CRI Online

الحياة فوق السحاب ممكنة فقط في الصين

cri       (GMT+08:00) 2013-02-05 15:26:03










 

هل تمنيت أن تعيش فوق السحاب، وأن تنام على الأرض وأن ترى العالم تحت قدميك؟ هل حلمت أن تجلس أنت وشريكة العمر، تأكل في أفخم المطاعم، بينما تدور بك الطاولة في شكل دائري لترى العمارات الشاهقة أسفل منك والسيارات والناس أشبه بأسراب النمل؟ ربما هذا المشهد تتمناه ولكنك لن تستطيع أن تعيشه إلا إذا تذوقت طعم الحياة فوق السحاب، كما يحياها الآن كل من يزور المدن الصينية الكبرى التي صنعت نوعا جديدا من السياحة، تأخذ من يطلبها للعيش فوق السحاب للمدة التي تحلو له. عرفت المدن الصينية الكبرى سياحة "الحياة فوق السحاب" منذ سنوات قليلة، حينما أتمت شركة شيمئيو اليابانية بناء مركز شانغهاي المالي العالمي عام 2008، وفوجئ الجمهور الذي صعد إلى الطابق رقم مائة وواحد على ارتفاع 492 مترا من فوق سطح الأرض، بأنه يسير على أرض لجة من زجاج مسطح شفاف، يرى كل من تحته. المفاجأة أصابت بعض الزوار بالدهشة، فمنهم من سار على مهل وهو يرتعد، وآخرون تملكتهم الرهبة وخافوا وابتعدوا عن المجازفة في المجهول، وقليل خاطروا بالتجربة ووجدوا أنفسهم يسيرون فوق السحاب، وبين طبقاته التي تتداخل وسط المبني العملاق، حيث فرغ المصصم الأمريكي للمبنى المساحة تحت الزجاج بعمق عشرة طوابق، بما يشعر السائر على الزجاج بأنه يطير، أو يحبو فوق غلاف الكرة الأرضية.

المغامرة الأولى

كانت المغامرة الأولى من نوعها في بلد أعلن أنه ينوي بناء مجموعة كبيرة من ناطحات السحاب بمعدل واحدة كل خمسة أيام، ليصل إجمالي عددها خلال 2015 إلى أكثر من 800 ناطحة سحاب، وهو ما يعادل أربعة أضعاف إجمالي عدد ناطحات السحاب في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا. تحولت مغامرة السير فوق السحاب إلى هواية لدى الزائرين لمدينة شانغهاي ومحبي ارتياد ناطحات السحاب، ولكن المدينة التي تضم عشرين بناية من أعلى البنايات في العالم، لم تستطع أن تلبي حاجة المغامرين وتعلقهم بالهواية الحديثة. من الأمور الهينة أن يرتاد الناس أسطح ناطحات السحاب أو أن ينظروا من بعض الشرفات المرتفعة، أو أن يجلسوا في مطاعم دوارة في الأبراج الشاهقة، مع ذلك كان من الصعب تحويل هذه المناظر التقليدية إلى ساحة للنظر من أعلى كما فعلت إدارة مبنى مركز شانغهاي المالي العالمي. مع كثرة العشاق، لجأت إدارة مدينة شانغهاي مؤخرا إلى تحويل برج اللؤلؤة، وهو تحفة فنية ومعمارية رائعة، إلى ساحة للعيش فوق السحاب. فالمكان الذي تعتبره المدينة رمزا لها، ويرتفع عن سطح الأرض بنحو 468 مترا في وسط المدينة مطلا بشموخ على نهر هوانغبو، يعد مزارا لأبناء الشعب بكافة مستوياتهم الاجتماعية والثقافية، وأيضا مزارا تقليديا للسائحين والزائرين الرسميين للمدينة والدولة. أزالت إدارة البرج الأرضية الفولاذية الصماء مؤخرا وحولتها إلى أرضية من الزجاج الشفاف الذي يسمح للناس بالمرور من فوقه والنوم والسير عليه دون مشاكل على الإطلاق.

مرح الشباب

عندما تصعد إلى أعلى البرج في مستوياته الثلاثة المتصلة بمصاعد تأخذك لأعلى نقطة منه بسرعة البرق، يرشدك الموظفون إلى الطرقات الممتدة، حيث يمكنك أن تسير فوق السحاب، وتحتضن الطبيعة، وتشعر بعنف الرياح وهدوئها، وقوة المطر وشدة البرق دون أن تصاب بأذى. بعض الزوار، خاصة المصابين بحالات الخوف من المناطق المرتفعة، يكتفون بمشاهدة تلك الطرقات عن بعد، والجلوس في المطاعم المحاطة بسياج من الفولاذ شديد المتانة، بينما ترى شبابا يمرحون، يقفزون فرحا لأنهم يشعرون وهم سائرون فوق الزجاج بأنهم في عالم العجائب وقد تحول بين أيديهم إلى حقيقة. أحيانا ترى أمهات ينادين على أبنائهن وهن خائفات، بينما الأولاد يصرون على استكمال اللعب والمرح، وبعض الناس تأخذهم الحمية وينامون على الأرض الزجاجية، وكأنهم على البساط السحري وينظرون بالساعات إلى أسفل وهم يتابعون حركة البشر من تحتهم، مختلطة بحركة السيارات ومنظر العمارات الشاهقة من تحت أيديهم، ويحاولون اصطياد بعض المارة بأيديهم، وعندها فقط يتأكدون أن العالم الذي أخذ بلبهم هو عالم حقيقي في الواقع ولكنه بعيد المنال.

من العجيب أن ترى فوق السحاب ناسكا أو راهبا أو زائرا يريد أن يصل بنجواه مع ربه فيصلي وكأنه يقول للدنيا: نحن من فوق أقرب للرب الذي نعبده. وقد تأخذك الدهشة عندما ترى كبارا يمرحون ويلقون بأنفسهم على الأرض مثل الأطفال فرحا بأنهم يعيشون للحظات فوق السحاب، أو طفلا يعجبه المنظر الآخذ بالبصر فليتقط كاميرا ليسجل ذلك المنظر العجيب. ومن المألوف أن ينظر كل من يرتاد برج اللؤلؤة إلى من حوله في العمارات الشاهقة، بينما من الصعب أن يدرك أنه في الوقت الذي يرى فيه معالم شانغهاي من أعلى، هناك بشر مثله ينظرون إليه من مستوى أعلى منه في برج مركز شانغهاي المالي. ولا يتصور الطرفان أن هناك مشروعا آخر يجري العمل به على قدم وساق، ليكون أعلى برج في المدينة، وسيكون به مسطح زجاجي آخر يمكن زائريه من رؤية المدينة ويمنحهم فرصة العيش في مستويات أعلى بالسحاب.

 

 

تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي