CRI Online

الحُلمُ الِصيني.. الصين والتنظيمات الإسلامية

cri       (GMT+08:00) 2013-09-30 15:16:03

بقلم مروان سوداح رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين 

في اللقاء المُثمر الذي جرى بين ممثلي الأحزاب العربية من مختلف الأطياف السياسية والفكرية، وعددهم 22 ممثلاً سياسياً، مع الرفيق "دو يانلينغ" المدير العام لإدارة غربي آسيا وشمالي أفريقيا في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ومأدبة الغداء التي أقامها المدير العام على شرف المشاركين في برنامج الدورة الرابعة لورشة العمل الإعلامية لأحزاب دول غربي آسيا وشمالي أفريقيا في فندق "وانشو" الفخم التابع للحزب في بكين، أكد على أن جمهورية الصين الشعبية، وحزبها الباني تهتم كثيراً بإقامة علاقات مع مختلف الأحزاب العربية ذات التوجهات المختلفة، ومنها الإسلامية بتفرعاتها، وتوثيق الصِلات معها وتعزيزها، على مِثال حزبين دعيا للمشاركة في هذه الدورة، وهما الحزب الاسلامي العراقي، ويُمثله السيد علي عبدالمجيد حيدري، من العراق، وممثل حركة مجتمع السلم الجزائرية، ويمثلها السيد لايفا سالمي، وقد لفت المدير العام وممثل الحركة في اللقاء الى ان علاقات هذين الطرفين الحزبيين، الصيني والجزائري، ممتازة ومتواصلة من خلال سفارة الصين في الجزائر، في حين نفل سالمي أخلص تمينات حركته للجانب الصيني، بالتطور السريع والازدهار، وتميناته بأن لا تقع الصين في مهاوي الحضارة الغربية.

وقد كان الأهم في اللقاء بين الأطراف العربية والطرف الصيني، تميّزه بالصراحة السياسية، وبخاصة الإشارة التي صدرت من الطرفين الى ان الإعلام الصيني لا يزال ضعيف التأثير "الى درجة كبيرة" في حركة الإعلام العالمي عموماً ، وفي الساحة الإعلامية العربية خصوصاً، ويَلزم إعادة النظر بآليات تسويقه وانتشاره. وبيّن الجانب الصيني الى أن الأفكار الصينية "لم تصل بعد الى الشوارع العربية"، وبأن "تشويه صورة الصين منتشرة في العالم العربي"، وبرغم ذلك تبقى الصين وفيّة لإلتزاماتها الدولية، وهي تشدّد على أهمية قيم وممارسات التضامن، كأهم قضية يجب أن تلتف حولها الشعوب، ومنها العربية، التي هي عائلة واحدة دبّت فيها الخلافات فصارت تتقاتل. لذا، استطرد المدير الصيني: لا يمكن للموقف الصيني ان يُعمّق مِن شرخ الخلافات العربية، ولا أن يشجع طرفاً عربياً على آخر، ولا ان يستعدي أعضاء الأُسرة الواحدة على بعضهم بعضاً، لأن الهدف يبقى ان تلتقي هذه الأسرة العربية من جديد، وأن تتناقش وتتصارح وتتناصح في أفضل السُبل لإيجاد مخارج واقعية من الأوضاع الصعبة القائمة في الدول العربية، وهنا لا بد من التذكير بأن موقف الصين يرفض التدخل الخارجي في أي من الدول العربية، ويرى بأن العرب هم وحدهم القادرون إيجاد أفضل الطرق لإعادة اللُحمة والتضامن بين بعضهم بعضاً، واستبعاد الأجنبي الذي يعمل للتفريق بينهم.

المسؤول الصيني رفض المقولة المُفبركة التي يَسعى البعض متشابكاً ومتناغماً مع قوى دولية الى نشرها وترسيخها في عقول العرب والأجانب، ومفادها "أن الصين ليست سوى إستعمارية جديدة"، مؤكداً ان المبادئ الرئيسية للصين هي الدفاع عن المصالح المشتركة للعالمين العربي والصيني وأحلامهما، ودفع التعاون النافع والمتساوي بينهما للأمام، ومنه الإقتصادي والتجاري والإنساني والثقافي. لذا، فقد عُقدت في منطقة نينغشيا الصينية وبكين مؤخراً، فعاليات تجارية وإنسانية، حضرها زعماء عرب منهم، جلالة الملك عبدالله الثاني، هدفت الى تعزيز التعاون الجماعي بين دول هذين العالمين، وشارك فيها نحواً من عشرة آلاف شخص، وقد أظهرات هذه الفعاليات، ان الصين تعمل على استغلال الموارد الطبيعية على أساس المصالح والرؤى المشتركة والصداقة والمبادئ الإنسانية الجامعة، وهنا بالذات يوجد فرق جوهري عميق بين المسلك والنهج الصينيين، وبين السياسة الغربية "الساعية لنهب مناطق الموارد"، في كل العالم.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي