الطبيب الكندي الراحل نورمان بيثيون بصفته صديقا قديما للشعب الصيني.

^{الطبيب بيثيون تخلى عن المعيشة الرغيدة في بيته}

وقالت السيدة تشانغ كون إن الطبيب بيثيون ساهم في إنشاء جسر صداقة بين الصين وكندا. وإذا ذكرت نورمان بيثيون في الصين، فسيجيبك المواطنون الصينيون على الفور أنه صديق كندي للشعب الصيني. وقال السيد سكوت داويدسون – مدير متحف بيثيون التذكاري إنه رغم أن الطبيب بيثيون عمل في الصين لمدة سنتين فقط، غير أنه قدّم مساهمة لا تنسى في تعزيز الصداقة بين الصين وكندا. حيث قال:

" بعد نشر الرئيس الصيني الراحل ماو تسي دونغ مقاله بعنوان (( إحياء ذكرى نورمان بيثيون))، تطورت الصداقة بين الصين وكندا بدرجة كبيرة، ومن خلال هذا المقال، عرف جميع الصينيين الطبيب بيثيون. ومنذ ذلك الوقت، نشرت كثير من الكتب الخاصة به في كل من الصين وكندا. وأخبرني أصدقائي الصينيون أن بيثيون ترك بصمات لا تمحى في قلوب وعقول الصينيين لأنه كان يعيش بصورة رغيدة في كندا وكسب مكافأة مالية عالية بصفته طبيبا، لكنه قرّر العمل في ميدان الحرب بالصين بغضّ النظر عن الأخطار وتقديم مساعدة طبية للشعب الصيني الذي كان يقاوم القوات المعتدية اليابانية وضحّى بحياته أخيرا. ويكنّ الصينيون امتنانا عميقا له لأنه قدّم مساهمة في تعزيز الصداقة بين الصين وكندا."

ويمكن القول إن متحف بيثيون التذكاري يعتبر شاهد عيان لتطوّر الصداقة بين الصين وكندا. وفي شهر أكتوبر عام 1973، زار رئيس الوزراء الكندي الأسبق بيار اليوت ترودو الصين، وتأثر بالمآثر البطولية للطبيب بيثيون ومكانته السامية في قلوب الشعب الصيني، واتخذ قرارا حكوميا بتخصيص الحكومة الكندية أموالا لشراء بيت بيثيون القديم لتأسيس متحف بيثيون التذكاري. وبعد أن تمّ إنشاؤه، يريد مزيد من الناس معرفة مشوار بيثيون. وفي عام 1996، تم إدراج موطن بيثيون في قائمة أسماء الآثار التاريخية الشهيرة الوطنية في كندا. وفي عام 1998، تم إدراج نورمان بيثيون في قائمة أسماء الأطباء المشهورين في كندا. حيث قال السيد داودسون – مدير متحف بيثيون بافتخار:

" قبل سنوات، أقامت مؤسسة إذاعة كندا مسابقة لاختيار أعظم مواطنين في تاريخ كندا بين مئات المرشّحين. وتم اختيار أعظم مائة شخص كندي أخيرا حيث يحتلّ نورمان بيثيون المرتبة السادسة والعشرين منهم. "

وخلال المقابلة الخاصة بمراسلنا، ذكر المدير داودسون أن هذا العام يوافق الذكرى السبعين لوفاة بيثيون. ولن ينسى الناس هذا البطل مهما يكن في الصين أو في كندا حتى في العالم كله. وبمناسبة الذكرى السبعين لوفاة بيثيون، أقيمت أنشطة تذكارية في الصين ومدينتي تورونتو ومونتريال بكندا وأسبانيا. حيث قال السيد داودسون:

" في الثاني عشر من نوفمبر هذا العام، أقيمت حفل تذكاري دولي لإحياء ذكرى بيثيون في كندا، واشترك فيها بنشاط معهد بيثيون للطبّ العسكري في مدينة شيجياتشوانغ الصينية كما اشتركت فيها أسبانيا. وترتبط حياة بيثيون ارتباطا وثيقا بهذه الدول وتركت بصمات لن تمحى فيها. كما أقمنا في هذه الدول معارض خاصة بأعمال الأطفال الفنية بمناسبة الذكرى السبعين لوفاة بيثيون. وما زالت شعوب هذه الدول تحفظ ذكريات عميقة عن بيثيون. "