CRI Online

المعلومة جامعةٌ للأُمم

cri       (GMT+08:00) 2013-01-24 15:34:47

يلينا نيدوغينا-أهمية الصوت في العمل الإعلامي كبيرة وهي كأهمية المعلومة التي يُسّوِقُها هذا الصوت، وهي عناصر مؤثرة وتكون أحياناً قاطعة. ناهيك عندما يكون هذا الصوت نافذة مُشرَعة يُطل من خلالها الناطقون على الصين برحابتها، ومُعبِّراً جهورياً عن هيئة إذاعية موجّهة وتعتمد نهجاً إعلامياً سياسياً مُحَدَّداً وواضِحاً منذ سنين طويلة في محاكمتها للقضايا السياسية والاقتصادية وموضوعة العلاقات الدولية. هذا هو حال الإذاعة الصينية التي تبث بعشرات اللغات، التي من بينها العربية والروسية، وتصل يومياً الى المكان العربي بيسرٍ من المحيط الى الخليج، ومن موسكو وجزئيها الأُوروبي والآسيوي الى المحيط المتجمد الشمالي ومضيق بيرنغ، وتعرض نفسها كناقل موضوعي للحقائق والتحليلات التي تخضع لها هذه الحقائق، لذا حققت الإذاعة نقلة نوعية خلال السبعين سنة ونيف من عمرها، ولم تهرم، بل ها هي تُجدّد شبابها وتضاعف مِن عَطائها، وتغتني بمضامين إعلامية جديدة تفتح أمامها الأبواب العربية من مكتبها الجديد في موريتانيا والى الآخر في جُزر القمر.

لفت انتباهي مؤخراً تهنئة مدير عام الإذاعة الصينية، الأُستاذ وانغ قنغ نيان، بمناسبة وداع العام القديم، واستقبال السنة الجديدة 2013، وقد تمحورت التهنئة حول شعار الإذاعة الموصول عبر محطاتها التاريخية: "نشر الثقة وتعزيز التعاون وتعميق الصداقة"، فحَفِلت كلمته الإحتفالية بمضامين سياسية وإنسانية وصداقية. ففي السياسية كان المدير "وانغ" سبّاقاً للإشارة الى نجاحات الاذاعة بمختلف أقسامها ولغاتها في تغطية فعاليات المؤتمر الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، الذي أنه أعماله قبل أكثر من شهر، مقيماً المؤتمر على أنه "مهم" في عملية تحديث الصين والحياة السياسية للشعب الصيني برمّته، ولكونه أعطى إشارة واضحة في شأن توجهات التنمية المستقبلية للصين، ولأنه عزّز ثقة الصينيين بآفاق التنمية. وفي المنحى العالمي، والوضع الدولي الراهن، فكان المدير واضضحاً في تصريحه الذي قال فيه بان الأهم أن تكون الثقة متوافرة لدى الصينيين، سيّما في ظل الأزمة المالية العالمية. فالثقة ستسساعد الصين والصينيين على استكشاف "طريق الإنتعاش"؛ وليس هذا فحسب، بل وستُسهم في تذليل العقبات والصِعاب أمام الصين عند وقوع الكوارث، كالزلازل والأعاصير، وستكتل هذه الثقة الصينيين في إعادة إعمار البيوت المدمّرة؛ أما وعلى خلفية "اشتداد حدّة التوتر في بعض مناطق العالم"، فستكون هذه الثقة حافظة للسلام والوئام في المجتمعات البشرية"، خاصة وبأن العالم قد تمكّن من خلع القديم ليرتدي الجديد مُتحلّياً في الوقت نفسه بثقة مَكيِنة أوتادها في رُوحهِ، فلم تكن نهاية العام 2012 نهاية الكون، بل كانت نهاية السنة المنصرمة إنطلاقة جديدة الى رحاب المستقبل.

كان شعار "نشر الثقة وتعزيز التعاون وتعميق الصداقة" المبدأ الرئيس لإذاعة الصين الدولية في العام 2012، وسيبقى هو هو الشعار الفاعل وفي المستقبل أيضاً. ومن أجل تطبيق هذ الشعار المبدأ بذلت الإذاعة الصينية بمديرها الأُستاذ وانغ قنغ نيان، ومديرة قسمها العربي المستشرقة والمستعربة فائزة تشانغ لي، وبمساهمة فاعلة من ساعِدها الأيمن ونائبها السيدة سميرة تساي لينغ جي، جهداً كبيراً للمحافظة على ألق صوت إذاعة الصن الدولية وجاذبيته في الأصقاع العربية والروسية، حيث واصلت ترقية كفاءاتها الإعلامية بصفتها هيئة إعلامية دولية يلفُ صوتها عِبر المعمورة، فعملت على "تحويل مفاهيمها"، و"إصلاح آلياتها"، و"الارتقاء بمستوياتها الإعلامية". كما جهدت الإذاعة في تأسيس مكاتب لها خارج الصين، وفي البلدان التي تَكثر فيها مجموعات ومنتديات فاعلة من المستمعين إلى صوتها، ويتكاثر فيها أصدقاؤها، ويبقى الشعار تعزيز الثقة والتعاون و.. تقريب المسافات بين الإذاعة ومستمعيها، وإعداد المزيد من البرامج المتنوعة التي تلبّي مضامينها أذواق المستمعين، وتحديث وتنويع أشكال الوسائل من أجل تقديم معلومات شاملة لهم بطرقٍ أسهل وأسرع. ولم تنسَ الإذاعة بأن تجسيد هذا الجهد وترسيخه يتطلب تعديلات على مجمل البرامج، فكانت إذ ذاك "فورية" و"متلاقية" ورغبات أصدقائها المستهدَفين (بفتح الدال) بصوتها المُحبّب.

تولي الإذاعة مسألة قضية "الإتصال" جلَّ اهتمامها، وهي نفسها وسيلة إتصالية نافِذة، تعزّز مِن قِيم التفاهم والتلاقي وانسجام الشعوب. وبرأي المدير العام للإذاعة الأُستاذ وانغ قنغ نيان، فإن "المعلوماتية تخلق القيمة"، وهو لعمري مدخل فلسفي يُنتج تقييمات صحيحة، فهو يتّسمُ بالشمولية المقرونة بالواقعية لمفهوم الإعلام والصحافة والجماهيرية ووسائل النقل المعلوماتية. فقد أصبح العالَم "قرية صغيرة" بفضل الإعلام والإعلام الإجتماعي الذي خلقته العولمة ووضعته في متناول يد الصغير والكبير على حد سواء، فكانت المعلوماتية والمعلومات مُقَصِّرةً للمسافات ومُذلّلة للجبال الشاهقات ومهرولة عِبر السهول اليانعات، فوجب بالتالي جعلها هادفة وخادمة للأُمم بأهدافها الثابتة في عُبورِها للقوميات وفي الأُممية الإِنسانية. وبالرغم من ذلك، مايزال العالَم يواجه تحديات عديدة يرى سيادة المدير "وانغ" أن في مقدمتها "الفجوة التنموية بين مختلف الدول والمناطق"، التي "لا يجب" أن تكون سبباً في استحداث النزاعات وأمزجة الهيمنة، وهنا تبرز إذاعة الصين الدولية بمسؤولياتها الجِسام، فتظل حاملة لمِشعل الحَمَاسة ومواصِلةً مشوارها الإعلامي المقروء والمسموع والمرئي على الصعيد الدولي، وفي سبيل تفعيل شعارها الناضج الذي يزداد بريقه سنة في إثر سنة، رغبة منها بتعزيز التعارف والصداقة بين الأمة الصينية والأُمم والشعوب الأخرى.

*كاتبة وعضو المكتب القيادي التنفيذي للإتحاد الدولي للصُحفيين والكتّاب العرب أصدقاء الصين، وممثّلة العالم العربي في اللجنة التنفيذية لرابطة الصحافة الروسية العالمية.

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي