|
||
cri (GMT+08:00) 2016-01-04 14:39:04 |
huaxia
|
تأسست جامعة الدراسات الأجنبية ببكين عام 1941، وتعتبر من أشهر الجامعات الصينية الخاصة بتدريس اللغات الأجنبية. وتدرس فيها أكثر من خمسين لغة مختلفة، وبما فيها اللغة العربية.
تقع الجامعة في الدائرة الثالثة الغربية بمدينة بكين، وتحيط بها عدة معاهد وجامعات أخرى، وإن هذه المنطقة تعتبر من أكبر وأشهر المناطق التي تتجمع فيها الجامعات المشهورة بالمدينة.
وعندما نتجول فيها، نجد أن الجامعة تتسم بمناخ عميق لمختلف ثقافات العالم، وذلك يترجم في المباني المتميزة العديدة، وبما فيها المبنى ذات لوني الأبيض والأصفر على خارجه، والذي يعلق في رأسه رمز جميل للهلال، وهو مقر كلية الدراسات العربية للجامعة.
بعد دخولنا إلى المبنى، نشعر كأننا في جامعة بدولة عربية، حيث تعلق لوحة تكتب فيها اللغة العربية على كل حجرة درس، كما ينتشر صوت القراءة باللغة العربية من الحجر إلى الممر.
الأستاذ شيو تشينغ قوه
التقينا في مكتب أساتذة الكلية بعميد الكلية الأستاذ شيو تشينغ قوه الذي كان يرحب بزيارتنا ترحيبا حارا، وعرفنا بما يدور حول تطور الكلية وعملية النمو التعليمي للغة العربية بالجامعة، وقال الأستاذ:
"تأسس تخصص اللغة العربية أصلا في جامعة اللدرسات الأجنبية ببكين عام 1958. وفي البداية، هو جزء من كلية أخرى، ثم أصبحت كلية مستقلة عام 1981. وفي العام الماضي، سميت هذه الكلية بكلية الدراسات العربية. ويعمل في هذه الكلية حاليا 17 معلما، وبمن فيهم الأساتذة ومساعدونهم والمدرسون. وتشتهر هذه الكلية بمهد الدبلوماسيين الصينيين في أرجاء البلاد."
قال الأستاذ شيوه إن كليته، بصفتها كلية خاصة بتربية الأكفاء المتخصصين في اللغة العربية، ظلت تعمل جاهدة على تعزيز تعاونها وتبادلاتها مع الجامعات والهيئات الثقافية بالدول العربية في مجالات الثقافة و التعليم وتبادل الأفراد، حيث قال:
"زارنا العديد من الشخصيات المشهورة بالدول العربية، وهم تبادلوا معنا الأفكار والتجارب في التعليم والثقافة، وبمن فيهم الشاعر العربي الكبير أدونيس والروائي المصري الكبير جمال الغيطاني والشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف والروائية المصرية المشهورة نوال السعداوي وإلى آخره. "
في ظل إصدار الصين للاستراتيجية المتمثلة في "بناء الحزام الاقتصادي وطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن ال21"، تسعى كلية الدراسات العربية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين إلى تربية المزيد من الأكفاء في اللغة العربية والقانون وغيرهما من المجالات لتنفيذ هذه المبادرة الوطنية المهمة. وبالإضافة إلى ذلك، نشر الخبراء والباحثون والأساتذة الصينيون المتخصصون في مختلف المجالات عدة مقالات علمية على وسائل الإعلام بالدول الواقعة على هذا الطريق المشهور. وفي هذا الصدد، قال الأستاذ شيوه:
" أنشأنا مؤخرا مركز تبادل إعلامي صيني عربي، لنشر الأفكار المتعلقة ببناء طريق الحرير والحزام الاقتصادي على العالم العربي، وإعداد الأكفاء الذين يجيدون اللغة العربية وكذلك القوانين والشؤون التجارية والاقتصادية للدول الواقعة على طريق الحرير والحزام الاقتصادي. وأنا شخصيا، نشرت مؤخرا بعض المقالات على الصحف العربية، وبما فيها الأهرام والحياة اللندننية، لتعريف العالم العربي بمبادرة طريق الحرير والحزام الاقتصادي."
وحول الخطط المستقبلية للأعمال التعليمية للكلية، قال الأستاذ شيوه إن تربية المزيد من الأكفاء ذوي المستوى العالي في اللغة إضافة إلى المعلومات الثقافية الوافرة والأخلاق الشخصية الطيبة هي من الأهداف الرئيسية التي يعمل كل أساتذة الكلية لتحقيقها في أعمالهم التعليمية.
درس المحادثة
بعد توعدينا لعميد الكلية الأستاذ شيوه، أتينا إلى باب حجرة درس كان يجري فيها درس المحادثة لطلاب الصف الثالث، ودخلنا إلى الحرجة بدون إزعاجهم. وكان موضوع الدرس هو الفرق بين المرأة والرجال. وأعرب الطلاب عن آرائهم باللغة العربية، بينما وجهت لهم الأستاذة وفاء من سوريا بعض الإرشادات لمساعدتهم على معرفة ما هي التعبيرات الصحيحة للغة العربية الفصحة.
حول موضوع "الفرق بين الجنسيين"، أعربت الطالبة الصينية حياة عن آرائها ابتداء من حكاية القصة التي حدثت في طفولتها، وإنها ترى أن التمييز بين المرأة والرجل ما زال موجودا في المجتمع الحالي، غير أنها تثق في أن تشهد هذه الحالة تحسنا تدريجيا في المستقبل، حيث قالت باللغة العربية بصورة سليمة
"كان لأخي الصغير قلدة فضية وعمره عاما، وسألت أمي: لماذا لم أكن لدي مثل هذه القلدة؟ وقالت أمي إن هذه الهدية تهدى للولد فقط حسب تقليد القرية. وفي الوقت الحالي، وجدت أن بعض الشركات لا تريد تعيين المرأة لتعمل فيها. لأن المرأة تحتاج إلى إنجاب أطفال ورعاية الأسرة. وأتمنى أن يشهد التمييز بين الجنسيين تغيرا في المستقبل."
الأستاذة وفاء في مقابلة مع مراسلة إذاعة الصين الدولية
وبعد هذا الدرس، أجرينا حوارا مع الأستاذة وفاء التي جاءت من سوريا إلى بكين عام 2013 للعمل في هذه الجامعة، وقد أقامت في بكين مع زوجها الذي يعمل أيضا في نفس الجامعة معها لمدة سنتين. وقالت الأستاذة إن الحياة الحالية تعجبها كثيرا، كما يعجبها التعامل مع الطلاب الصينيين وكذلك الأساتذة الصينيين الآخرين بالكلية، حيث قالت:
" يعجبني شيئان في الجامعة، الأول هو أن الجامعة تعطي للأساتذة حرية تامة لتعاملهم مع الطلاب في الصف، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، إن الطلاب مجتهدون ويحترمون الأساتذة كثيرا."
كما ذكرت الأستاذة السورية أن طلاب الكلية يبذلون جهودا كبيرة في دراستهم للغة والثقافة العربية. بينما قال الطلاب إن اللغة العربية تعتبر من أصعب اللغات في العالم، غير أنهم لم يندموا اختيار تعلم هذه اللغة كتخصصهم الدراسية في الجامعة، حيث قالوا لنا:
"إن اللغة العربية صعبة، وصعبتها هي القواعد والكلمات، غير أنني أحب هذه اللغة وأحب جامعتي ---جامعة الدراسات الأجنبية ببكين."
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |