CRI Online

يغنّون بالعربيةِ والصينيةِ..

cri       (GMT+08:00) 2012-12-31 11:00:53

يلينا نيدوغينا

لماذا هي الكتابة ضرورية عن مسابقة اللغة العربية التي جرت أخيراً في الصين، بمبادرة ومتابعة ورعاية شاملة من جانب إذاعة الصين الدولية، ومساهمة مُمَيزة من قسمها العربي ومديرته مُحَرِّكِه الأبدي الأُستاذة فائزة تشانغ لي؟. لكن بداية يجب التنويه الأساسي الى أن إختتام المرحلة الثانية من هذه المسابقة التي بدأت بداياتها منذ شهور في الصين الشعبية، قد نجحت في جذب جماعات جديدة من الطلبة الصينيين للإهتمام بلغة الضاد وقضايا العالم العربي وشؤونه، وهو مصلحة حقيقية وكبيرة لا تنحصر في دائرة الصينيين فحسب، إنما وفي دائرة العرب أجمعين أيضاً، وتدخل ضمن مصالح أُولئك العرب الذين لا يُدركون ذلك وينشغلون باللهو في قضايا ثانوية أو صراعات أزلية وذيلية للأجنبي المُستَكبِر المُستَعمِر وراحت عن بالهم تلكم العلاقات الإستراتيجية مع الصين، لذا يبقى الهدف الأعلى والمُنتِج هو التقريب بين عالَمين عربي له وزنه وثِقله العالمي عِبر التاريخ، وآخر صيني مارد وعظيم وكبير لم تتوقف أفران حضارته عن الإنتاج منذ ألوف السنين، فبقيت متصلة مع أهلها وبلادها، ولزاماً أن نذكر هنا بأن الحضارة العربية نادت على الملأ وصراحة على لسان نبي العرب الكريم وجامِعُهم وحَافِظِ لسانهم المستقيم محمد (ص) بنهل الحضارة في الصين ما وسعهم الى ذلك سبيلا.

الحفل الختامي لمسابقة اللغة في بكين كان كبيراً وحاشداً إذ جمع كِبار المسؤولين من وزارة الخارجية الصينية، وسفراء عرب تعتمدهم بلدانهم العربية لدى الصين، وخبراء في اللغة العربية من عدة جامعات، وممثلون لوسائل الإعلام ومنهم الخبير السوادني المعروف لدى الإذاعة الصينية الأستاذ النابه أسامة مختار, وقد شاركت في المسابقة التى استمرت ثلاثة شهور أشهر أقسام اللغة العربية في أكثر من ثلاثين جامعة ومعهداً من أنحاء الصين، وقد علّق على هذا الحدث الاستاذ "تسوي شي ليانغ" رئيس جامعة اللغات والثقافة في بكين، التي نظمت المسابقة برعاية إذاعة الصين الدولية، أن مثل هذه المسابقات تلعب دوراً غير محدود في تعزيز فهم الطلبة الصينيين للثقافة العربية، وبأن النشاطات التي اشتملت عليها المسابقة دفعت بالصداقة بين الشعب الصيني والشعوب العربية قدُماً الى الأمام. بينما أشار السيد "رن تشيان"، نائب رئيس التحرير العام لإذاعة الصين الدولية، إلى أنه تماشياً مع توسّع أعمال الإذاعة في البلدان الأجنبية خلال السنوات الأخيرة، اصبحت الصين فى حاجة ملحّة الى الكفاءات المُتقِنة للغة العربية، لذا فقد قدّمت هذه المسابقة فرصة لإكتشاف واجتذاب هذه الكفاءات، بينما يرى السيد ميرغني محمد صالح, رئيس البعثة الدبلوماسية العربية لدى الصين والسفير السوداني في بكين، بأن تعليم اللغة العربية في الصين يمضي بخطىً حثيثة وثابتة، ويَحظى بعناية من الدولة وواضعي السياسة الصينيين, فوجود أكثر من ثلاثين جامعة وكلية تدرّس اللغة العربية في الصين يَدلُ على اهتمام الصين بالدول العربية وشعوبها، وحرصها الشديد على تطوير العلاقات معها، واستطرد: "من هنا فانني أدعو الجامعات الصينية لتطوير علاقات التوأمة مع الجامعات العربية، ليتسني لها نقل الخبرات في مجال تدريس اللغة العربية".

في جانب آخر، يُذهل المرء حينما يرى ويستمع الى ألسنة الصينيين والعرب وهي تغني وتُطرب السامعين بلغتهم الصينية والعربية. ففي عشرات الجامعات والمعاهد والمدارس العربية والصينية التي تُدرّس العربية والصينية، وتُغني الطالبات ويُغني الطلاب باللغتين، مما يُدلل على البُعد الكبير الذي قطعه هؤلاء في سيبل تطوير العلاقات الثنائية من خلال إتقانهم غير المحدود للغتين ومَخَارِجِ الحروف والنطق السليم والكثير غيرها وقالبيتهم السريعة للتعلّم، وبأن العربية والصينية ستغدوان بالتالي في السنوات المقبلة لغتين حركيتين وشعبيتين للصينيين والعرب، لتبادل شامل للمعارف والثقافات، وجسراً متيناً لإمتزاج الحضارتين بعضهما ببعض وانسجامهما، حتى نصل الى المُبتغى، فيكتمل الجهد ويكون نهلُ العلمِ في نبعِ الصين رئيسياً وأساسياً كما أراده النبي العربي في وصيته الشهيرة.

*كاتبة وعضو المكتب القيادي التنفيذي للإتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي