غابة وان شنغ الصخرية فردوس الدنيا

تقع غابة وان شنغ الصخرية جنوب مدينة تشونغتشينغ، ومساحتها تتراوح حوالي إثنين وأربعة أعشار كيلومتر مربع، وإلى جانب الصخور والأحجار بمختلف الأشكال والكهوف المتنوعة يمكن للزائر أن يشاهد هناك بحيرة ونهرا جوفيا تحت الأرض وشلالات وغيرها من المناظر الطبيعية الخلابة.

وتعتبر غابة وان شنغ الصخرية أقدم غابة صخرية في الصين، ويقدر الخبراء أنها نشأت قبل حوالي ستمائة مليون سنة. وإلى جانب تاريخها الطويل هناك منظر آخر خلاب هو كهف طويل داخل الغابة الصخرية يبلغ طوله نحو ثلاثة آلاف متر. إن مناظر غابة وان شنغ الصخرية جميلة ورائعة فعلا، وما إن يصل الزائر إليها حتى يشاهد كثيرا من الصخور الضخمة على شكل حراشف الأسماك، وقالت الدليلة السياحية المحلية الآسنة تشانغ إن الخبراء المعنيين يؤكدون إن هذه المنطقة كانت قبل أكثر من ستمائة مليون سنة بحرا واسعا، وأثناء تغير التضاريس الجيولوجية على امتداد العصور انسحبت خلالها مياه البحر من المنطقة وظهرت الجبال والتلال فوق الأرض. وظلت أشكال التلال الصخرية تتغير بفعل مياه البحر والأمطار وأصبحت حاليا بأشكالها وأحوالها العجيبة.

تتصف الصخور داخل الغابة الصخرية بأشكال عجيبة متنوعة، منها صخرة تشبه الدب الذي يسير بحركات مضحكة، ومنها صخرة كالطيور التي ترفرف بأجنحتها استعدادا للتحليق نحو السماء، وهناك قطعة من الصخور تشبه نمرا مسرعا يسابق الرياح كما توجد صخرة أخرى تشبه جوادا ضخما رافعا قوائمه ويصهل بصوت قوي.

المروحة الصخرية منظر مشهور في غابة وان شنغ الصخرية، وهي عبارة عن ثلاث قطع صخور ضخمة تشبه تماما ثلاث مراوح مفتوحة، ويمكن للزائر أثناء مشاهدتها أن يلاحظ أقسام المروحة المختلفة كقبضتها وأوراقها المفتوحة وغيرهما.

ويتراوح ارتفاع كل مروحة بين خمسة وسبعة أمتار وعرضها بين خمسة وستة أمتار وسمكها بين اثنين وثلاثة أمتار.

وإلى جانب التضاريس الجيولوجية الغريبة والتلال الصخرية العجبية تتمتع غابة وان شنغ الصخرية بالغطاء النباتي الطبيعي الممتاز الذي يغطي كل أراضي المنطقة حيث يستطيع الزائر أن يشاهد في كل مكان شجيرات ونباتات معرّشة تنمو بين الصخور والوديان السحيقة، الأمر الذي يضفي جمالا على جمال الغابة الصخرية ويزيد من روعتها وجاذبيتها.

وبداخل غابة وان شنغ الصخرية أشجار شامخة وغابات خضراء كثيفة تعتبر خير مكان يلجأ إليه الناس في أيام الصيف الحارة وهو ما يفعله زوار كثيرون في الصيف ليستريحوا داخل غابة الصنوبر والسرو، حيث يجلسون تحت ظلال الأشجار ويشربون الشاي ويستمتعون بهدوء البيئة وجمال الطبيعة، كذلك يمكنهم أيضا مشاركة السكان المحليين في أنشطتهم الترفيهية المختلفة بسرور وفرح أيضا.

يعيش في منطقة غابة وان شنغ الصخرية أكثر من ألفي شخص من أبناء قومية مياو، إحدى الأقليات القومية الصينية. ويطلق الناس عليهم اسم أهالي قومية مياو الحمراء، ويعود سبب هذه التسمية إلى أنهم يلفون حول رؤوسهم شريطا حريريا أحمر.

وتقام في أول مايو من كل عام في منطقة الغابة الصخرية مهرجانات قومية وأنشطة احتفالية وترفيهية متنوعة تعبيرا عن الترحيب والاستقبال للزوار القادمين إليها. ومن بين هذه الأنشطة صراع الثيران وصراع الديكة وصراع الخيول ومهرجان الغناء والرقص وغيرها ويمكن أن يشاهد الزوار هذه الأنشطة كما يستطيعون أن يشاركوا فيها ليعرفوا عن كثب الخصائص القومية المحلية المتميزة.

ويحب أبناء قومية مياو الغناء والرقص وتتصف أغاني هذه القومية بإيقاعات واضحة سريعة. وعادة ما يغني المطربون وهم يرقصون بمصاحبة إيقاعات الأغاني، ويجذب هذا المشهد كثيرا من الزوار حيث يشاركون في غنائهم ورقصهم وسرورهم وفرحتهم.

إذا زرتم هذه المنطقة خلال فترات المهرجان، فلن تتمتعوا بالصخور ذات الأنواع والأشكال العجيبة المتنوعة فحسب بل ستستمتعون أيضا بمتعة وطرافة الثقافة القومية المحلية المتميزة. وبالنسبة للزوار القادمين من المناطق الأخرى تعتبر هذه المنطقة فعلا فردوسا ساحرا على الأرض. وما أجمل هذا المكان وما أروع زيارته.