CRI Online

تناول الطعام عن طريق العودين

cri       (GMT+08:00) 2015-11-05 09:17:03

قيل إنه في العالم ثلاثة أساليب لتناول الأطعمة. ويستخدم الأربعون بالمائة من الناس أيديهم لتناول الأطعمة مباشرة، ويستخدم الثلاثون بالمائة منهم الملاعق بينما يتناول الثلاثون بالمائة منهم الأطعمة عن طريق العودين.

يعتبر العودان اختراعا كبيرا لدى الصينيين. ويسمى العودان بـ"كواي" باللغة الصينية الآن. ووفقا للسجلات الوثائقية القديمة، بدأ الناس يسمونهما بتشو أو جيا في عهد أسرة ينشانغ الملكية قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة. ثم سموهما بجين خلال القرنين السادس والسابع الميلاديين. وجاء في الوثائق التاريخية أن المراكبية في نهر اليانغتسي في جنوب الصين بدأوا يستبدلون اسم "تشو" بـ"كواي". ثم سموهما بـ"كواي" بصورة رسمية في عهد أسرة سونغ الملكية منذ القرن العاشر الميلادي.

كيف اخترع العيدان؟ وفقا لتكهنات الخبراء، عندما يطبخ أحد الأشخاص في التاريخ القديم طعامه، كان يقطع عشوائيا غصنين من الشجر أو قضيبين من البامبو ليلتقط الطعام بهما للأكل. وبفضلهما، يمكن من أكل طعام لذيذ ساخن وتذوقه بدون إحراق يديه بالنار. فتطور الغصنان أو القضيبان إلى عودين.

إن شكلهما بسيط للغاية، أي عودان رفيعان صغيران. وإن الجزء الأعلى المربع لكليهما أغلظ من الجزء الأسفل المستدير. وبفضل مزايا شكلهما، يسهل حملهما وتجنب سقوطهما من اليدين. كما يصعب تحركهما أو تدحرجهما إذا وضعتهما على الطاولة. ولا يؤذيان جرح الشفتين واللسان عند أخذ الطعام إلى الفم بطرفي العودين. وبعد انتشار "العيدان" إلى اليابان، بدأ اليابانيون يصنعونهما بشكل مخروطي. لأنهم يفضلون أكل الأطعمة النية والباردة مثل شرائح الأسماك النية وما أشبه ذلك، فمن السهل استخدام هذا النوع من العودين.

مع أن تناول الصينيين الأطعمة عن طريق العودين أصبح أمرا معتادا، غير أن الصينيين يولون اهتماما كثيرا لاختيار المواد الخام والنقوش والزخارف عليهما. وكانت في الصين عيدان مصنوعة من عاج الفيل والنحاس قبل أكثر من ألفي سنة. ومنذ القرنين السادس والسابع، كان البلاط الإمبراطوري وأجهزة السلطات وعوائل الأغنياء تستخدم العيدان المصنوعة من الذهب والفضة، والمنقوشة والمزخرفة باليشم والمرجان، كما كانت العيدان الفاخرة مرصعة برأس فضي بقصد كشف الأطعمة المسمومة، وإذا كانت الأطعمة مسمومة، فسيصبح لون الرأس الفضي أسود أو أخضر فورا.

يلعب العودان دورا مهما في عادات الصينيين الشعبية. وفي بعض المناطق، من اللازم أن يتضمن الأجهزة التي تجلبها العروس إلى بيت العريس زوجين من الطاسات والعيدان المعدة للعروسين والمربوطة بخيط أحمر والمسماة بطاسات الأبناء والأحفاد الأمر الذي يرمز إلى أن الزوجين الجديدين سيعيشان معا منذ ذلك الحين. ويشبه لفظ كلمة "العودين" بلفظ كلمة "السرعة" في اللغة الصينية، لذلك، فإن اهداءهما للعروسين يعني ضمنيا التمنيات لهما بإنجاب طفل في أسرع وقت ممكن. رغم أن العودين رفيعان وصغيران، لكنك لا بد أن تبذل جهودا معينة من أجل استخدامهما بمهارة.

وكثيرا ما جذبت مهارة الصينيين في استخدام العودين انتباه الأجانب، حتى تأسست في الدول الغربية مراكز تدريبية خاصة لتعليم الناس أساليب استخدام العودين. ويرى بعض خبراء الطب أن استخدامها يحرك أكثر من ثلاثين مفصلا وأكثر من خمسين عضلة للإنسان ويساعد على زيادة براعة اليدين وذكاء الذهن. وتعتبر الصين موطن العودين، لكن قيل إن أول متحف " للعيدان" في العالم أنشئ في ألمانيا ويعرض فيه أكثر من عشرة آلاف زوج من العيدان المصنوعة من الذهب والفضة واليشم وعظام الحيوانات وغيرها من المواد. وجاءت هذه العيدان من مختلف الدول والمناطق عبر مختلف عهود التاريخ، فيمكن القول إنه معرض عظيم.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي