CRI Online

عيد الربيع – أهم الأعياد التقليدية الصينية

cri       (GMT+08:00) 2010-03-16 09:34:56







 "جياوتسي" عبارة عن فطائر من العجين المحشو باللحم والبحريات والخضروات


فائزة: أعزائي المستمعين، السلام عليكم، تحييكم فائزة تشانغ لي من بكين، ومرحبا بكم في الحلقة الأولى من برنامجنا الأسبوعي الجديد "الصين في عيون الأجانب" الذي يتحدث فيه زملاؤنا العرب العاملون في القسم العربي بإذاعة الصين الدولية عن الصين من كل نواحيها— اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا وثقافيا وما إلى غير ذلك. نتمنى أن تتعرفوا بشكل أفضل وأكثر تفصيلا على هذا البلد الصديق من خلال عيون إخوتكم وأخواتكم العرب المقيمين فيها. هيا لنتعرف على ضيفتنا اليوم الزميلة شمس. أهلا ومرحبا بك شمس


شمس: أهلا وسهلا ومرحبا بكِ، ومرحبا بمستمعينا الكرام.

فائزة: شمس، أعتقد أن الكثير من المستمعين قد تعرفوا عليك من خلال برنامجنا الأسبوعي "رسائل المستمعين"، وأنت مقدمة جديدة لهذا البرنامج. ورغم أنك عضوة جديدة في القسم العربي بإذاعة الصين الدولية، لكنني أعرف أنك تعيشين في الصين منذ سنوات، لذلك، يمكن القول إنك تعرفين الصين معرفة جيدا.

شمس: إلى حد ما. مثلما قلتِ أنا أعيش في بكين منذ سنوات، فمن خلال تواصلي مع الصينيين، وما رأيته بأم عينيّ، عرفت وفهمت الصين أكثر فأكثر مع مر الأيام، ويعجبني تاريخ الصين العريق وثقافاتها المتنوعة وود الصينيين مع الأجانب.

فائزة: إذن يا شمس، قبل فترة قصيرة، كان الصينيون يحتفلون بعيد الربيع التقليدي الصيني. فما رأيك أن نتحدث اليوم عما يخص هذا العيد؟

شمس: فكرة جيدة.

فائزة: فلنعرّف أصدقاءنا المستمعين أولا بطبيعة هذا العيد.

شمس: حسنا. ما أعرفه هو أن هذا العيد يحل في اليوم الأول من الشهر الأول حسب التقويم القمري التقليدي الصيني. ولأنه يصادف اليوم الأول من السنة حسب التقويم القمري، فيسمى أيضا ب"رأس السنة القمرية الجديدة". ويعتبر هذا العيد أكبر الأعياد التقليدية الصينية.

فائزة: بالضبط. وفي الحقيقة أن هذا العيد لا يقتصر على يوم واحد أو يومين فقط، بل يستمر لمدة طويلة. هل تعرفين ذلك؟

شمس: طبعا. شعرت بذلك أولا، ثم عرفت حقيقته. في البداية، لاحظت أن الصينيين يستعدون لقضاء عيد الربيع قبل موعده بمدة طويلة، ويتناولون أشياء موحدة في بعض المناسبات. فسألت أصدقائي عن سبب ذلك، فأخبروني أن عيد الربيع بمعناه الواسع يدوم أكثر من شهر، ويشمل العديد من المناسبات الناجمة عن الطقوس القديمة، منها اليوم الثامن في الشهر الأخير من السنة والذي يسمى بعيد "لابا"، حيث يتناول الصينيون نوعا من الحساء يشمل كل أنواع الحبوب رمزا إلى تحقيق الحصاد الوافر في السنة المقبلة، والعيد الصغير الموافق ال23 من هذا الشهر، حيث يجهزون مأكولات وافرة كجزاء لإله الموقد آملين في وفرة وتنويع المأكولات في السنة الجديدة، ويستمر العيد حتى ال15 من الشهر الأول في السنة الجديدة، ويسمى هذا اليوم بعيد الفوانيس وهو رمز لانتهاء عيد الربيع كله.

فائزة: هل هناك ما يعجبك خلال العيد؟

شمس: بالتأكيد. هناك أشياء كثيرة تعجبني مثل زيارة المهرجانات الشعبية وإشعال المفرقعات والألعاب النارية والتمتع بعروض الفوانيس المتنوعة. ولكن الأكثر متعة بالنسبة لي في هذه المناسبة هو أكل "جياوتسي".

فائزة: هل تحبين "جياوتسي"؟

شمس: جداً!فأنا لا أتمتع بطعمها اللذيذ فقط، بل أتمتع أيضاً بأسلوب عملها وثقافتها. ومن المعروف أن الصينيون يقدرون الطعام كثيراً ويستمتعون به ويتفننون في صنعه وإضافة النكهات الطبيعية عليه. ويعتبر الطعام الصيني أحد أسباب السعادة الأربعة المشهورة. وطبعا هناك مأكولات خاصة بعيد الربيع، ولكن تختلف أنواعها بإختلاف المناطق في الصين. ففي شمال الصين يأكلون "جياوتسي" وهي عبارة عن فطائر من العجين المحشو باللحم والبحريات والخضروات، وفي الجنوب، يأكلون حلوى يسمى "نيانقاو" ومعناها "كل عام وأنتم في رقي". وأنا شخصيا أقمت في بكين شمالي الصين منذ سنين، فأصبح طبق "جياوتسي" طعاما مفضلا بالنسبة لي. وأعتبرها من أشهر الأطعمة التقليدية التي تجسد خلاصة الثقافة الصينية.

فائزة: يا شمس، كما تعلمين، يعلق الصينيون عادة أمنياتهم في بعض الأشياء الملموسة. هل تعرفين ماذا يرمز إليه "جياوتسي:؟

شمس: إنه يرمز إلى لم الشمل، لذلك يأكله جميع أفراد الأسرة خلال وجبة لم شمل العائلة عند وقفة العيد. ويكرم بها الصيني الضيوف، تعبيراً عن كرمه وترحيبه بهم. وأعتقد أنه إذا لم يأكل أجنبي "جياوتسي" خلال زيارته للصين، ربما يسخر الآخرون منه بعد عودته الى بلاده ويقولون له إن زيارته للصين لم تكتمل.

فائزة: بالضبط، ونفس الحالة بالنسبة للصينيين، إذا لم آكل "جياوتسي" خلال أيام عيد الربيع، فسأشعر بأنني لم أقض العيد إطلاقا. يا شمس، هل تعرفين أسلوب صنع "جياوتسي"؟

شمس: نعم. سبق لي أن صنعتها مع أصدقائي الصينيين، لذلك أعرف قليلا. لكن "جياوتسي" لها أشكال متنوعة، ويقال إنه في إحدى مدن الصين أكثر من 300 نوع من "جياوتسي". فأنا أعرف الطريقة البسيطة لعملها. وهي عبارة عن حشوة ملفوفة بعجينة يتم غليها بالماء. وحشوة "جياوتسي" مصنوعة من اللحوم أو الخضروات. وغالبا ما تصنع باللحوم المخلوطة بالخضروات المفرومة. وخلال عملية إعداد الحشوة، يجب الاهتمام أكثر بتقطيع الحشوة، أي وضع اللحوم والخضروات والبصل والزنجبيل وغيرها بصورة منسجمة على المرقّة وتقطيعها بالساطور بصورة دقيقة. وبعد إعداد الحشوة، يهتم الناس بشكل "جياوتسي" أيضا. وتعود الناس في معظم مناطق البلاد على لفّها في شكل هلال باعتباره شكلا تقليديا مألوفا لهذا النوع من الطعام. وتفضل بعض الأسر إعدادها على شكل سبيكة ذهبية أو فضية وهي العملات القديمة في الصين متمنيه أن تصبح الأسرة ثرية وتملك الكثير من الذهب والفضة. أما أبناء الأرياف، فيعدوناها على شكل سنبلة قمح مما يجعلها تبدو كحبات مكتنزة من السنابل متمنيين تحقيق حصاد وفير في السنة الجديدة.

فائزة: إذن، أي شكل تجيديه؟

شمس: أستطيع لفها على شكل الهلال فقط. وبعد لفّ "جياوتسي"، يحين وقت سلقه. فبعد أن يغلى الماء في القدر، يمكنك أن تضعها في الماء النقي واحدة تلو الآخرى. وبعد ذلك، يتعين عليك أن تحرك الماء في قاع القدر بمعلقة كبيرة لضمان عدم إلتصاقها بقعر القدر أو ببعضها البعض. وأثناء عملية السلق، يتعين عليك عموما أن تضيف ماء باردا الى القدر ثلاث مرات منفصلة. وبعد خمسة عشر دقيقة تقريبا، تصبح ال"جياوتسي" ناضجة ولذيذة. وعند الأكل، يحب الناس تناولها مع الخل وزيت السمسم.

فائزة: يبدو أنك تجيدين أسلوب طبخها وتعرفين كثيرا ما يخصها.

شمس: بالتأكيد أجيد طبخها، فأنا طباخة ماهرة، بالإضافة إلى أننا عندما نحب شيء ما نحاول جاهدين معرفة كل ما يخصه. فبالإضافة إلى ال"جياوتسي" التي أحبها كثيرأ، هناك طبق رائع آخر، أرجو أن يسعفنا وقت البرنامج للحديث عنه. وهو طبق "شوي جو يو". اسمحي لي استاذه فائزة أن اتحدث عنه باختصار وأرجوكي لا تقولي لي وقت البرنامج انتهى.

فائزة: تفضلي.

شمس: هذا الطبق ليس مرتبط بعيد الربيع، لكنه يشتهر بمقاطعة "سيتشوان" جنوب غربي الصين. وهذا الطبق حار جداً، فمقاطعة سيتشوان تشتهر بالأطعمة الحارة ولكن ذات طعم مميز لا يمكن أن ينساه أبداً أي أحد يتذوقه وسيظل يحن إلى هذه الأطعمة مهما ذهب بعيداً.

شمس: طبق "شوي جو يو" هو أول طبق تناولته في الصين. وقد رشحه لي زوجي. لأنه قد سبقني في حب هذا الطبق اللذيذ. كلمة "يو" تعني باللغة الصينية "سمك". حيث يتكون هذا الطبق من سمكة كبيرة تقطع إلى قطع صغيرة ثم تسلق هذه القطع وتحمر تحميراً خفيفاً، ويوضع عليها الكثير والكثير من الماء المخلوط بالزيوت الصينية ثم يوضع في الطبق نوع معين من الفول النابت وعليه هذا الماء والزيوت الصينية وكمية كبيرة جداً من الفلفل الأحمر الحار ثم توضع قطع السمك هذه في الطبق بشكل فني.

فائزة: شمس للأسف قد اقتربنا من موعد انتهاء هذه الحلقة من برنامجنا الأسبوعي "الصين في عيون الأجانب". فشكرا شمس، وأتمنى أن تحكي لمستمعينا العرب المزيد مما رأيته وشعرت به في الصين في حلقات أخرى.

شمس: بالتأكيد سيسعدني جداً أن أحكي لأصدقائي المستمعين كل ما يعجبني في الصين. وأن أجعلهم يرون الصين بعيوني.

فائزة: أيها المستمعون الكرام، إلى هنا قد وصلنا إلى نهاية حلقة اليوم. وأتمنى أنها قد نالت إعجابكم. وشكرا لحسن متابعتكم، وإلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي