CRI Online

الحديث عن رياضة الووشو الصينية (الجزء الأول)

cri       (GMT+08:00) 2010-03-24 10:44:41







الممثل الصيني جيت لي

فائزة: مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم، تحييكم فائزة تشانغ لي من بكين، ومرحبا بكم في حلقة جديدة من برنامجنا الأسبوعي "الصين في عيون الأجانب". ومعنا في هذه الحلقة الزميل أنور أحمد الذي جاء من اليمن ويعمل حاليا مصمما لموقعنا العربي التابع لإذاعة الصين الدولية.

أهلا ومرحبا بك يا أنور.

أنور: أهلا وسهلا يا فائزة، ومرحبا بالأصدقاء في أنحاء العالم العربي. سعيد جدا بأن أكون ضيفا في حلقات هذا البرنامج الذي أتمنى أن ينال إعجابكم، كما أتمنى أن أوفق في نقل ما أستطيع عن الصين لأكون عينكم هنا، لأساهم في تعريفكم بما رأيت وما شعرت به هنا في الصين.

فائزة: جميل. علمت يا أنور أنك كنت قد تعلمت الووشو في إحدى الجامعات في الصين أليس كذلك؟

أنور: أجل، حبي العميق للثقافة الصينية جعلني أكرس جزءا من وقتي لدراسة الووشو

فائزة: إذن فلنتحدث في حلقتنا اليوم عن رياضة الوشوو الصينية أو الفنون القتالية الصينية المعروفة بالكونغ فو، وهو أحد الموضوعات المتصلة بالتراث الصيني والمنبثقة من صميم الثقافة الصينية، والأهم من ذلك أن هذا الموضوع أذهل العديد من الأصدقاء الأجانب منذ أن عرفوا الصين، فأحبوا الصين من خلاله وعشقوها. وقد يكون الزميل أنور واحدا منهم. في البداية نود أن نقدم للمستمع العربي الترجمة الحرفية لكلمة (ووشو) باللغة العربية؟

أنور: الوشوو باللغة الصينية منقسمة إلى كلمتين-- (وو) التي تعني مهارات القتال العسكرية وكلمة (شو) التي تعني (فن)، لهذا فالمعنى القريب باللغة العربية لهذه الكلمة هو الفنون القتالية العسكرية أو فنون المهارات القتالية، لكن كونغ- فو فهي كلمة لا تعني بالضرورة هذه اللعبة القتالية، فالمعنى الحقيقي لكلمة الكونغ – فو أو (القونغ- فو) باللغة الصينية هو القدرة أو الإنجاز في مجال معين، فالمهارة والإتقان والتفوق كلها معان لهذه الكلمة.

فائزة: هذا صحيح. فلاعب الأكروبات مثلا عندما يقدم عرضا مبهرا نقول ( قونغ–فو اللاعب ممتازة)، لكن الكثير من الأجانب لا يستطيعون التمييز بين الكلمتيين، وكلتا الكلمتين تعني الوشوو بالنسبة لهم، لكن مهما كانت الترجمة الحقيقية لكلمة ووشو تظل هذه اللعبة محط أنظار الأجانب في العالم بمضمونها الحقيقي.

أنور: بالضبط. فإلى جانب أن الوشوو تعد من نفائس التراث والثقافة الصينية، فهي إحدى الرياضات المميزة في فنون الدفاع عن النفس في العالم، والتي تحمل في طياتها الكثير من الأسرار المتعلقة بكيفية التوافق النفسي والجسماني، ويرى الكثير من الرياضيين أن بقية الرياضات الأخرى في الدفاع عن النفس كالتكوندو الكورية والكاراتيه اليابانية والملاكمة التايلاندية ما ظهرت إلا بعد ظهور الوشوو الصينية، بل وذهب منهم إلى القول إن جميع الرياضات القتالية في شرق آسيا انشقت من رياضة الوشوو لقدم تاريخ هذه الرياضة وانتشار مدارسها في الصين وما حولها على مدى تاريخها الطويل.

فائزة: يوجد هذا القول. وفي الصين، كانت وما زالت رياضة الوشوو من الأنشطة المنتشرة في عموم البلاد، وإذا زرت الصين، فستجد الناس عامة وكبار السن خاصة عند الصباح الباكر يزالون التمارين الخاصة بملاكمة التايجي في المتنزهات العامة، إيمانا منهم بأهمية هذه الرياضة وفوائدها الصحية للجسم، أما المتخصصون في هذا المجال، فيبدؤون ممارسة الووشو من سن الصغر، فالطفل من عمر الرابعة، يمكنه البدء في تدريبات اللياقة البدنية سواء كان ذكرا أم أنثى، و يستمر في التمرين على أساسيات الووشو حتى يبلغ مستوى معين يؤهله لخوض بطولات الووشو الاستعراضية. أما البطولات القتالية فيجب على اللاعب أن يصل إلى سن بعد 15 حتى يكون مؤهلا نفسيا وجسمانيا. والواقع أن الخلفية التراثية الغنية لهذه الرياضة هي التي تجعل الشعب الصيني يتمسك بهذه الرياضة ويتوارثها جيلا بعد جيل، ولكن ما هو السبب الذي يجعل الأجنبي يقرر السفر إلى الصين لتعلم الوشوو؟

أنور: الأسباب كثيرة ومتعددة. فبغض النظر عما تقدمه السفارات الصينية في مختلف البلدان من أنشطة سياحية جميلة حول الصين في مختلف المجالات بما فيها الرياضة والعديد من هذه المصادر الأخرى، لا بد أن أقول إن الأفلام الصينية لعبت دورا كبيرا في انتشار هذه الرياضة بشكل واسع، العديد من الأجانب أتوا إلى الصين وهم يحلمون بأن يطيروا يوما كما يظهر نجوم السينما الصينية في الأفلام، فمثلا كانت أفلام بروس لي (لي شياو لونغ) من أكثر المواد التلفزيونية التي تجذب انتباه المشاهدين الشباب في العالم العربي، بل العالم أجمع، صور بروس لي المعلقة في حيطان غرف الشباب في أكثر المنازل تعكس مدى انتشار الثقافة الصينية من خلال هذه الشخصية، لا أخفى عليك أنا شخصيا كانت معي واحدة من تلك الصور، ولا زالت معلقة بمنزلي في اليمن حتى الآن.

فائزة: حقا؟

أنور: طبعا! وفي اعتقادي أن هذا سبب من أكثر الأسباب التي تجعل الأجنبي يحط رحاله في الصين في رحلة البحث عن الوشوو الصينية.

فائزة: حسب تجربتك الشخصية، كيف يبدأ الأجنبي بدراسة علوم الوشوو في الصين؟

أنور: لا أخفى عليك بأن الأجنبي سيشعر ببعض الإحباط عندما يصل إلى الصين ويستوعب الوضع هنا، فبعض الحقائق ستصطدم بتوقعاته، وربما تثير الشعور بخيبة الأمل في البداية، فهو يتوقع أن الصينيين كلهم يمارسون الوشوو، كما كنت أعتقد في الماضي أن الواحد يكفيه أن يصل إلى الصين فقط، ويمكن لأي صيني أن يعلمه الوشوو، ففي بلدي مثلا تقفز فكرة الوشوو إلى ذهني كلما أرى فيها أحد الصينيين، بل في جميع البلدان. ويمكن أن تشعر بهذه الفكرة من خلال بعض أفلام هوليود أيضا، فالصيني فيها يمثل رمزا للوشوو ويظهر كمعلم للوشوو في كثير من الأفلام.

المهم أن الأجنبي لا يجد هذا، والأقسى من ذلك أنه لا يجد من يستطيع الطيران في الصين، فحتى الذين يبرعون في الوشوو لا يستطيعون الطيران أو لديهم القوى الخرافية والقتال عن بعد والسيطرة عبر نقاط الوخز الصينية والكثير من هذه الأشياء التي تعود عليها الأجنبي عند مشاهدة الأفلام.

فائزة: هذه الأشياء تعتمد على المنتاج، وهي مستحيلة أصلا. هل كل الأجانب يحملون هذه الفكرة؟

أنور: ليس كل الأجانب، لكن معظمهم، وخاصة من عرف وأحب الصين عبر فنون الوشوو، لا يزال جاكي شان يحظى بكثير من الاحترام والتقدير في أوساط الأجانب. والسبب يعود إلى أنه قدم فكرة متميزة عن الوشوو الصينية، وينعكس هذا التأثير في ذلك الحب العميق الذي يكنه الأجانب تجاه الصين والشوق لرؤيتها، لهذا فحتى وأن لم يتعلم الطيران أو السيطرة أو القوى الخرافية، فالمعنى الحقيقي للوشوو أعمق بكثير من هذه الأفكار السطحية، حيث يحمل في مضمونه العديد من الذخائر التي لا يسعنا إلا ان نشدو بعبقريتها، ومن يصل إلى الصين عموما حتى وأن أتى للسياحة فقط، فسيجد الكثير من الكنوز التي تتمتع بها الصين حضاريا وثقافيا ورياضيا، وباختصار شديد فالصين تحمل ثقافة غامضة ممتعة ومثيرة تشد إليها كل من مرت عيناه على خارطتها.

فائزة: شكرا يا أنور. يبدو أن هناك الكثير مما يقال في هذا المجال، لكن وقت البرنامج يكاد أن ينتهي، لذا ففي الحلقة القادمة سنكمل بقية هذا الموضوع الذي طالما أثار شغف العالم. هذه تحية لكافة أصدقاء إذاعة الصين الدولية مني فائزة جانغ لي وهي لكم من أنور أحمد. وسنلتقي بكم في الأسبوع القادم لمواصلة الحديث عن ما بدأناه اليوم، ولا أنسى أن أذكركم بموقعنا على الانترنت على العنوان التالي: Arabic.cri.cn. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة إن شاء الله.

أنور: إلى اللقاء.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي