الحياة الجديدة لأبناء التبت في قرية "شياجي" السياحية

^{معبد في قرية شياجي}

وفي مركز تانغكا بالقرية، نرى لوائح الرسوم الملفوفة التبتية الملونة والمتنوعة الأشكال إضافة إلى المطرزات المتميزة لأبناء التبت، وهناك فتاة تبتية تنغمس في رسم تانغكا، قالت لنا إن أبناء التبت الذين يعيشون في هضبة يوننان ويعتنقون البوذية التبتية معظمهم من البدو، ولتلاوة الكتب البوذية المقدسة وأداء شعائر الدين في أي وقت، كان أبناء التبت يرسمون صور البوذا باستخدام الصبغات المعدنية، ويحملون هذه الرسوم دائما للحصول على بركة بوذا. وأضافت أنها كانت قد قامت برحلة خاصة لزيارة هذه القرية لتعلم هذه الحرفة. وأضافت قائلة

"لست من أهل القرية، وجئت إليها قبل سنوات لتعلم رسم تانغكا. لأنني أرى أن تانغكا فن يتميز بالألوان الزاهية وتحيط به الأضواء الساحرة."

وذكر غوسانجياتسو مسؤول القرية بشأن السياحة أن هناك كثيرا من الناس يأتون إلى القرية لتعلم الحرفة اليدوية مثل هذه الفتاة. وبفضل الأجواء الثقافية الممتازة والظروف المعيشية السهلة، لا يودون مغادرة القرية بعد استكمال الدراسة، بل يختارون الإقامة فيها، وأضاف غوسانجيانتسو أن أهل القرية كانوا يزاولون فقط مهنة الزراعة والثروة الحيوانية وغيرهما من القطاعات التقليدية مثل زراعة الشعير التبتي وتربية الأبقار وجمع فطر الصنوبر، وتعرض إنتاجهم لعوامل الأحوال الجوية، وكانت معيشتهم فقيرة. وبفضل تطبيق الصين سياسة الإصلاح والانفتاح وتطور قطاع السياحة، بدأت القرية في السير على طريق مؤدي إلى الثراء. وبمساعدة الحكومة، أسرع الفنيون بقرية شياجي إلى تدريب وراث الفنون المحلية، واستقدموا كثيرا من الخبراء المتخصصين في الثقافة والفنون لتدريب أهل القرية، وفتحوا مجموعة من المتاجر الخاصة ببيع المنتجات التقليدية المتميزة بالخصائص القومية، الأمر الذي جذب أعدادا كبيرة من السياح الذي يزورون شيانغريلا إلى القرية. وبذلك تحسن مستوى معيشة مواطني القرية بصورة كبيرة، وتتمتع كل الأسر بالحياة المزدهرة والسعيدة. وقال السيد غوسانجياتسو مسؤول القرية بشأن السياحة

"قبل مزاولة قطاع السياحة، كنا نقوم بعمل رئيسي وهو اقتناء فطر الصنوبر وزراعة الخضروات والشعير التبتي، حيث وصل معدل الدخل السنوي لكل أسرة إلى ما تراوح بين ثلاثة آلاف يوان إلى أربعة آلاف يوان، وحينذاك كنا نعمل طوال السنة وراء توفير الطعام لسد رمق الجوعى. والآن نعمل على تطوير قطاع السياحة، ونسير على طريق يؤدي إلى الثراء، حيث ترتفع دخولنا بشكل كبير، ويبلغ معدل دخل كل أسرة بالقرية نحو عشرة آلاف يوان سنويا."

وفي متجر أحد أهالي القرية، نرى أن صاحبه يقوم بإنتاج البخور التبتي، أحد العطور الطبيعية التي تصنع بالأدوية العشبية التبتية، والذي يشتهر بالنكهة المميزة والقيمة الطبية. وقال صاحب المتجر السيد سونوواندوي البالغ من العمر 45 عاما لمراسل الإذاعة إنه بدأ في إنتاج البخور التبتي قبل ثلاث سنوات، ثم فتح هذا المتجر، والآن يزاول الزراعة كمهنة رئيسية، ويشتغل أيضا بتجارة البخور التبتي، وبذلك يكتسب أموالا كثيرة، وتتمتع أسرته بالحياة المزدهرة. ها هو يقول