|
||
cri (GMT+08:00) 2009-11-19 16:42:01 |
مسجد تشيوفو
تقع مدينة تشيوفو بجنوب شرقي مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، وكانت المدينة عاصمة دولة لو الملكية في عصر الربيع والخريف بالتاريخ الصيني، وتعتبر أيضا مسقط رأس الفيلسوف الصيني المشهور كونفوشيوس. لذلك فإن مدينة تشيوفو تسمى ب"المدينة المكرمة الشرقية" في الصين، حيث يسكن فيها أبناء من مختلف القوميات ومن بينهم المسلمون الذين يعيشون هناك عيشة سعيدة. ويعتبر مسجد تشيوفو بيتا للأبناء المسلمين في هذه المدينة.
تأسس مسجد تشيوفو في منتصف عهد أسرة مينغ الملكية، ويرجع تاريخه إلى ما قبل خمسمائة سنة. وبسبب تاريخه الطويل وقلة الإصلاحات والترميمات، وحتى نهاية القرن الماضي، كانت قاعات المسجد لم تبق فيها إلا القاعة الغربية. وفي أوائل القرن الماضي، تأسست "الدورة الدراسية للقرآن الكريم باللغة العربية" في هذا المسجد والتي تعتبر أول مدرسة تعلم أطفال قومية هوي في مدينة تشيوفو اللغة العربية و"القرآن الكريم" و"الحديث النبوي" والمذهب الإسلامي الديني.
وقال رئيس مجلس الإدارة التابع لمسجد تشيوفو السيد وانغ تشاو شيون إن ظروف المسجد كانت بسيطة جدا في تلك الفترة، حيث قال:
"كانت ظروف مسجدنا قاسية جدا، وإن تجهيزات القاعة الغربية للمسجد بسيطة ومتخلفة. وقد تعرض شارع شيقوان بمدينة تشيوفو للفيضانات في عام ألف وتسعمائة وأربعين، حيث هدمت القاعة."
في فصل الربيع من عام ألفين وواحد، وبرعاية الحكومة المحلية والأجهزة المعنية، أُستأنف بناء المسجد. وتحتل مساحة المسجد ثلاثة ألاف وثلاثمائة وثمانين مترا مربعا، وتتسم القاعة الرئيسية ذات طابقين بالخصائص العربية، وتبلغ مساحتها تسعمائة وسبعة أمتار مربعة. وبالإضافة إلى ذلك، أُنشأت المأذنة والمكتبة وبعض المنازل السكنية في الوقت نفسه. وحول ما يتعلق بإعادة بناء المسجد، قال رئيس مجلس الإدارة وانغ تشاو شيون:
"في عام ألفين، أرسلت الحكومة المحلية بمدينة تشيوفو فريق عمل يتكون من ستة أشخاص إلى مسجدنا لزيارة الأبناء المسلمين هنا، حيث وجد الفريق أن ظروف المسجد حينذاك غير متطابقة مع التنمية الاجتماعية. فبعد ذلك، قررت الحكومة إعادة بناء المسجد."
وقال رئيس مجلس الإدارة أيضا إن الحي السكني القومي بشارع شيقوان في مدينة تشيوفو قام بجمع تبرعات مليون وثمانمائة ألف يوان صيني لإعادة بناء المسجد. وفضلا عن ذلك، قدمت مختلف الشخصيات في مدينة تشيوفو مساعدات مالية كبيرة لأعمال إعادة البناء. وبفضل ذلك، كانت أعمال البناء تجري بشكل سليم.
وبعد إعادة بناء المسجد قام الأبناء المسلمون بالعديد من الأنشطة الدينية العادية، وتقديم تسهيلات كبيرة للمواطنين الذين يسكنون في حي شيقوان السكني بالمدينة. تجدر الإشارة إلى أن إجمالي عدد السكان في هذا الحي الذي يقع فيه مسجد تشيوفو أكثر من ثلاثة ألاف وأربعمائة نسمة، وبينهم أكثر من ألفي شخص من قومية هوي. لذلك، فقد لاقى إعادة بناء المسجد ترحيبا حارا من قبل الجماهير المسلمة في مدينة تشيوفو.
وصادف اليوم الذي زار فيه مراسلنا المسجد يوم الجمعة، حيث يمتلأ المسجد بالكثير من الناس. وبعد أداء صلاة الجمعة، قال المسلم ما يو جه لمراسلنا:
"سررنا كثيرا بإعادة بناء المسجد، وكنا نرغب كثيرا في تقديم الأموال والمشاركة فيها. وبعد انتهاء أعمال البناء، أكاد آتي هنا لأداء الصلاة كل يوم، لأن هذا المسجد قريب من بيتي، وإنه واسع. وخصص المسجد مكانا خاصا للنساء المسلمات لأداء الصلاة فيه، فيمكن لجميع المسلمين الاستفادة من عطايا الله هنا وغفرانه."
وقال رئيس مجلس الإدارة وانغ تشاو شيون إنه في الوقت الحالي، يحب المسلمون بمدينة تشيوفو القيام بالأنشطة الدينية في هذا المسجد. فإذا واجه الأبناء المسلمون صعوبات، ساعدهم المسجد على حلها. فأصبح المسجد يعتمد اعتمادا على المسلمين هناك، بينما يتخذ الأبناء المسلمون المسجد كبيتهم المشترك.
وقال نائب رئيس الجمعية الإسلامية بمدينة تشيوفو الشيخ يوان تساي دونغ إن المسجد لا يساعد المسلمين على استكمال الأعمال الدينية الأساسية فسحب، بل يقيم نشاطات بمناسبة سفر المسلمين إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والحج. وبالإضافة إلى ذلك، تقام الأنشطة بمناسبات الأعياد الإسلامية الهامة في هذا المسجد أيضا. ومنها مناسبات صلاة يوم الجمعة وعيد الفطر وعيد الأضحى وعيد المولد النبوي الشريف وشهر الرمضان المعظم، يعلم شيخ المسجد المذهب الديني الإسلامي أمام الأبناء المسلمين.
وفي الوقت الحالي، لا يعتبر مسجد تشيوفو مكانا يقيم فيه الأبناء المسلمون نشاطات دينية عادية فحسب، بل يصبح الآن منصة تعمل من خلالها الشخصيات الدينية والجماهير المسلمون على تعزيز الانسجام القومي. وفضلا عن ذلك، يعلم شيخ المسجد المذهب الديني الإسلامي خارج المسجد في بعض الأحيان. وفي عام 2005، وبفضل المساعدات الكبيرة من مجلس حي شيقوان السكني، أتى الشيخ يوان تساي دونغ إلى مدرسة شيقوان الابتدائية القومية لتعليم الثقافة والعادات القومية للطلاب هناك، حيث يشجع الشيخ الطلاب على احترام الثقافة القومية ومتابعة وتطوير التقاليد القومية الطيبة، والاجتهاد في الدراسة من أجل تعزيز الانسجام بين مختلف القوميات.
وفي هذا الصدد، قال الشيخ يوان تساي دونغ:
"يعتبر الانسجام والتضامن القومي مهمة هامة للمسجد، وإن مسجد تشيوفو نافذة يمكن للطلاب من خلالها معرفة المزيد من الثقافة الإسلامية، ومعرفة الانسجام والتضامن بين قوميتي هان وهوي، من أجل تعزيز التعايش السلمي بينهما."
© China Radio International.CRI. All Rights Reserved. 16A Shijingshan Road, Beijing, China. 100040 |