورها الزائر بعد نزول أكثر من ألفي درجة حجرية .
إن كثافة الغابات وندرة السكان في محمية وولونغ تجعل هذه المنطقة مكانا مثاليا لعيشة الأحياء والنباتات النادرة، وقد اكتشف الخبراء فيها أصنافا نادرة من النباتات والأحياء التي يندر وجودها في مكان آخر، وكل المخلوقات المحلية تلفت أنظار العلماء والمغامرين والسياح بفضل عجائبها الاستثنائية ومناظرها الرائعة، ويقولون إنها ظواهر طبيعية رائعة ينبغي أن يشاهدها الناس بأم أعينهم وأن يتمتعوا بروعة هدايا الطبيعة للبشر.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |