نائبة شابة ومحلها التجاري الصغير

اختتمت مؤخرا في بكين الدورتان الثانيتان للمجلسين الوطنيين الحادي عشر لنواب الشعب الصيني والمؤتمر الاستشاري السياسي. وفي حلقة اليوم، نحكي لكم قصة بي هونغ جن نائبة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني من قومية هوي والتي ولدت في ثمانينات القرن الماضي ومحلها الصغير لخدمة الشعب.

عندما نذكر بي هونغ جن، فلا بد أن نذكر محلها الصغير المعروف باسم خدمة الشعب. عادت بي هونغ جن عام 1999 إلى مسقط رأسها بعد تخرجها من مدرسة بينغ ليانغ الثانوية الرابعة، ووجدت أنه من الصعب شراء البضائع في مسقط رأسها. لأن السوق كانت تفتح مرة واحدة كل خمسة أيام في الأرياف ولم يتمكن القرويون من شراء البضائع المحتاجة إلا في هذه السوق، فخطرت في بالها فكرة فتح محل صغير لخدمة أبناء القرية. فافتتحت محلا صغيرا معروفا باسم "خدمة الشعب" بجناح ورف بضائع. وما زالت بي هونغ جن تتذكر الآن أحوال ذلك الحين، ها هي تقول: "في البداية بعت من يوان إلى ثلاثة يوانات كل يوم وكنت قلقة جدا. ربما في البداية كان الناس لم يتعرفوا على جيدا ولا يثقوا بي. حتى قمت بإدارة هذا المحل بشكل جيد، يجب علي كسب ثقة الأبناء من حيث جودة البضائع."

وبفضل جودة البضائع وعقلانية أسعارها، حظي محل بي هونغ جن بسرعة بثقة الناس. وتوسعت مساحة المحل خلال سنتين من خمسة عشر مترا مربعا إلى أكثر من مائة متر مربع. وبالإضافة إلى نوعية وأسعار البضائع، بذلت بي هونغ جن جهودا كبيرة في الخدمة، حيث لم تجعل الفلاحين يشترون أفضل المنتجات في محلها فحسب، بل أشعرتهم بارتياح قلبي اثناء شراء البضائع.

"مهما أ كان سعر السلعة عشرة سنتات أم مائة يوان صيني، يجب أن يشعر الزبائن بارتياح، ثم سيأتون إلى محلي عند شرائهم البضائع مرة أخرى، وهم مطمئنون وفرحون اثناء شرائهم بضائعي."

هكذا يوما بعد يوم وسنة بعد سنة، بدأ القرويون يحبون ويقبلون على شراء البضائع من محلها، وازدهر المحل أكثر فأكثر.

وبعد ذلك اكتشفت بي هونغ جن مشروعا جديدا لتوسيع نطاق تجارة محلها. في عام 2003 وجدت بي هونغ جن أن الفلاحين الذين عملوا في المدن عادوا إلى بيوتهم مع الهواتف المحمولة، فتوقعت أن الهواتف الثابتة والمحمولة ستعمم في الأرياف. وفي الوقت نفسه، وجدت أيضا أن الفلاحين أضطروا إلى الذهاب إلى داخل المحافظة مستهلكين أكثر من عشرة يوانات صينية لدفع رسوم الهاتف. لذلك فكرت بي هونغ جن في إدخال الخدمات المعنية بالهواتف الثابتة والمحمولة إلى محلها. وعند حديثها عن تجاربها في طلب مؤهلة محلها كوكيل لتسليم رسوم الهواتف الثابتة والمحمولة وغيرها، قالت بي هونغ جن:

"ذهبت إلى شركة موبايل الصين وطلبت التحدث مع المدير. وفي البداية لم يكن هناك أحد يهتم بي، فعدت وأوليت اهتمامي بالأخبار المعنية وذهبت مرة أخرى. وبعد تفقدهم في محلي، وافقوا أخيرا على منحي من اثنتين إلى ثلاث بطاقات إعادة الشحن للهواتف المحمولة لأبيعها كوكيل."

كسبت سمعة محل بي هونغ جن ثقة شركة موبايل وتوسعت الخدمات الهاتفية في هذا المحل. بعد سنتين، ومع تجهيز خط عريض لشبكة الإنترنت افتتح فرع من مكاتب المبيعات لشركة موبايل الصين أخيرا في محل بي هونغ جن، ومنذ ذلك الحين، لم يعد القرويون في هذه القرية أو في القرى المجاورة يدفعون أكثر من عشرة يوانات صينية للذهاب إلى داخل المدينة لإجراء مختلف العمليات الهاتفية.

ومن أجل تقليل الرسوم الهاتفية من القرويين غير الأغنياء، ترددت بي هونغ جن إلى شركة موبايل الصين طالبة بطاقات الشحن للهواتف المحمولة الخالية من الرسوم الشهرية والحد الأدنى للمستوى الاستهلاكي للقرويين.

ومع تجهيز الخط العريض، أصبح محل بي هونغ جن منصة ليتصل القرويون من خلالها مع الخارج. واذا وجد القرويون مسائل غير مفهومة، فسيذهبون إلى محلها لطلب مساعدتها على فحص المعلومات المعنية على شبكة الإنترنت. وترد بي هونغ جن على كل طلب مجانا بلا أي مقابل.

هكذا، أصبح محل بي هونغ جن مركز خدمة محلية ويحب القرويون طلب المساعدة منه اذا وجدوا المشاكل. وجلب العلاج الطبي التعاوني الحديث في الأرياف فوائد واقعية للفلاحين، ولكن بعض الأمور البسيطة مثل نسخ وثائق المستشفى وتسديد النفقات الطبية في العيادات أصبحت مشاكل بالنسبة للمسنين والأطفال الريفيين. وحلت بي هونغ جن ومحلها مرة أخرى هذه المشاكل. وقالت بي هونغ جن:

" يمكن للقرويين الحضور إلى محلي قبل تسديد نفقاتهم الطبية، لأن لدى محلي آلتي طباعة ونسخ، ونسخت الأوراق لهم ثم شرحت لهم تفاصيل خطوات التسديد."

بفضل تقديم الخدمات الممتازة للقرويين خلال السنين الطويلة، كسبت بي هونغ جن ثقة أبناء الشعب. وأختيرت بفخر عام 2007 نائبة للمجلس الوطني الحادي عشر لنواب الشعب الصيني.

وبعد انتخابها كنائبة، أصبح محل بي هونغ جن مرة أخرى مكانا لتتصل من خلاله بالجماهير وتجمع إرادة الشعب. وخلال الدردشة مع القرويين وتقديم الخدمات لهم، ظلت بي هونغ جن تسجل رغبات ومطالب الشعب في دفتر صغير وحملته إلى دورة المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. وبالإضافة إلى المشاركة في الأعمال التفقدية التي نظمتها مجالس نواب الشعب الصيني على مختلف المستويات، زارت بي هونغ جن الأرياف الأخرى على حسابها الذاتي مستعدة لنقل رغبات الشعب في الدورة القادمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في العام المقبل. وتقدمت بي هونغ جن في دورة هذا العام بالعديد من اقتراحات مواطني مسقط رأسها. حيث قالت:

"أهم شيء يهتم به القرويون هو مسألة الطرق، ومهما كانت أية قرية، فإن الطرق تعتبر أكبر مشكلة، واذا أرادت قرية تحقيق الغنى، فلا بد منها بناء الطرق، وخاصة في المناطق الجبلية غربي البلاد، تعد الطرق من أهم المشاكل التي تواجه الفلاحيين، حيث لا يتمكنوا من الخروج من الجبال المحاصرة داخلها بدون الطرق، كما لا يمكننا أن نعرف العالم الخارجي بمواردنا الفريدة إلا بالطرق."

وتشتمل اقتراحات بي هونغ جن هذا العام على "اقتراح حول تسريع بناء طريق بينغ دينغ السريع في منطقة نينغشيا و"اقتراح حول طلب تسريع خطوات بناء مشروع مباه الشرب الآمنة في أرياف مدينة بينغ ليانغ بمقاطعة قانسو" و"اقتراح حول تعزيز الاستثمار في بناء الطرق العامة الريفية لتشكل شبكة طرق ريفية بسرعة" و"اقتراح حول تعزيز بناء مشروع أحزمة الغابات في شمالي وشمال غربي وشمال شرقي البلاد.

وفي ختام المقابلة، تسلمت بي هونغ جن بالصدفة اتصالا هاتفيا من مسقط رأسها حيث عبر أربعة مسؤولين بمحافظة دانغ شيان عن شكرهم لها نيابة عن جميع مواطني المحافظة، لأنهم شاهدوا من خلال التلفزيون تقريرا حول تقديم بي هونغ جن الاقتراح المتعلق بمحافظتهم إلى دورة هذا العام للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني. نظرا لنيل تأكيد مواطني مسقط رأسها، بدت بي هونغ جن مسرورة جدا مثل طفلة وحكت لنا تفاصيل الهاتف.