CRI Online

الغناء والرقص الشعبي في الصين

cri       (GMT+08:00) 2015-08-20 13:29:59

على أرض الصين، هذه الدولة الشرقية ذات المساحة الشاسعة والكثافة السكانية والتاريخ العريق، تتعايش فيها ست وخمسون قومية، لكل منها رقصاتها الشعبية المميزة التي تختلف عن بعضها البعض شكلا ومضمونا وأسلوبا، نظرا لاختلاف بيئة الحياة والثقافة والعقيدة فيما بينها. وينقسم الرقص الفلكلوري أو الشعبي الصيني من حيث الغرض إلى الرقص كطقس من طقوس تقديم القرابين للآلهة والأسلاف والرقص بغرص التسلية والرقص الاحتفالي والرقص التاريخي، فيعتبر الرقص الشعبي ثروة ثقافية للصين.

أبناء قومية هان، الذين يمثلون 93.3% من تعداد سكان الصين، لديهم منذ القدم وفرة من نشاطات الغناء والرقص ذات الأساليب المتنوعة.

عيد الربيع هو بداية السنة الجديدة في التقويم القمري الصيني، وهو أكبر الأعياد التقليدية لأبناء قومية هان. تشتمل احتفالات هذا العيد على الكثير من نشاطات الغناء والرقص، أكثرها شيوعا رقصة التنين ورقصة الأسد ورقصة يانغقه المحببة كثيرا لأبناء الشعب.

في عيد الربيع يرقص الصينيون في كافة أرجاء البلاد رقصة التنين. يرفع أكثر من عشر رجال مقابض خشبية تنينا طوله أكثر من عشرة أمتار ويركضون على أصوات المفرقعات لتقديم عرض رقصات "التنين يتدحرج على الأرض" و" التنين يحرك ذيله" و"التنين الذهبي يصعد سارية من اليشم" وغيرها من الرقصات التشكيلية. ويختلف ذلك التنين من مكان إلى آخر، فهناك "تنين باي يه" في تشجيانغ، حيث تحمل عدد كبير من النساء أشكال السحاب وزهور اللوتس بأيديهن ليرقصن رقصة زهور اللوتس، بعد ذلك يشكلن "تنين باي يه" الطويل بزهور اللوتس، كأن التنين يسبح بين السحاب بتوجيه من الراقصات؛ وهناك "تنين القش" في بعض المناطق، حيث تشعل البخور على جسمه ليتحرك هذا التنين المتلألئ مع دخان البخور في ليلة عيد الربيع؛ ويوجد "تنين دي لونغ" الذي يرفع رأسه في كل صوب لرش الماء وهو يمشي؛ و"تنين بان دنغ (المقعد)" الصغير المربوط على مقعد طويل، يرفع ثلاثة رجال كل قائمة له وهم يركضون ويقفزون ويرقصون بمرافقة الصنوج والطبول في بعض المناطق جنوب النهر الأصفر؛ ويوجد "تنين دوان لونغ" و "تنين وو جيه لونغ" الذي يقسم جسم التنين إلى عدة أجزاء؛ ويوجد "التنين الورقي" الصغير الذي يلعبه شخص واحد.

رقصة تقلد الحيوانات، يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة. والغرض من أداء رقصة الأسد مع دوي أصوات المفرقعات في عيد الربيع هو طرد الأشرار والمصائب وطلب البركة والسعادة، والمتعة الفنية حسب المعتقدات.

يرتدي رجلان جلد الأسد الذهبي ويتعاونان في أداء حركاته. ويظهر أحيانا أسد شبل يؤدي دوره رجل واحد فيبدو لطيفا نشيطا. في رقصة الأسد، يؤدي شخص واحد دور الفارس الذي يحمل كرة حريرية بيديه لتوجيه الأسد في أداء حركاته المختلفة بمرافقة الآلات الموسيقية مثل طبل "جينغ قو" وصنج "جينغ باو" و"جينغ لوه"، لتهيئة أجواء حماسية مبهجة للعرض.

هناك أسلوبان لعرض رقصة الأسد. أولهما التعبير عن شجاعة الأسد وميله للصراع من خلال حركات كأن الأسد يطأ الكرة وينقض ويقفز ويركض؛ وثانيهما التعبير عن وداعة الأسد ورهافة حسه وحبه للهو بحركات حك جلده ولعق شعره وتدحرجه وتحريك شعره.

رقصة الأسد رياضة عنيفة تتطلب من الراقص التمكن من مهارات الووشو (الكونغ فو)، وإجادة مهارات الانقضاض والقفز والسقوط والتدحرج ليعبر عن قوة وجرأة الأسد.

"يانغقه" رقصة جماهيرية، لها أنماط مختلفة في فترة عيد الربيع، حيث تتضمن أشكالا متنوعة من الرقص التقليدي الشعبي. يسير فريق "يانغقه" المكون من عشرات الأفراد في الشوارع لتقديم عروضهم الفنية. يقود فريق "يانغقه" فنان شعبي يرفع مظلة ضخمة، وهي إشارة إلى أن الأجواء مناسبة للزراعة، تتبعه فرق عديدة تقدم عروضا مختلفة: فريق رقصة التنين وفريق رقصة الأسد في المقدمة، ثم فرق "يانغقه" بأفراده الذين يشد كل واحد منهم وسطه بشريط حريري ملون طويل، وفريق طبل "ياوقوه" في المؤخرة، الذي يحمل كل فرد من أعضائه طبلا أفقيا أحمر في وسطه يؤدي صاحبه حركات مختلفة أثناء السير، ومن بعد الفريق رجل وامرأة يحملان شكلا على هيئة حمار أو سفينة ضمن عرض "العريس يصحب عروسه إلى بيته"؛ ثم يأتي فريق الطوالات الذي يرتدي أفراده أزياء الأوبرا الصينية التقليدية ويغطي وجهه بماكياج ملون وهو يسير على عودين بارتفاع من نصف متر إلى عدة أمتار. وأحيانا تتضمن عروض "يانغقه" عروضا أخرى مثل الأكروبات وعرض تشكيل الشخصيات المختلفة.

أبناء منغوليا الذين يقال إنهم يعيشون على صهوات الجياد ويقطنون شمال شرقي الصين، يجيدون فنون الغناء والرقص.

رقصة آن داي رقصة منغولية جماعية عمرها أكثر من ثلاثمائة سنة، وقيل إنها تشفي من بعض الأمراض!

في عرض رقصة آن داي، يشكل العارضون حلقة يقودهم شخص واحد في الغناء، ويحمل كل منهم منديلا ملونا في يديه وهم يغنون ويرقصون معا ويحركون أقدامهم مع الإيقاعات. تتغير جهات دوران الحلقة مع التحول من الإيقاع البطيء إلى السريع، وتكون حركات الرقص بسيطة، وإيقاعاتها قوية، عاطفية أحيانا ومنطلقة حماسية أحيانا أخرى.

بعد تطورها وإدخال استكمالات عليها أصبحت آن داي رقصة شعبية تقدم على المسارح حاليا، ولكنها مازالت موجودة بين عامة الشعب، وتحولت إلى رقصة لتقوية الجسم في بعض المدن المنغولية.

يكون دف تاي بينغ النحاسي بيضاوي الشكل أو مستديرا، ويغطي بجلد الحمار الذي يُرسم عليه أشكال الجبال والأنهار والزهور والشخصيات، ويزين بكرات وبرية وأهداب ملونة، وعلى مقبضه حلقة حديدية صغيرة. تؤدي رقصة دف تاي بينغ المرأة في الأعياد والاحتفال بالحصاد الوافر. تقدم عروض منفردة وجماعية لدف تاي بينغ. في العرض تمسك الراقصة بيدها اليسرى بمقبض الدف أفقيا، وتمسك باليمنى عودا صغيرا تضرب به الدف وهي ترقص. تتغير حركات ضرب الدف كثيرا، بما يعبر عن مضامين ذات علاقة وثيقة بالحياة المنغولية التقليدية. حركات الرقص عبارة عن إحناء الجسم إلى الخلف وإلى الأمام وإلى الجانبين، بحيث يكون خصر الراقصة هو المحور. تكون خطوات الرقص واسعة وقوية ومرنة مع القفز والدوران بمهارة. الراقصة الماهرة يمكنها أن تستخدم من أربعة إلى خمسة دفوف معا لتتحرك في أجزاء جسمها المختلفة معا كأنها تلعب أكروبات.

رقصة السراج والأكواب رقصة فردية تؤديها راقصة واحدة داخل الخيمة المنغولية في مناسبات الأعياد والاحتفالات ولقاء الأصدقاء والأقرباء، تنتشر بشكل رئيسي في مروج أردوس.

تؤديها الراقصة وهي منحنية أو جالسة أو واقفة في مكان واحد، تحمل سلطانيات أو أكوابا أو سراجا بيديها، وأهم الحركات هي حركات اليد والذراع والكتف والانحناء إلى الأمام والخلف، باتخاذ الخصر محورا. يمكن للراقصة الماهرة أن تحمل سراجين بيديها أثناء سيرها بخطى سريعة حتى تبدو أضواء السراجين كنجوم متحركة.

تنتشر رقصة كواي تسي في مونغ يكتشاو في منغوليا الداخلية، يؤديها رجل واحد في مناسبات الأفراح. يمسك الراقص بمجموعة من العيدان بيد واحدة أو باليدين ليضرب بسهولة يديه وكتفيه ووسطه ورجليه أثناء مشيه مستقيما أو دائريا متقدما أو متراجعا وهو يحرك كتفيه بسرعة مع حركات رجليه وجسمه. تكون حركات الرقصة سريعة ورشيقة، وحركات الضرب بالعيدان متغيرة. ويرقص الرجل ويهتف في آن واحد عندما يصل الرقص أعلى ذروته.

رقصة يوي هور تنتشر في مونغ هولونبير، وهي رقصة جماعية يؤديها عدد متساو من الرجال والنساء في الأعياد التقليدية والمناسبات السعيدة، حيث يقفون صفا أو في دائرة يدا بيد ويرقصون ويغنون. حركاتها الرئيسية هي الخطو على الأرض ودق الأرض والركض. الجسم يتحرك يمينا ويسارا، في الأمام وفي الخلف بصورة طبيعية ومتناغمة مع الغناء وهتاف "يوي هور" عندما تصل الرقصة إلى أعلى ذروتها. تتميز هذه الرقصة بالرشاقة والسلاسة والتحرر والانتشار.

تشاما رقصة تعبر عن الحكايات الدينية، تؤدى بالأقنعة وفقا لقواعد محددة. تنقسم إلى الرقصة الفردية والزوجية والجماعية الصغيرة والجماعية الكبيرة. عدد شخصيات موضوعاتها كبير، أشكالها مختلفة، حركات الرقص مختلفة حسب الشخصيات المختلفة، مثلا، حركات الشيطان قوية وشرسة كأنها من أعمال النحت؛ حركات إله الأيل منطلقة وجريئة تحتاج إلى مهارات متفوقة في السباق؛ حركات رقص الجماجم مرنة ورشيقة، تقفز أحيانا مع أصوات الطبول وتؤدي حركات مرحة وفكاهية أحيانا أخرى.

رقصة تشاما منتشرة في منطقة منغوليا الداخلية انتشارا واسعا، تعرض في الأعياد الدينية في معظم المعابد.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي