المسلمون في الصين المسلم الصيني يانغ تشي بو

^{السيد يانغ تشي بو}

ولد يانغ تشي بو عام 1954 في أسرة مسلمة عادية بمقاطعة خهبي شمالي الصين بعد مضى خمس سنوات فقط على تأسيس جمهورية الصين الشعبية، حيث كانت البلاد تحتاج إلى البناء الشامل. وفي عام 1958، تأسست منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشمال غربي الصين، وتلبية لدعوة البلاد إلى بناء مناطق شمال غربي الصين، وصل يانغ تشي بوه مع أفراد أسرته إلى منطقة نينغشيا للإقامة فيها.

تعتبر منطقة نينغشيا منطقة أكثر تجمعا للمسلمين في الصين، وبفضل الجو الإسلامي العريق المحيط بتربيته، عزم يانغ تشي بو على السعي إلى دراسة الثقافة الإسلامية وكان شابا صغيرا. وقال يانغ تشي بو:

بفضل تأثير أسرتي المسلمة، رغبت في دراسة علوم الدين الإسلامي منذ صغري، حيث كنت شغوفا بالثقافة الإسلامية وعلومها."

ابتداء من عام 1977، استأنفت الصين نظام الالتحاق بالجامعة والمعهد عبر الامتحان، حيث حقق يانغ تشي بو أمنيته الدائمة في تعلم الثقافة الإسلامية والتحق بجامعة اللغة الأجنبية بمدينة شانغهاي الصينية لدراسة اللغة العربية والتاريخ الإسلامي.

خلال دراسته في الجامعة، كان يانغ تشي بو مجتهدا جدا، وبعد تخرجه، بدأ العمل في الجمعية الإسلامية الصينية كمترجم للغة العربية.

في عام 1980، أعادت الجمعية الإسلامية الصينية طبع النسخة الصينية والعربية للقرآن الكريم، وشارك يانغ تشي بو في هذا العمل، الأمر الذي أسعده كثيرا، حيث قال:

"شاركت في أعمال الإعداد والترجمة للطبعة العربية للقرآن الكريم، وكذلك إعداد بعض الكتب حول العلوم والشعائر الإسلامية، وأحب عملي."

نظرا لعمله المتميز، أُرسل يانغ تشي بو في عام 1982 من قبل الجمعية الإسلامية الصينية إلى جامعة الأزهر المصرية لدراسة القرآن الكريم والشعائر الإسلامية. وأفادته هذه التجربة كثيرا، حيث ارتفع مستواه في اللغة العربية ارتفاعا كبيرا، وشهدت معرفته حول الثقافة الإسلامية إزديادا ملحوظا. وبعد دراسته في مصر، عاد يانغ تشي بو إلى الصين وواصل عمله في الجمعية الإسلامية. كما شارك يانغ تشي بو خلال ثلاث سنوات متتالية في تنظيم سفر المسلمين الصينيين إلى الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج. وكانت رحلات الطيران بين الصين والسعودية لم تكن مباشرة، فبذل يانغ تشي بو وزملاءه في الجمعية جهودا كبيرة لتحقيق الطيران المباشر بين البلدين. وبفضل جهودهم المشتركة، فتح البلدان خطوطا جوية بينهما ، الأمر الذي خفف صعوبة السفر بين الصين والسعودية. وفي هذا الصدد، قال يانغ تشي بو:

"تبادلت الصين والسعودية عام 1989 إنشاء المكتب التمثيلي التجاري ، الأمر الذي سهل حصول شعبي البلدين على التأشيرات، وهذا الوضع سعدنا وسررنا به كثيرا."

يستقبل يانغ تشي بو كل عام العديد من وفود المسلمين القادمين من أنحاء العالم، وساعدهم في التعرف على المزيد حول حياة المسلمين الصينيين وكذلك سياسات الإيمان الديني الحر في الصين، حيث قال:

"في ثمانينيات القرن الماضي، زار وفد اتحاد الدين الإسلامي ولاية لينشيا الذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بمقاطعة قانسو شمال غربي الصين، وعندما رأى أعضاء الوفد قيام عشرات الآلاف من المسلمين الصينيين بأداء الصلاة، بكى الكثير منهم ."

وفي الوقت الحالي، يتجاوز عمر يانغ تشي بو 50 سنة، غير أنه يؤكد عزمه مواصلة العمل على تعزيز التبادلات والاتصالات بين المسلمين الصينيين والأجانب، وبذل جهوده لتطوير الثقافة الإسلامية علوم الدين الإسلامي في الصين.