|
||
cri (GMT+08:00) 2015-03-06 14:41:49 |
lvyou
|
يسمى عيد يوان شياو أيضا عيد الفوانيس، يرجع تاريخه إلى عهد أسرة هان الملكية الصينية قبل ألفي سنة، ثم ازدهرت النشاطات الاحتفالية بهذا العيد في عهد أسرة تانغ الملكية الصينية، حيث تنوعت الفوانيس وتضخمت الاحتفالات من داخل القصور الإمبراطورية حتى بيوت عامة الناس، ومن عاداتهم أنهم كانوا يعلقون الفوانيس الملونة بأشكالها المختلفة على المنازل والشوارع والأماكن العامة المهمة لإضاءتها في ليلة هذا العيد القديم. كما كان يبنى في بعض المناطق دولاب الفوانيس وبرج الفوانيس وشجرة الفوانيس العالية أو تقام مهرجانات الفوانيس الضخمة في الميادين والحدائق العامة لكي يتمتع بها الناس في ليالي العيد. وفي البداية، كانت الاحتفالات تستمر ثلاثة أيام فقط، ثم امتدت إلى خمسة أيام في عهد أسرة سون الملكية. وحتى إلى عهد أسرة مينغ الملكية الصينية، أصبح الناس يتمتعون بالفوانيس الجميلة المميزة بأكثر روعة لعشرة أيام تقريبا، وذلك يعتبر أطول مدة احتفالية بعيد يوان شياو في تاريخ الصين.
إن عيد يوان شياو يشير إلى اليوم الذي يكتمل فيه القمر لأول مرة في السنة القمرية الجديدة، ويحتفل الناس بهذا اليوم بسبب أن البدر شيء مهم جدا للصينيين، لأنه يرمز إلى التئام شمل الأسرة وسعادة الحياة. وفي هذا اليوم غالبا ما يتناول الناس طعاما خاصا مستدير الشكل اسمه "يوان شياو"، وهو نوع من الحلويات الصينية المطبوخة، مصنوع من مسحوق الأرز اللزج ومحشو بالسكر والسمسم والفول السوداني المفروم ونشاء البسلة الحمراء وثمار الفواكه وغيرها. وفي مساء العيد، يجتمع أفراد الأسرة تحت سقف واحد، ويتناولون هذه الحلوى سويا تعبيرا عن حلاوة لم شمل الأسرة وسعادة الحياة وسلامة الصحة في السنة الجديدة. وبعد تناول طعام "يوان شياو"، يخرج الناس من بيوتهم إلى الشوارع ليتمتعوا بالفوانيس الملونة الرائعة.
دائما يضيء الصينيون الفوانيس والمصابيح بأشكال مختلفة وألوان جميلة في أيام عيد الفوانيس التقليدي، ويعلقوها أمام بيوتهم وعلى الشوارع والحدائق والأماكن الخاصة لكي يتمتع الجميع بها ويشعرون بفرحة العيد. وفي الوقت نفسه، يكتب علي بعض الفوانيس أشعار جميلة أو ألغاز ممتعة ليقرأها المشاهدون ويحلوها بذكائهم، ومن يصيب تخمينه، سينال جوائز تشجيعية، ولم يضف ذلك متعة عقلية ونفسية على النشاطات الاحتفالية فحسب، بل يغنيها بالمحتويات الثقافية الصينية المفيدة. وبالإضافة إلى ذلك، تقام في بعض المناطق العروض الشعبية التقليدية مثل "رقصة الأسد" و"رقصة التنين" و"المشي على قائمتين خشبتين طويلتين" و" رقصة تجديف القوارب المقلدة" و"رقصة جماعية لقرع طبول السلام" وغيرها من الأغاني والرقصات الشعبية والقومية المختلفة. وهكذا، تصل احتفالات العيد إلى ذروتها.
تعتبر محافظة دونغ جي بمقاطعة آنهوي منطقة منتجة للفوانيس للتعرف على التاريخ والتقاليد الشعبية خلف الفوانيس.
وتقع المحافظة في داخل الجبل بجنوبي آنهوي، أدرجت الفوانيس هنا قبل وقت ليس بطويل في المجموعة الثانية لقائمة التراث الثقافي غير المادي على مستوى البلاد. وصنع الحرفيون الشعبيون فوانيس بكل أشكالها بالبامبو والخشب والخيزران والمعادن التي أنتجت بالمنطقة نفسها، بما جعل لعب الفوانيس نشاطا ترفيهيا شائعا بين الشعب هناك.
يرجع تاريخ الفوانيس لمحافظة دونغ جي إلى أكثر من ألف سنة، حيث كان في أواخر أسرة تانغ الملكية، وتكون الفوانيس هناك على أشكال متنوعة، بعضها على أشكال الحيوانات التي تحمل معنى مبارك، وبعضها الآخر على أشكال التنين أو الأسد أو الصدف أو غيرها. وجدير بالذكر أن المحافظة تقيم مهرجان الفوانيس كل سنة، وتكون العروض فيه متنوعة الأشكال وتتناول مجالات كثيرة، بما فيها الرقص والموسيقى والفنون اليدوية والطقوس الدينية.
وتعتمد صناعة الفوانيس وعروضها في محافظة دونغ جي على أكثر من 20 عائلة بصورة رئيسية، وهى من بلدات قوان قانغ وتشانغ شي وشي تشنغ وقاو شان ومو تا وبلدات أخرى. وكل عائلة تقدم عروضا، وهم يهدفون إلى تقديم القرابين للأسلاف وطرد الشيطان واستقبال السعادة ورجاء السلامة. وكانت محافظة دونغ جي تقيم معرضا للفوانيس من اليوم الثاني من السنة الجديدة بالتقويم القمري الصيني إلى عيد الفوانيس كل سنة في الأيام الماضية.
وتهتم حكومة محافظة دونغ جي بوراثة وحماية فوانيسها منذ سنوات كثيرة، وقد نظمت المحافظة أعمال المسح العام للتراث الثقافي غير المادي في كل أنحاء المحافظة في الثمانينات من القرن الماضي. وشكلت المحافظة في عام ألفين وخمسة فرقة القيادة لحماية وإنقاذ التراث الثقافي غير المادي.
وقال مسؤول بمصلحة الثقافة لمحافظة دونغ جي إن الحكومة المحلية قامت بتحقيق ميداني لحماية ووراثة فوانيس دونغ جي ل15 بلدة وأكثر من مائة قرية إدارية خلال السنوات الأخيرة وجمع المعلومات الأولية ومقابلة الورثة الأحياء وتسجيل الأصوات والصور لأنواع الفوانيس القيمة وإقامة مستودع المعلومات ووضع إجراءات الحماية من أجل بناء قرية حماية الوضع الأصلي لفوانيس دونغ جي بصورة نموذجية.
إن الفانوس الشائع في بلدة شي تشنغ بمحافظة دونغ جي هو فانوس الحيوانات الست. وتتأثر العادات الشعبية في محافظة دونغ جي بثقافة الدين البوذي بصورة كثيرة بسبب قربها من منطقة الدين البوذي جبل جيو هوا. ودائما ما يوجد ستة أنواع من الحيوانات في هذا الجبل والمعابد فيه، فيعتبر الأهل المحليون هذه الحيوانات الستة كتعويذات، فيصنعون الفوانيس وفقا لأشكالها. وفضلا عن ذلك، يحمل الرقم ال6 في اللغة الصينية معنى مبارك، أى السعادة وحظ سعيد.
وفي ميدان لعب فوانيس الحيوانات الست في بلدة شي تشنغ، قال حرفي محلي كان يلعب بالفانوس في ذلك الوقت للمراسل "نلعب بفوانيس الحيوانات الستة في السنة الجديدة من أجل التعبير عن سعادتنا، ونتمنى الحصاد الوافر في هذه السنة."
وسيحرق أهل البلدة فوانيس الحيوانات هذه بعد عيد الفوانيس وبصورة جماعية، وسيصنعون أخرى جديدة في السنة القادمة.
بالإضافة إلى ذلك، يقلد فانوس السلامة الذي يكون شائعا في قرية جين تا ببلدة قاو شان الرقص بين الإنسان والإله لإضفاء الجو السعيد النشيط. ومن أجل تفعيل الجو السعيد، كان الأسلاف يجمعون بين هذا ورقص الأسد التقليدي مما يجعل فانوس السلامة يصبح فنا ثقافيا شعبيا متميزا.
وقال مسؤول بمصلحة الثقافة بمحافظة دونغ جي إنه من أجل حماية ثقافة الفوانيس بصورة أفضل، ستقيم الحكومة المحلية محفوظات الورثة لفوانيس دونغ جي ومستودع التراث الثقافي المعلوماتي لها على التوالي، وستدعو الخبراء والعلماء المعنيين إلى إجراء الدراسة لها بمساعدة الهيئات المعنية.
ومنذ عام ألف وتسعمائة وثمانية وتسعين، تنظم الهيئة الثقافية بمحافظة دونغ جي خلال فترة عيد الربيع مهرجانا سنويا لمسيرة الفوانيس في الشوارع.
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |