|
||
cri (GMT+08:00) 2015-04-16 11:06:00 |
20150416wenhua
|
ساهم طريق الحرير بدور بارز ومهم فى نشر الإسلام ودخول كثير من الصينين فى الإسلام كما أدى إلى إنشاء العديد من المساجد فى جميع مناطق الصين .
ولقد دخل الإسلام فى الصين فى عهد أسرة تانغ يوان (1206-1368م) وأوائل أسرة مينغ (1368-1644م) وانتشر على نطاق واسع فى الصين فى أواسط وأواخر أسرة مينغ وساهمت القوميات الإسلامية فى مجرى توطين الإسلام فى الصين وهى عشر قوميات ( قومية الويغور، قومية القازاق ، قومية قرغيز، قومية الأوزبك، قومية الطاجيك، قومية التتار، قومية هوي، قومية سالار، قومية دونغشيانغ، وقومية باوآن)
ويبلغ عدد المساجد فى الصين أكثر من ثلاثين ألف مسجد بعضها أثرى يعود تاريخ إنشائه إلى القرن السابع الميلادى والعدد الأكبر منها بنى فى فترات تاريخية مختلفة .
ومن هذا المنطلق كانت الدراسة الآثارية لعالمى الآثار الإسلامية الدكتور محمد هشام النعسان أستاذ الآثار والحضارة الإسلامية بمعهد التراث العلمى العربى بجامعة حلب والدكتور محمود رمضان مدير مركز الخليج للبحوث والدراسات التاريخية تحت عنوان " طريق الحرير من حلب إلى الصين وأثره فـى نشر الإسلام وبناء المساجد بالصين "
متحف الحرير
متحف الحرير
ويوضح الدكتور محمد هشام النعسان أن الحكومة الصينية أولت إهتماماً كبيراً بإنشاء المتحف الوطنى الصينى للحرير بشنغهاى وسجلت اللوحة التأسيسية للمتحف باللغة العربية احتفاءاً بالإضافة إلى عدة لغات أخرى ويضم المتحف الوطنى الصينى للحرير مجموعة مهمة من الأنوال الصغيرة والكبيرة وتاريخ صناعة الحرير ومراحل تطورها ويحكى القصة التاريخية لطريق الحرير ومساره التاريخى وأثره الحضارى والفنى والإقتصادى داخل الصين وخارجها بشكل عام
واكتشف الصينيون صناعة الحرير فى حدود سنة 3000 قبل الميلاد وعرفوا فى هذا الوقت المبكر فنوناً مبهرة لإتقان صنعته وتطريزه وقد أذهلت هذه الصناعة عقول الناس قديماً فسعوا لاقتناء الحرير بشتى السبل حتى أنهم كانوا يحصلون عليه مقابل وزنه بالأحجار الكريمة وقبل خمسة آلاف سنة بدأ الحرير يأخذ طريقه من الصين إلى أرجاء العالم ليس الحرير وحده بالطبع وإنما تسربت معه بضائع كثيرة مالبث انتقالها من الصين وأقاصى آسيا إلى أواسط آسيا وشمال أفريقيا ووسط أوروبا واتخذ مسارات محددة عرفت منذ الزمن القديم باسم طريق الحرير
طريق الحرير
ويشير الدكتور محمود رمضان إلى أن طريق الحرير لم يكن طريقاً واحداً وإنما شبكة من الطرق الفرعية التى تصب فى طرق أكبر أو بالأحرى فى طريقين كبيرين أحدهما شمالى (صيفى) والآخر شتوى كانوا يسلكونه فى زمن الشتاء والذى يجمع بين هذه السبل والمسارات جميعاً هو أنها مسالك للقوافل المتجهة من الشرق إلى جهة الغرب لتمر فى طريقها ببلدان ما لبثت أن ازدهرت مع ازدهار هذا الطريق التجارى الأكثر شهرة فى العالم القديم.
طريق الحرير البري
وقد انتظمت مسارات طريق الحرير منذ القرن الخامس قبل الميلاد وظلت منتظمةً لألف وخمسمائة سنة تالية كان طريق الحرير خلالها معبراً ثقافياً واجتماعياً ذا أثر عميق فى المناطق التى يمر بها ولم يتوقف على كونه سبيل تجارة بين الأمم والشعوب القديمة وإنما تجاوز الاقتصاد العالمى إلى آفاق إنسانية أخرى فانتقلت عبره (الديانات) فعرف العالم البوذية وعرفت آسيا الإسلام
وانتقل عبر هذا الطريق ، الورق فحدثت طفرة كبرى فى تراث الإنسانية مع النشاط التدوينى الواسع وانتقلت عبره أنماط من النظم الاجتماعية التى كانت ستظل مدفونة في حواضر وسط آسيا غير أن النشاط الاقتصادي، ظل دوماً هو العاملُ الأهم، الأظهر أثراً.
ويكفى لبيان أثره وأهميته واقتصادياً أدى طريق الحرير إلى تراكم المخزون العالمى للذهب فى الصين حتى أنه بحلول القرن العاشر الميلادى صارت الصين وحدها تمتلك من مخزون الذهب قدراً أكبر مما تمتلكه الدول الأوروبية مجتمعة .
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |