برنامج خاص عن جائزة المساهمة في تطوير الصداقة الصينية الأفريقية

أصدقائي، قد مرت الصداقة الصينية الأفريقية ب50 سنة من التاريخ المشرق، وخاصة خلال السنوات الأخيرة ومع ازدياد التبادلات بين الصين وأفريقيا في شتى المجالات، يتطلع المزيد من الصينيين إلى التعرف على أفريقيا ودخولها والإقامة فيها. لذلك ومن أجل تعميم الصداقة الصينية الأفريقية وتقديرا للمساهمات الصينية في عملية التنمية الافريقية، نظمت جميعة الصداقة بين الشعب الصيني والشعب الافريقي اعتبارا من عام2006 أنشطة" جائزة المساهمة في تطوير الصداقة الصينية الأفريقية". ويصادف العام الجاري الدورة الرابعة لهذه الجائزة حيث تم اختيار10 فائزين يعملون على تطوير الصداقة الصينية الأفريقية وقدموا مساهمات بارزة في هذا المجال. في حلقتنا اليوم سنعرفكم على أحد الفائزين بجائزة المساهمة في تطوير الصداقة الصينية الأفريقية في هذا العام السيد تشن مو، المدير العام لشركة شانغهاي الدولية للأدوية والمسؤول الرئيسي لمشروع شركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة ، لنصغى إلى قصته المثيرة.

وطأت قدما تشن مو أرض قارة إفريقيا للمرة الأولى في عام 1998، ومنذ ذلك الوقت قضى تشن مو فترة شبابه هناك لمدة عشر سنوات. وبالعودة للماضي، واجهت تشن مو صعوبات لا يكمن تصورها في بداية تخطيط بناء شركة الاستثمار المشتركة للأدوية في السودان. كانت شركة شانغهاي الدولية للأدوية أرسلت ثلاثة أشخاص فقط إلى السودان لتأسيس الشركة حيث يرى السكان المحليون أن تأسيس وإدارة الشركة الحديثة للأدوية من ثلاثة أشخاص أمر مستحيل. غير أنه على رأس المدير تشن مو، أصبح المستحيل حقيقة. في ذلك الوقت، كان موقع الشركة بحي أركويت الخرطوم لم تصله بعد خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات، بدأ تشن مو وفريقه تأسيس الشركة من جر المياه ووصل الأسلاك. وبعد عمل جاد وشاق، نجح تشن مو وفريقه في إنشاء شركة الأدوية التي تزودت بالأجهزة الحديثة والظروف الطيبة.

وقال تشن مو متذكرا الماضي: "فعلا إن ظروف العمل والحياة في إفريقيا أضعف من الصين. بعد وصولنا إلى السودان وجدنا أن هناك كثير من الصعوبات التي تواجه تأسيس الشركة. ولكن جميع الموظفين في فرقتنا ضاعفوا الجهود وههيأوا الظروف بكل وسيلة ممكن وأخيرا تغلبوا على صعوبة الهندسة والأجهزة والمواصلات. بذلنا جهودا كبيرة في هذه العلمية وكنا مؤمنين بهدفنا مما سهل علينا مواصلة تطوير الشركة بشكل مستمر في هذه السنوات. هذا الإيمان هو الإلتزام بمسؤوليتنا باعتبارنا أشخاصا متخصصين في المجال الطب والأدوية ولذا لم نخيب أمل شركة شانغهاي الدولية للأدوية فينا وتقديم الضمان الصحي الأفضل للشعب الإفريقي."

وشق طريق جديد خارج البلاد لا يختبر الطاقة الجسدية والإرادة فقط بل يشكل تهديدا لأمن الحياة. كان تشن مو وقع على الأرض مغشيا عليه مرتين وأصيب بالسكنة الدماغية مرتين وهدد من عصابة المافيا مرتين. ولكن تشن مو قليلا ما يتذكر هذه الأمور بل لامس الموضوع ملامسة خفيفة " طالما قبلت المهمة سأبذل جهودي كافة من أجلها ولن أتخلى عنها. "

الآن، أصبحت شركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة بناءا رمزيا في المنطقة الصناعية بشمال الخرطوم حتى تسمى محطة المواصلات هناك بمحطة شانغهاي. وتعد هذه الشركة أول مصانع الأدوية التي حصلت على شهادة عمل التصنيع الجيد (GMP) من وزارة الصحة السودانية وأول شركة تصنيع أدوية انتجت الأدوية المضادة للملاريا محليا في السودان، وأول المؤسسة الصينية التي كونت فرق مبيعات بنفسها في أفريقيا، وتؤدي دورا ايجابيا لرفع مستوى تصنيع الأدوية في المكان المحلي وتحسين ظروف الطب والتصنيع الدوائي للسكان المحليين وإتاحة وظائف لمواطنين سودانيين. وتفقد الرئيس السوداني ونائب الرئيس السوداني ووزير الصحة ووزير الصناعة وغيرهم من كبار المسؤولين الحكوميين مصنع الاستثمار المشترك وقصوا الشريط عند افتتاح المصنع.

في عام 2008، كانت تعانى معظم الدول الغربية من أزمة مالية خطيرة وخفضت بعض الدول الغربية مساعداتها واستثماراتها في أفريقيا بالتتابع، غير أن شركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة أمام هذه الأزمة المالية لم تقلل الاستثمار المالي أوتخفض عدد العاملين أو توقف الإنتاج بل زادت الاستثمار ووسعت الوظائف وواصلت الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية مما يعنى أن علاقات التعاون الودية بين الصين وأفريقيا تستطيع أن تصمد أمام تجارب الزمن والتحديات العاصفة. حيث قال تشن مو المدير العام الشركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة:

" أولا نثق بأن السوق الأفريقية تملك أفقا مشرقا وستتطور إلى الأمام بنشاط. ثانيا وأهم شيء، أقمنا علاقات ودية مستقرة مع الحكومة المحلية والسكان المحليين وهم أعطونا تقديرا ايجابيا فلن نغير خطة التنمية في أفريقيا حتى الأن. ونتوقع إقامة علاقات التعاون في جنوب إفريقيا والمناطق الأخرى في المستقبل."

الجدير بالذكر، أن شركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة لا تنسى الرد على المجتمع في وقت التطوير السريع. حيث تبرع المصنع بدفعات من الأدوية والأجهزة الطبية كل عام عبر هيئة الهلال الأحمر والهيئات الطبية الأخرى، لمساعدة الفقراء والمنكوبين. إضافة إلى تقديم الأدوية المجانية للمعاهد والجامعات للقيام بالدراسة إجراء الاختبارات.

وقال السيد تشن مو: " أعتقد أن الشركة الصينية خارج البلاد يجب عليها الاضطلاع بالمسؤولية الاجتماعية فضلا عن تحقيق الفوائد الاقتصادية. لذلك نثابر على العناية بحياة العاملين السودانيين وتقديم المساعدات للسكان القريبين من المصنع والذين يحتاجون إلى المساعدة. أقترح على المؤسسات الصينية عدم نسيان الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية عندما تأسيس المصانع خارج الصين. "

في يوم ال21 من ديسمبر عام2012، أقيمت ببكين مراسم توزيع الجوائز للدورة الرابعة لجائزة المساهمة في تطوير الصداقة الصينية الأفريقية برعاية جميعة الصداقة بين الشعب الصيني والشعب الأفريقي وإذاعة الصين الدولية. تشن مو وتسعة صينيين آخرين فازوا بهذه الجائزة العظيمة.

وقف تشن مو على المسرح وتلقى الكأس والشهادة من نائب رئيس جمعية الصداقة للشعب الصيني مع الشعوب الأجنبية فنغ تسوه كو وسفير السودان لدى الصين السيد ميرغني محمد صالح وألقى كلمة أمام الجميع حيث قال:

" إن فوزي بهذه الجائزة شرف كبير لي وشرف لشركتنا. دخلت الشركة أفريقيا لمدة عشرين سنة، وجلبت الأدوية الممتازة لأفريقيا وأسست مصنع الاستثمار المشترك للأدوية وسط المجتمع المحلي، وقدمت الأدوية الضرورية للسكان المحليين لتحسين وضع نقص الأدوية ووفرت للشعب الأفريقي الحياة الصحية السعيدة. سرني وفخرت بذلك. إن الفوز بالجائزة تشجيع كبير لي وأود اتخاذ هذه الجائزة كنقطة انطلاق جديدة وأستعد تقديم مساهمات أكثر لقضية التعاون الصيني الأفريقي مع زملائي. "

إن تشن مو نموذج للتعاون الودي بين الصين والسودان. أشاد به سفير السودان لدى الصين السيد السيد ميرغني محمد صالح الذي سلمه الجائزة :

"السيد تشن مو قدم صديقا عزيزا لنا وقدم عملا كبيرا في تطوير علاقات الصداقة بين الصين والسودان وقدم تموذجا حقيقيا للصناعة الدوائية في السودان. نحن نقدر دور السيد تشن وزملائه ونجدد الشكر والتقدير لهم في هذا العمل الكبير والمهم."

بإلقاء نظرة عامة إلى 2000 مؤسسة صينية تتطور في أنحاء قارة إفريقيا، لا شك أن شركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة أبرز مؤسساتها. من قيمة اجمالي المبيع مليون جنيه سوداني في بداية تأسيس الشركة في عام 1998، حتى بلغت قيمة الاستثمار والتبادلات التجارية بين شركة شانغهاي الدولية للأدوية والدول الإفريقية عشرات الملايين من الدولارات الأمريكية اليوم ، ومن سوق السودان الوحيدة حتى 20 سوق في الدول الإفريقية حتى الآن. لا تشهد شركة شانغهاي-- سودان للأدوية المحدودة انجازات الشركة في مساعدة الشعوب الإفريقية على الانتصار على الوباء فقط بل تشهد مساهمات السيد تشن مو التعاون الاقتصادي والتجاري والقضية الودية بين الصين وأفريقيا.

كما قال نائب جمعية الصداقة للشعب الصيني مع الشعوب الأجنبية ونائب جمعية الصداقة للشعب الصيني مع الشعوب الإفريقية فنغ تسوه كو، إن هؤلاء الفائزين رسلا ووارثين للصداقة الصينية الأفريقية.

" إن الصين والدول الأفريقية كلها دول نامية وظلت الصين تدعم التنمية الأفريقية بكل الإمكانيات وقدمت مساهمات مهمة في رفع مستوى معيشة الشعب الأفريقي وتقديم فرص عمل لهم. وتحتاج محافظة على العلاقات الصينية الأفريقية المشرقة إلى دفعات من الصينيين الذين يتمتعون بتأثير وشهرة في الصين في مجال تعزيز التعارف بين الشعب الصيني والشعب الأفريقي ودفع علاقات التعاون الودي بين الصين والدول الأفريقية قدما إلى الأمام."