|
||
cri (GMT+08:00) 2015-03-05 14:27:48 |
20150305wenhua
|
عيد الفوانيس
يعتبر عيد يوان شياو عيدا تقليديا في الصين، ويصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول حسب التقويم القمري الصيني، ويعد خاتمة لفترة عيد الربيع أيضا. كما يسمى عيد يوان شياو بعيد يوان شي أو عيد شانغ يوان.
وتصادف ليلة عيد يوان شياو أول ليلة بدر في التقويم القمري الصيني. واعتاد عامة الناس في الصين على تعليق الفوانيس الملونة في تلك الليلة منذ القدم، فيسمى عيد يوان شياو بعيد الفوانيس أيضا.
ويمتاز عيد يوان شياو بالفوانيس وطعام يوان شياو. لكن لماذا تعلق الفوانيس بمناسبة هذا العيد؟ قيل إن الإمبراطور هان ون دي من أسرة هان الغربية الملكية الصينية اعتلى العرش في اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في عام 180 قبل الميلاد. ومن أجل الاحتفال بهذه المناسبة، قرر هذا الإمبراطور أن يكون هذا اليوم عيد الفوانيس. وعند حلول ليلة هذا اليوم كل سنة، كان الإمبراطور يخرج من القصر الإمبراطوري ليتفرج ويتنزه ويشارك الجماهير في الفرح والمرح. حيث كانت الفوانيس الملونة من شتى الأنواع ومختلف الأشكال العجيبة والغريبة معلقة في كل أسرة وشارع وزقاق لتتمتع بها عامة الناس.
وفي عام 104 قبل الميلاد، أدرج عيد الفوانيس رسميا في قائمة الأعياد الوطنية الهامة، الأمر الذي وسّع نطاق تأثيره بصورة متزايدة. ووفقا للوائح الرسمية، فقد كانت تزيين كل الأماكن العامة والمنازل بالفوانيس والأعلام الملونة بالإضافة الى إقامة مهرجانات الفوانيس ومعارضها الضخمة في الأحياء المزدهرة والمراكز الثقافية. حيث كان الناس رجالا ونساء، كبارا وصغارا يتمتعون بالفوانيس طول الليلة ويفكّون الألغاز ويرقصون فوانيس التنين وما إلى ذلك. وهكذا، توارث الناس هذه الأنشطة كل سنة وتناقلوا هذه العادات جيلا بعد جيل، فلم تندثر خلال العصور المتعاقبة.
وجاء في سجل قديم أنه في عام 713 الميلادي، كانت تشانغآن ( أي مدينة شيآن حاليا) -- عاصمة أسرة تانغ الملكية قد شيدت " جبل الفوانيس" الضخم، وبلغ ارتفاعه سبعة أمتار، ومكون من أكثر من خمسين ألف فانوس ملون بمختلف الأنواع.
وبمناسبة عيد يوان شياو، غالبا ما تصنع الفوانيس الملونة بالأوراق الملونة الزاهية وبأشكال مناظر طبيعة وبنايات وشخصيات وأزهار وطيور وحيوانات وغيرها. ومن ضمنها، يتحلى الفانوس المزخرف الدوار بأبرز ميزة صينية. إنه فانوس لعبة، وقيل إن تاريخه يعود إلى أكثر من ألف سنة. وفي داخل هذا الفانوس تركيب مروحة دافعة، وعندما تشعل المصابيح داخل الفانوس، يتصاعد البخار الساخن مما يدفع الأرياش للدوران، حتى تجعل الخيول الورقية المركبة في الأرياش تتحرك بسرعة وقوة. وتنعكس أظلال الخيول الورقية على قبّعة الفانوس، فيبدو من خارجه كأن آلافا من الخيول تنهب الأرض بصورة حية.
أكل طعام يوان شياو عادة هامة بمناسبة عيد يوان شياو
ويعتبر أكل طعام يوان شياو عادة هامة بمناسبة عيد يوان شياو. وعلى الأرجح بدأ الإقبال على هذا النوع من الطعام لدى عامة الناس بمناسبة هذا العيد في عهد أسرة سونغ الملكية (من عام 960 الميلادي إلى عام 1279 الميلادي). وتصنع حشوته بمختلف أنواع من المكسرات، وتلفّ بطحين الأرز اللزج، وتعجّن على شكل كرة، وتسلق حتى تنضج، فتصبح طعاما لذيذا. وبعد ذلك، يسمى هذا الطعام بيوان شياو في معظم مناطق شمال الصين، بينما يسمى بتانغ يوان أو تانغ توان في جنوب الصين.
ويتطور طعام يوان شياو فقد ازدادت أنواعه إلى ثلاثين شكلا حتى الآن، ومن ضمن حشوته الزعرور ومربّي العنّاب ومعجون الفاصوليا بالسكر والأنواع الخمسة من المكسرات والسمسم والزبدة مع الكاكاو والشوكولاتة وغيرها. وتختلف نكهة طعام يوان شياو في مختلف مناطق البلاد، حيث يمتاز تانغ يوان في مقاطعة هونان جنوب الصين ببياضه الناصع ونقائه الشفّاف وحلاوته ولذته، ويمتاز تانغ يوان في مدينة نينغ بو بمقاطعة تشجيانغ شرق البلاد بحشوته الكبيرة وغلافه الرقيق، ويشبه شكل بيض الحمام في مدينة شانغهاي ويمتاز بحجمه الصغير وشكله الرائع ونكهته المنعشة، كما يمتاز يوان شياو في بكين بحشوته الحلوة المكونة من الزعرور والسمسم والزبدة وغيرها.
وعلاوة على التمتع بالفوانيس وأكل تانغ يوان بمناسبة عيد يوان شياو، تنظم كثير من الأنشطة الترفيهية للاحتفال بهذا العيد، مثل المشي على الطوالتين ورقصة يانغقه ورقصة الأسد وغيرها. وخاصة رقصة الأسد، عندما تحلّ الأعياد التقليدية الصينية، تقدم هذه الرقصة في كل أنحاء الصين بالإضافة إلى جميع الأحياء السكنية المكتظة بالصينيين في العالم. ويختلف أسلوب رقصة الأسد في جنوب الصين عن أسلوب شمالها. وتهتم رقصة الأسد في جنوب الصين بتغير الحركات والمهارات الفنية، ويقدمها الرجلان بصورة رئيسية، وحركاتها رشيقة ومتغيرة. بينما تتميز رقصة الأسد في شمال البلاد بعظمتها وهيبتها، وعموما يقدمها بضعة عشر شخصا وعشرات الأشخاص في آن واحد. وتقدم رقصة الأسد بمصاحبة الموسيقى التقليدية الشعبية ذات الميزات الصينية البارزة. ويشترك فيها بنشاط معا الممثلون والمتفرجون مما يظهر مشهدا جياشا بمناسبة عيد يوان شياو الذي يصادف اليوم الخامس عشر من الشهر الأول في التقويم القمري الصيني.
مهرجان الفوانيس
يعد عيد الفوانيس التوقيت الأنسب لتنظيم مهرجان الفوانيس. فقد ظل إشعال الفوانيس في اليوم الـ 15 من عيد الربيع عادة صينية توارثتها الأجيال منذ عهد أسرتي سوي وتانغ، وعندما يتحدث الصينيون عادة عن "مهرجان الفوانيس"، فإنهم يقصدون عيد الفوانيس. طبعا هناك أيضا أنواع جديدة من مهرجانات الفوانيس التجارية، يتم تنظيهما حسب الطلب في أي وقت وفي أي مكان. في الدقائق التالية نعرفكم على مهرجان الفوانيس في الصين الحديثة.
مهرجان الفوانيس الصينية له تاريخ عريق، قد بدأ في أسرة هان، وفي حقبة أسرة الجنوب والشمال كان هناك من يصنع الفوانيس، وفي عهد أسرتي سوي وتانغ شهدت صناعة الفوانيس أوجها. وفي عهد أسرتي سونغ ومينغ أصبحت نمطا للتسلية والإحتفال بالأعياد، في حين تراجع دورها أواخر حقبة تشينغ وعهد الجمهورية الصينية (1911- 1949). ومنذ بداية ثمانينات القرن العشرين ومع تقدم سياسة الإصلاح و الإنفتاح دخل مهرجان الفوانيس حقبة جديدة من الإزدهار.
مهرجانات الفوانيس لاتحصى ولاتعد، وهي عموما تتجاوز الألف، من أكثرها شهرة أكثر من 100 مهرجان. وإذا نظرنا إلى تاريخ مهرجانات الفوانيس وإلى واقعها في التاريخ المعاصر فإن مهرجانات الفوانيس في جنوب الصين تعد أفضل من نظيراتها في الشمال سواء على مستوى العدد أو النطاق أو الألوان. أما إذا تناولنا مهرجانات الفوانيس من حيث الطبيعة، فنجد ما تطبعه الخصائص الديني ومهرجانات الفوانيس تتعلق بالعادات والتقاليد في بعض المناطق، وهناك مهرجانات تقليدية لبعض المدن، كما أن هناك مهرجانات للفوانيس تخص بعض السلالات، إلى جانب مهرجانات ربحية وتجارية تقيمها بعض المدن. أما إذا نظرنا إلى أصناف هذه المهرجانات فنجد، مهرجانات الفوانيس الثابتة في الشوارع، ومهرجانات فوانيس الحدائق، و مهرجانات العروض المتجولة. أما بالنسبة لمنظمي هذه المهرجانات فنجد المهرجانات التي تنظمها لجان الأحياء التابعة للطبقة السفلى في الحكومة، والمهرجانات التي تنظمها الشركات التجارية، والمهرجانات التي تنظمها المنظمات الأهلية، كما نجد أيضا المهرجانات التي تنظمها المعابد. وتنظم غالبية مهرجانات الفوانيس تزامنا مع عيد الفوانيس، وينظم البعض منها في عيد تشونغ يوان(عيد الشبح الصيني) وعيد البدر الخريفي.
يعد مهرجان فوانيس المدن العتيقة أهم مهرجانات الفوانيس في الصين التقليدية. منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين ومع بداية التطور الاقتصادي الذي شهدته المدن الصينية، تزايدت حاجة الناس إلى حياة المدن، هذا الأمر لم يفتح الباب لعودة مهرجان فوانيس المدن العتيقة فحسب، بل ظهرت مهرجانت جديدة أيضا. وتتركز مهرجانات الفوانيس أساسا في المدن الكبرى والمتوسطة، كما تحتوي الأرياف والبلدات على مهرجانات متفاوتة الأحجام، تمتلك تاريخا طويلا، ويميل طابعها إلى المهرجانات التقليدية.
أما مهرجانات الفوانيس التي تقام في المعابد، فتعود إلى عوامل دينية، غير أن مهرجانات الفوانيس الصينية الحديثة والمعاصرة تخلت عن طابعها الديني، ولكي نبرز الوضع الشامل لهذه المهرجانات لابد من ذكر المهرجانات التي تقام مع الأنشطة الدينية في المعابد. مثل عيد فوانيس الزبدة الذي يمثل العيد التقليدي لقومية التبت المتواجدة في كل من مناطق التبت وتشينغهاي وقانسو، ويقام هذا المهرجان في 15 من الشهر الأول في التقويم التبتي. وهو يعد أحد أشهر مهرجانات الفوانيس الدينية في الصين.
تصنع حشوة طعام يوان شياو بمختلف أنواع من المكسرات
إذا تأملنا في مهرجانات الفوانيس الصينية المعاصرة، يمكننا أن نلاحظ الخصائص التالية.
أولا: الجمع بين التقاليد والحداثة. الجانب التقليدي في مهرجانات الفوانيس الصينية يتمثل أساسا في توقيت إقامتها، حيث تقام مسابقات قوارب الفوانيس في بداية العام الجديد أو وسط شهر يوليو، في حين ما زال عيد الفوانيس يعد إلى حد الآن أهم الأعياد الصينية المتعلقة بمهرجانات الفوانيس. كما تقام مهرجانات الفوانيس النهرية التي تقدم فيها القرابين في 15 من يوليو الموافق لعيد تشونغ يوان. ويقيم الناس عادة مهرجانات الفوانيس خلال الأعياد التقليدية لإثراء أجواء الفرح والحبور. وتحتفظ غالبية مهرجانات الفوانيس الصينية بطابعها التقليدي. وسواء كانت أعياد الفوانيس في المدن أو الأرياف والبلدات تقليدية الطابع أو تجارية الطابع، يحرص منظمو هذه المهرجانات على التعبير عن الثقافة التقليدية، حيث تكون العناصر التقليدية أحد الأجزاء المشكلة للمهرجان.
ثانيا، ترابط التكنولوجيا الجديدة بالإبتكار الثقافي. حيث أضافت تكنولوجيا الأشعة التكنولوجية الضوئية مزيدا من الألوان والروعة على مهرجان الفوانيس.
ثالثا، الجمع بين المصلحة الإجتماعية والتجارية. مهرجانات الفوانيس هي مهرجانات تقليدية تخدم المصلحة العامة، وهي أنشطة تنظمها لجان الأحياء لتلبية حاجة السكان للتمتع بمشاهدة المناظر الجميلة خلال العيد.
لذا، يمكن القول أن نهوض الثقافة التقليدية وتطور صناعة الثقافة عاملان ساهما في دفع مهرجان الفوانيس العصري الى الازدهار.
| ||||
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |