CRI Online

الحديث عن رياضة الووشو الصينية (الجزء الثاني والأخير)

cri       (GMT+08:00) 2010-03-31 09:52:16










أ: مستمعينا الأعزاء، السلام عليكم، تحييكم فائزة تشانغ لي من بكين، ومرحبا بكم في حلقة اليوم من برنامجنا الأسبوعي "الصين في عيون الأجانب" الذي سنستكمل فيها ما بدأناه في الحلقة السابقة. لايزال معنا في هذه الحلقة الزميل أنور أحمد من اليمن مصمم الموقع التابع لإذاعة الصين الدولية.

في الحلقة السابقة تحدثنا عن الوشوو ومضمون هذه اللعبة الرياضية التي شدت ولا زالت تشد أنظار العالم. وكان من آخر ما ذكرت لنا يا أنور في الحلقة السابقة أن المعنى الحقيقي للووشو أعمق بكثير من الأفكار السطحية، فماذا قصدت بذلك؟

أ: أولا تحية سريعة لاصدقائنا العرب في كل مكان في بداية هذه الحلقة، وثانيا أنصح كل من فاتته الحلقة السابقة بأن يستمع إليها على موقعنا على arabic.cri.cn، ليستطيع الربط بين معلومات هذه الحلقة والحلقة السابقة وأيضا لما قد فاتته من معلومات مهمة عن الموضوع، أدخل على الموضوع مباشرة وأقول إن الأجنبي يحتاج أن يمضي وقتا مناسبا حتى يستوعب معاني الووشو الحقيقية، فأنت لن تستطيع الطيران حقا، لكن ستتعلم كيفية ترويض نفسك لتحمل المشاق والمصاعب، جزء كبير من الوشوو يركز على اللياقة الذهنية والارتقاء الروحي، ويمهد الطريق إليك لتفهم الكثير من معاني الحياة الطبيعية، أن التأمل والتفكير هو أحد خصائص الوشوو، وهي بهذا تختلف عن بقية الفنون القتالية الأخرى التي يطغى عليها العنف والقوة دون الاهتمام البالغ بمنطق العقل.

ولكي تكتسب هذه العلوم والمعارف يجب عليك التحلي بالصبر والبحث الدائم عن المصادر العلمية وتنهل منها ما تستطيع. لهذا فالأجنبي سيعشق الوشوو أجلا وليس عاجلا وهي بهذا تتشابه كثيرا مع قصة القطعة الماسية التي تغطت تحت أطنان من التراب، لكن من يبحث عنها سيجدها وسيحتفظ بقيمتها الغالية.

ف :إذن من يتعلم الووشو لن يستطيع الطيران أو السيطرة على شي من بعد، ولكن يمكن للووشو أن تسمو بالروح البشرية عاليا. شئ رائع أنك قمت بربط الوشوو بالحياة الطبيعية يا أنور، أنا مثلا لم أتدرب الوشوو لكني يمكنني أن أشعر بمدى قيمة الوشوو من خلال هذا الشرح.

أ: سيشعر بأهمية ما نقول عن الوشوو كل من مارسها فعلا، فربما تكون الفكرة العامة عن الوشوو هو القتال أو الدفاع عن النفس، ولكن هناك ماهو أكثر قيمة من ذلك أو كما تعود أن يقول لي أستاذي فيما مضى هو أن الوشوو في معانيها تحمل ماهو أعمق من ذلك ، فمثلا السيطرة على نفسك ساعة القتال هو أكثر قوة من الخوض في القتال نفسه، تدريب النفس على تحمل المشاق بكافة أنواعها لتستخدمها في خوض غمار الحياة بكافة صعوباتها هو أكثر فائدة من تكريس جهدك للقتال فقط وتحدي الآخرين ، بذل نفس الوقت الذي تمضيه بتدريب جسمك في تدريب عقلك هو حكمة بحد ذاتها، والسر في الوشوو هو الممارسة وليس المعرفة فقط.

ف: ما أجمل هذه الكلمات يا أنور. بالمناسبة ما هي الأماكن التي يتدرب فيها الأجانب الوشوو في الصين؟

أ: في بكين توجد العديد من الأماكن والصالات الرياضية المتخصصة، فجامعة الرياضة في بكين هي أحدى الجامعات الأكاديمية التي تعد الكثير من اللاعبين والخبراء والحكام لهذه الرياضة، ويشارك طلاب جامعة الرياضة ببكين في العديد من المسابقات ويحرزون مستويات متقدمة، ويكفي أن نذكر هنا أن أحد أبطال أفلام الحركة الأمريكية في الوقت الحالي (جت لي) أو (لي ليان جيه) هو أحد خريجي هذه الجامعة.

لكن ليست بكين وحدها التي تنتشر فيها هذه الرياضة. فالوشوو في الصين تنقسم إلى ملاكمات، وتتسم كل ملاكمة بخصائصها، وتتميز بمميزات الأرض التي تنتمي إليها فالوشوو في المناطق الغربية تعتمد على القدم واليد على حد سواء، والملاكمة الجنوبية تعتمد على اليد بشكل كامل. ولهذا فالقادم إلى الصين لتعلم هذه الرياضة سيجد العديد من الاختيارات التي يمكنه أن يبدء منها. ويمكنه أن يبدء بالملاكمة التي يشعر أنها تناسبه.

ف: عندما نتحدث عن الووشو، لا بد أن نذكر معبد الشاولين في مقاطعة خانان والذي يعتبر مهد رياضة الوشوو. لقد كان هذا المعبد محاطا بخصوصية بالغة. وظل الأجانب يحلمون منذ قديم الزمان بتعلم الكونغ فو هناك. وحتى وقت ليس ببعيد، كان يمنع دخول الأجانب لحضور دروس الوشوو في المعبد، وكان تعليم الوشوو ينحصر على الصينيين أنفسهم فقط. أما اليوم فهناك العديد من مدارس الووشو قرب المعبد في مقاطعة خانان والتي يقصدها الآلاف من الشباب المولعين بهذه الرياضة. وبالإضافة إلى ذلك تم بناء (دار كونغ فو شاولين) والذي يغطي مساحة 4472 مترا مربعا بغرض قبول التلاميذ الأجانب بصورة رئيسية.

يعني أن حلم الأجنبي بالأمس تحول إلى حقيقة اليوم، فالمعروف أن ووشو معبد الشاولين تعتبر من أقدس العلوم في الصين، ولا يزال المعبد يمتلئ باسرار الوشوو، فالصيني الذي يتعلم على أيدي كهنة معبد الشاولين يتلقى احترام الجميع هنا باعتبار ما درسه من علم لا يمكن مقارنته بأي مكان أخر.

أ: الاجنبي الذي يدرس الوشوو في الصين فقط ، في أي مدرسة كانت يحظى باحترام كبير في الخارج كونه تلقاء علوم الرياضة في مهدها وفي أرض منشأها، لذا فمن يحظى بفرصة دراسة الوشوو في معبد الشاولين فسيعتبر من الخبراء الأجانب القلة الذين يشار إليهم بالبنان.

ف: طيب، يبدو أن الوقت يمر بسرعة، فقد اقتربنا من موعد انتهاء هذه الحلقة، لكن الحديث ما زال طويلا. على كل حال، فإن الووشو رياضة شعبية لا يحبها الرياضيون المتخصصون فحسب، بل تلقي إقبالا شعبيا واسعا، حيث يفضل الكثير من أولياء الأمور إرسال أبناءهم إلى الصالات الرياضية الخاصة للتدرب على الووشو في أوقات فراغهم. ونتمنى أن تتوارث هذه الرياضة بشكل جيد في المستقبل بل تتطور باستمرار حتى يتم إدراجها كلعبة أساسية في ألعاب الأولمبياد في المستقبل القريب.

وهكذا أعزائنا المستمعين تنتهي حلقة هذا الاسبوع شكرا لزميلي أنور، وشكرا لأصدقائنا الذين يتابعون برامجنا عبر الأثير أو موقعنا على الإنترنت. ولا يفوتني أن أذكركم بموقعنا على الانترنت على العنوان التالي: arabic.cri.cnوإلى اللقاء في حلقة جديدة وموضوع جديد في الأسبوع القادم فكونوا معنا.

أ: إلى اللقاء!

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي